مقالات

المجتمع الذي لا يحترم المعلم ولا يقدره مصير أجياله في خطر

نتذكر جيدا قبل عدة عقود , كم كان للمعلم مكانه وقيمه واحترام وهيبة في نفوسنا جميعا , كان المعلم هو كالأب الذي يحنو على اولاده ويهتم بهم , وكان يؤدي رسالته بكل أمانة وإخلاص , ولا يتهاون مع المقصرين من الطلبة بتأديبهم لا بعقابهم وحثهم على الدراسة والاجتهاد لبناء مستقبلهم , كالأب الذي يكد ويسهر على مستقبل أولاده .
كان للصفعة التربويه التي استعملها المعلم عند الحاجه , أثرها الايجابي على الطالب , فهي ضبطت تصرفاته في جميع المجالات , علمته احترام المعلم واحترام زملائه , واحترم قوانين المدرسه والحفاظ على ممتلكاتها , علمته الوقوف عند حده لا يتجاوزها ولا يتمادى في الوقاحة , علمته احترام الصغير قبل الكبير , علمته أن يحضر الواجبات المدرسيه خوفا من قصاص المعلم له , علمته الحفاظ على الممتلكات العامه , ولم نسمع يوما عن تخريب مدرسه وحرقها وسرقتها كما يحصل اليوم , لم نسمع ان طالب سبب أضرارا لسيارة معلم , لم نسمع أن أحدا اعتدى عليه , بل جاء الاب وقال له : ” خذ اللحمات وأعطيني العظمات “ولكن للأسف عندما غابت الصفعة التربويه بسبب سن القوانين ، ضعفت مكانة وهيبة المعلم في المجتمع , وقل الاحترام له من قبل الطالب وأهله , وزاد الطين بله الانفتاح على العولمة الذي لم نعرف كيفية التعامل معه , وكذلك الثورة التكنولوجيه , واختراع مواقع التواصل الاجتماعية التي وصلت الى كل بيت , حيث ادمن عليها الاهل قبل اولادهم , كل هذه العوامل أثرت سلبيا على مجريات الامور في حياتنا ,حيث اقتبس أبناؤنا قشور الحضارات الاخرى وتأثروا بها , وابتعدوا عن قيمنا وعاداتنا , بسبب تقصير الاهل بتربية أبنائهم التربية الصالحه , وبسبب غياب القيادات الاجتماعية الفاعله في المجتمع , ففي مثل هذا الواقع والظروف , وبسبب اضمحلال القيم , وضعف الوازع الديني وضعف الرادع الرباني والقانوني , وعدم احترام المعلم ,ماذا نتوقع في مثل هذه الاحوال غير الانفلات وانتشار العنف وازدياد الجريمة ؟!!
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق