
ماذا عساي أقول والحرف ينزف والأحزان تطول. في هذه القصيدة رسم الشاعر بحرفية مبنى ومعنى صورة مافتئت تتكرر منذ النكبة الأولى وتهز الرأي العام العالمي، صورة الأب العاجز عن حماية ابنه. انها تختزل بعمق ألما بحجم الجبال وعنفوانا مايزال يكابد الظلم والظلام.
انها أبوة جريحة وانسانية كسيحة وحب نازف وقدس خائف وأمل كالبرق للأبصار خاطف.
لقد وظف شاعر الأمة محمد ثابت باقتدار في هذا النص الحائر الثائر تقنية المقابلة
تظهر مثلا على مستوى اللفظ( موت/ حياة_ عسر/يسر_ ظمأ/ري _ دنس/طهر…) ليختزل بذلك صراعا ازليا بين الخير والشر، بين الحلم والقهر، وصراع النفس بين الأمل والألم ولكن ليشحذ الهمم ويصور ملحمة البعث من عدم طال او قصر الزمن ايمانا منه بعدالة القضية وبصحوة مؤكدة للضمائر الانسانية. حقا انها قصيدة خفية فنيا زادها بهاء مجزوء البحر الكامل بزحافاته المتكررة المحيلة على البحر الرجز لتكتسب القصيدة بذلك جرسا خفيفا على النفس رغم الثقل الدلالي الذي يحرك الألام والأحلام والأقلام.
عيادة جابر
تونس