عواصم ثقافيه

استخدموا الشعر بدل الشتائم في الحياة اليومية

الشتائم اليوم هي عبارات حفظناها وكررناها حتى صرنا نعجز عن السيطرة على أنفسنا عند استخدامها.

أصبحت الشتائم جزءاً من الثقافة والتقاليد والتراث العربي، فيستيقظ المواطن العربي على صوت والده وهو يشتم أخاه، ثمّ يتصبّح بشتائم سائق الأجرة الذي فقد حسّ الخجل بسبب الزحمة، بعدها يصل إلى العمل حيث سيحاول ألا يسمع شتائم زميله التي يوجهها كل يوم أمام ماكينة القهوة.

لكنّ الشتيمة قديماً لم تكن بهذه البساطة والعفوية. فمن يستحق الشتيمة لا يتلقاها بكلمة أو كلمتين، بل يتلقاها بحجم دواوين شعر مسبوكة ومدونة بجهد وعناية!

فهل يمكننا أن نستخدم هذه الدواوين للشتيمة اليوم؟

في التالي سنقدّم لكم بعض الأبيات في الهجاء التي يمكن أن نستخدمها اليوم.

الأشعار المثالية لكل من ينتقد عيوب الناس

لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ…. فكلك عـورات وللنــاس ألســـن

 وعينك إن ابدت إليـك معــــايباً…. فصنها وقل يا عين للناس أعين

الشافعي 

ويمكنك أن توجّه هذه البيوت الشعرية لكل من يكلمك بقبحٍ وذم

إذا نطق السفيه فلا تجبه… فخيرٌ من إجابته السكوتُ

فإن كلمتهُ فرجت عنه… وإن خليتهُ كمداً يموتاُ

الشافعي

يخاطبني السفيه بكل قبح… فأكره أن اكون له مجيبا

يزيد سفاهةً فأزيد حلماً… كعودٍ زاده الاحراق طيبا

الشافعي

أمّا إذا واجهت شخصاً يكذب، فهذه هي الشتيمة المناسبة

وتراهُ أصغرَ ما تراهُ، ناطقاً… ويكون، أكذب ما يكونُ، ويُقِسمُ

المتنبي

ويمكن الاستعانة بالمتنبي دائماً إذا أردتم شتائم ذات “قيمة”

وَما يَشُقُّ عَلى الكَلبِ… أَن يَكونَ اِبنَ كَلبَه

لكن هذا البيت “ألطف” من غيره في القصيدة (ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه)، فالمتنبي مات بسبب هذه القصيدة التي وجهها لرجلٍ يدعى “ضبة بن يزيد العيني”.

أمّا إذا أردت أن تشتم حبيب خائن فاترك أغاني جورج وسّوف واستخدم هذا البيت

ميزت بين جمالها وفعالها …   فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي

حلفت لنا أن لا تخون عهودها … فكأنها حلفت لنا أن لا تفي
 

 

أمّا إذا عانيت من غدر صديق، فلا تشتمه، بل قدّم إليه هذه الحكمة من ابن الرومي

عدوُّكَ من صديقك مستفاد فلا تستكثرنَّ من الصِّحاب

 فإن الداءَ أكثرَ ماتراهُ يحولُ من الطعام أو الشرابِ

 إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِ

حرب الفرزدق والجرير

أمّا إذا كنت تخاطب أحد الفصحاء في اللغة العربية، فاستعن بأبيات الفرزدق والجرير اللذين دخلا في حرب هجاءٍ شعري. فالأشعار التي وجهاها إلى بعضهما البعض لا تُعدّ.

لكنّ بعد موت الفرزدق ورغم كل ما دار بينه وبين جرير من خصام وهجاء وشتيمة، رثاه جرير بكل محبةٍ وصدق وعبّر عن حزنه الشديد في قصيدة “لَعمري لقد أشجى تَميما وهدها”.

الهجاء الخلقي

هذا النوع من الهجاء يتناول العيوب الجسدية والعاهات البارزة. فقد استخدمه الشعراء للسخرية من الشكل الخارجي والعيوب كقصر القامة وطول الأنف. ومثال على هذا، هجاء المتنبي لكافور الأخشيدي الذي كان أسمر البشرة، وهجاء ابن الرومي عندما وصف أنفاً طويلاً وصفاً كاريكاتورياً:

1. حملتَ أنفاً يراه الناس كلهم… من ألف ميل عياناً لا بمقياس

 لو شئتَ كسباً به صادفتَ مكتسَباً… أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس 

2. لك أنف بل أنوفُ… أنِفَتْ منه الأنوفُ

أنت في القدس تصلي… وهو بالبيت يطوفُ

استخدموا الهجاء الشعري من اليوم وصاعداً بدلاً من الشتيمة، هكذا تحققون مرادكم من دون أن تخدشوا حياء أحد!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق