اقلام حرة

فلسفة التعليم دستورأخلاقي يحكم عملية التعليم بقلم : الدكتور حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

(كونوا للعلم رعاة ولا تكونوا له رواة .. إننا نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل ، لا لنصل الى نقطة العلم ..لأن ،كل انسان يرى نفسه عالماً بكل شيء هو انسان جاهل ، و كل انسان يريد أن يتعلم بشكل دائم هو الإنسان المعول عليه ..لماذا ؟ لأن ، الانسان الذكي يسعى لتبسيط ما هو معقد ، بينما الانسان الأحمق يسعى لتعقيد ما هو بسيط ..وعلى ضوء ذلك ، يقول لك المرشدون : اقرأ ما ينفعك ، ولكني أقول : بل انتفع بما تقرأ)
فلسفة التعليم ، كمجال أكاديمي ، هي دراسة فلسفية تدرس التعليم ومشكلاته .. موضوعها الرئيسي هو التعليم ، وطرقها هي نفسها طرق الفلسفة.
فلسفة التعليم قد تكون متعلقة بالعملية التعليمية أو بالانضباط التعليمي. وهذا يعني أنها قد تكون جزءاً من الانضباط الذي يعني الاهتمام بالأهداف ، والأشكال ، ونتائج التعليم والتعلم ، أو قد تكون فلسفة انضباطية تعني الاهتمام بمفاهيم ، وأهداف ، وطرق الانضباط. تكون على هذا النحو ، جزء من مجال التعليم ومجال الفلسفة التطبيقية ، بحيث تستفيد من مجالات الميتافيزيقيا ، ونظرية المعرفة ، ومبحث القيم ، والمناهج الفلسفية (التأملية – النظرية – التحليلية).
فلسفة التعليم الأساسي نموذج للمقصود بفلسفة التربية ، ففي داخلها تتم مناقشة المفاهيم الأساسية للتعليم الأساسي : النشاط والعمل ، اللعب والترويح ، النمو والنضج ، الاستعداد والتهيؤ ، الثواب والعقاب ، الإلزام والعمومية .. وفلسفة التربية هي التي تقوم بعملية الاختيار والانتقاء ، والفحص والمراجعة للأفكار والمفاهيم السائدة في المجتمع.
أهمية دراسة فلسفة التعليم الأساسي:
فهم النظام التعليمي:
كلما ازداد المعلم فهمًا للقيم والمفاهيم الموجِّهة لنظام التعليم ازداد وعيُه بالنظام ، وزادت قدرته على حسن التصرف وجودة الأداء .. فالفهم والوعي بالنظام التعليمي يزيد كفاءة المعلم أثناء إعداده لدرسِه ، وخلال تقديمه له ، وأثناء تعامله مع تلاميذه ، وخلال تقويمه لهم.
تشخيص بعض المفاهيم الخاطئة:
نتيجة عمليات التنشئة الاجتماعية ، والصراع القيمي داخل المجتمع – يتسرب إلينا كأفراد ومعلمين بعضُ القيم السلبية والمفاهيم الخاطئة ، وتساعد فلسفة التعليم على كشفها ، وتحليلها ، وتعديلها.
حل بعض مشكلات الصراع القيمي:
لا شك أن الصراع القيمي شيء طبيعي بين الأجيال المختلفة ، وبين فئات المجتمع ، صحيح أن الصراع القيمي داخل المدرسة محكوم بقواعد ونظم ، وتقاليد وأعراف ، إلا أن ذلك لا يعني تجاهله ، أو تناسيه ، أو إهماله.
من هنا تحاول فلسفة التعليم الأساسي تقديم قدر مشترك من القيم والاتجاهات ، يكتسب من خلالها العاملون فيه إطارا قيميا مشتركا قدر الإمكان ، متسقا قدر الاستطاعة ، فمعلوم أنه يستحيل إعداد قالب قيمي واحد ينصهر فيه جميع العاملين.
إذا فهناك قدر من التمايز والاختلاف بين الناس لا يمكن إنكاره أو تجاهله ، إلا أن الحد الأدنى ضرورة وجود إطار قيمي أو دستور أخلاقي يحكم عملية التعليم ، ويوجِه مسارها.
تطوير العملية التعليمية:
نحن ندرس ليس لمجرد الفهم والتشخيص ، بل للتطوير والتجديد ، ونحن ندرس ليس لمجرد الحل والتركيب،بل لفتح باب الاستحداث والتجويد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق