اقلام حرة

الذوق السيىء يقود الى الجريمة بقلم: د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

 

وإذا النفوس تطوحت في لذة … كانت جنايتها على الأجساد
(أحمد شوقي)

 مقدمة

الجريمة ظاهرة اجتماعية، وأن التجريم بحد ذاته هو الحكم الذي تصدره الجماعة على بعض أنواع السلوك بصرف النظر عن نص القانون.

وفي هذا الاتجاه، يميز البعض بين الجريمة الطبيعية التي لا تختلف عند الجماعات في الزمان والمكان لتعارضها مع المبادئ الإنسانية والعدالة كجرائم الاعتداء على الأشخاص والأموال.

والجريمة المصطنعة التي تشكل خرقا للعواطف القابلة للتحول كالعواطف الدينية والوطنية، واعتبر الأولى بأنها تدخل في المعنى الحقيقي للإجرام ودراساته التحليلية ويقدر البعض الآخر بأن الجريمة عبارة عن السلوك الذي تحرمه الدولة بسبب ضرورة ويمكن أن ترد عليه بفرض جزاء وهو بوجه عام يشكل السلوك المضاد للمجتمع والذي يضر بصالحه.

 تعريف الجريمة

هي كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للجماعة و ما هو عدل في نظرها. أو هي إنتهاك العرف السائد مما يستوجب توقيع الجزاء على منتهكيه، أو هي انتهاك و خرق للقواعد و المعايير الاخلاقية للجماعة.

هذا التعريف تبناه الاخصائيون الانثروبولوجيون في تعريفهم للجريمة في المجتمعات البدائية التي لا يوجد بها قانون مكتوب.

 تعريف الجريمة من المنظور النفسي:

هي إشباع لغريزة انسانية بطريقه شاذه لا يقوم به الفرد العادي في إرضاء الغريزة نفسها و هذا الشذوذ في الإشباع يصاحبة علة أو أكثر في الصحة النفسية و صادف وقت إرتكاب الجريمة إنهيار في القيم و الغرائز السامية،أو الجريمة هي نتاج للصراع بين غريزة الذات أي نزعة التفوق و الشعور الاجتماعي.

 تعريف الجريمة من المنظور القانوني:
الجريمة هي كل عمل يعاقب علية بموجب القانون. أو ذلك الفعل الذي نص القانون على تحريمة و وضع جزاء على من ارتكبه.

 أنواع الجريمة :

حاول الباحثون أن يقسموا الجرائم حسب نوع الباعث إليها فقسموها إلى أربع أنواع :

• جرائم اقتصادية
• جرائم جنسية
• جرائم سياسية
• جرائم الانتقام

وهناك تقسيم أخر للجرائم يلجأ اليه عادة في الإحصائيات الرسمية للجرائم وهو تقسيمها إلى :

• جرائم ضد الأشخاص
• جرائم ضد الملكية
• جرائم ضد الاداب

 أسباب الجريمة :

وهناك وسائل تعزز السلوك الجنائي ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر أفلام العنف والقتل، المصارعة، الإنتقام، وهناك وسائل مشجعة لإرتكاب الجريمة وحصرت بالرفقة السيئة،وهناك وسائل مدعمه مثل الخمور، المخدرات.

 وهناك دوافع من أرتكاب الجريمة:

• حب الإنتقام
• حب السيطرة
• حب المغامرة
• الحاجة (قد تكون للمخدرـ للمال ـ للجنس)
• الهروب من الواقع وقد يكون ( من المشاكل المادية ـ من العيب ـ من الندم………إلخ(

من أشد الجرائم هي جريمة القتل ولها أنواع من الناحية القانونية وهي كلاتي:

• قتل العمد/ وهو بالغالب يكون له دافع .
• شبه العمد/ كمن يستخدم بندقية صيد وقصد حيوان وأصاب إنسان.
• الخطأ/ كحوادث المركبات(الدهس)

 خصائص الجريمة:

لابد من توافر مجموعة من الخصائص للحكم على سلوك ما بأنه جريمة وهذه الخصائص هي:

• الضرر وهو المظهر الخارجي للسلوك، فالسلوك الإجرامي يودي إلي الاضراربالمصالح الفردية أو الاجتماعية أو بهما معا. وهذا هو الركن المادي للجريمة فلايكفي القصد أو النية وحدهما.

• يجب أن يكون هذا السلوك الضار محرما قانونيا ومنصوصا عليه في قانون العقوبات وقد سبق الإسلام إلى تأكيد هذا الركن الشرعي للجريمة.

• ضرورة وجود تصرف سواء كان ايجابيا أو سلبيا عمديا أم غير عمدي يؤدي إلى وقوع الضرر ويقصد من هذا القول توافر عنصر الحرية واختفاء عنصر الإكراه وهذا الركن سبق اليه الإسلام فيما يطلق عليه الركن الانساني للجريمة. فالمسؤولية تسقط في الإسلام في حالات محددة وهي الإكراه والسكر والجنون والصغر وحالة إباحة الفعل المحرم أما استعمال حقا ولأداء واجب.

إن أية جريمة أو إصابة؛ بغَضّ النظر عن القضية، ارتكبت أو سُبِّبَت لشخص آخر هي جريمة ضد الإنسانية.
(غاندي)

مقالات ذات صلة

إغلاق