بارعات العالم الغربيمكتبة الأدب العربي و العالمي
همسات بعد الأربعين (قصة قصيرة)
د. زرنغار الأستاذة المساعدة، مركز الدراسات العربية والإفريقية جامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي

كانت زينب جالسة في شرفة شقتها وعيناها تلاحقان الطيور في السماء و تتأمل حريتها و تتساءل عن نفسها، وهي تبحث عنها منذ سنة كاملة، لكنها كانت تظل بعيدة المنال. الحياة لها و حولها مستمرة كما كانت قبل تلك الأمسية. لكن كانت تغيـرت مسيرةالحياة لها، أو قدكان تغيـر شيء في داخل زينب التي لم تكن تتوقعه. وبالحقيقة، لم تكن تلك الأمسية مجرد حفلة، بل كانت بداية لمرحلة جديدة في حياتها- مرحلة مليئة بالتساؤلات والمشاعر المختلطة، مرحلة جعلتها تنظر إلى نفسها وإلى حياتها بمنظور مختلف.
وكانت زينب في الأربعين من عمرها تظنّ أن حياتها قد استقرت، وأنها قد اكتشفت جميع جوانبها. لكن بعد ذلك اليوم أدركت أن هناك أبعادًا في حياتها لم تكن قد استكشفتها بعد. و احتاجت إلى إعادة النظر في مفهومها عن الاستقرار والسعادة، وأدركت أن الحياة مهما بدت مستقرة، لا تزال تحمل لها الكثير من مفاجآت.
كانت أمسية شتائية في شهر نوفمبر، ارتدت زينب فستانًا بسيطًا يتوافق مع شخصيتها المتواضعة، وخرجت مترددة، متسائلة عمّا إذا كان حضورها في الحفلة ضروريا أم لا؟ و عندما وصلت، كان المكان يزدحم بالناس، تحركت بحذر بين الحضور تبحث عن وجه مألوف، وعندما لمحت صديقتها المقتربة، شعرت بشيء من الارتياح و بدأت بعضهما تتكلم ببعض لفترة لكن سرعان تحولت صديقتها إلى طفلها الصغير.
فلاحظت زينب أن الجو كان مريحاً في تلك الحفلة، والأحاديث عفوية. رغم أنها كانت في البداية مترددة في الحضور، شعرت تدريجيًا بالاندماج. لكنها ما زالت جالسة في زاوية تستمتع من بعيد، وفي يدها كأس من العصير تحركه ببطء. وفي تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفها يقول: “يبدو أنكِ لستِ من عشاق الحفلات، على ما أظن.” فاستدارت زينب باتجاه الصوت فوقع نظرها على رجل غير معروف يبتسم لها بلطف. ثم أجابت بنبرة هادئة وبطيئة: “وأنت كذلك.”
هكذا التقت بتيمور، رجل في منتصف الأربعينيات—متواضع وذو خبرة. بدت عليه علامات الاستقرار، لكنه كان يحمل في عينيه شيئًا لم تستطع تفسيره في البداية. لم يدم الوقت طويلًا حتى وجدا نفسيهما في محادثة عميقة، يتبادلان الأفكار حول الحياة، والعمل، وعن الأحلام التي قد تحققت، وتلك التي لم تتحقق بعد. جرى الحوار بينهما بشكل طبيعي تاما؛ لم يكن أي منهما يتوقع أن يستمر هذا التواصل.
بعد الحفلة، لم يتوقّف التواصل. بل في الليلة التالية، وبينما كانت زينب تقلب صفحات كتابها قبل النوم، اهتـزّ هاتفها بإشعار جديد. ووجدت رسالة قصيرة من تيمور:”هل تعلمين؟ لا تزال بعض الأفكار التي تحدثنا عنها بالبارحة في الحفلة تدور في رأسي. حديثك كان ملهماً.” أولا ترددت قبل أن ترد، ثم كتبت ببطء: “لم أكن أظن أن أحدًا قد يجد كلماتي مثيرة للاهتمام.”
ومنذ تلك الليلة، أصبح الهاتف نافذتها الجديدة لعالم آخر، عالم لم تتوقع أن تجد فيه شخصًا يفهمها بهذا الشكل العميق.
كل يوم، كان تيمور يتصل بها ويتبادلان الأحاديث عن كل شيء: عن عملها،و عن عمله،و عن أسرته و أطفاله، وعن الحياة بشكل عام. وشعرت زينب بأنها قد كوّنت رابطًا خاصًا مع تيمور. كان هناك شيء مريح في حديثه، وسرعان ما أصبحت صداقته جزءاً مهماً في حياتها.
وبالنسبة لتيمور، بدأ شيء يتغير في قلبه. ولم يعد بإمكانه إنكار مشاعره. ما بدأ كصداقة سرعان ما تطور إلى شيء أكثر منها. كان يعلم أنه يجب عليه عدم السماح لنفسه بهذا الشعور، لكنه لم يستطع. وفي الأخير،يوما قرر تيمور أن يبوح لزينب بما في قلبه. فاعترف تيمور لها بشيء لم تتوقعه. قال لها بصوت مليء بالصدق و التـردد معا: “زينب، أعتقد أننـي أحبك”. تجمّدت زينب للحظات، قلبها خفق بسرعة، وعقلها كان يدور. لم تتوقع من تيمور مثل هذا قط. لقد اهتمت به كثيرًا – وهو قدأصبح صديقًا حميمًا – ولكن أكثـر من ذلك؟ لا—— لا، لاتستطيع. أثارت كلماته حيرة في قلبها، لم تكن تتوقع هذا منه، ولم تكن مستعدة لمثل هذه المشاعر. أدركت حينها أن الأمور قدصارت تتعقد. لكنها جمعت كل طاقتها وأجابته، وكان ردّها واضحاً ومباشراً: “تيمور، أنت لي صديق رائع، لكن —– لكن لا أستطيع أن أبادلك هذا الشعور. ولديك عائلة جميلة ولا أستطيع أن أكون سببًا في إيذائهم.” حاولت تثبيت صوتها رغم الصراع الداخلي الذي قدظهر عقب كلمات تيمور و إظهاره لها. “علينا أن نوقف هذا قبل أن يتجاوز الحدود.”
أجابته بحزم ورسمت خطًا واضحًا بينهما، لكن كلمات تيمور قدأثارت مشاعر بحقيقة مزعجة تتفتح بداخلها. وهي كانت من الذين يقدرون المبادئ فوق كل شيء. وهي قدتربّت على تقديس الأسرة والوفاء للقيم التـي غرستها فيها تربيتها، حيث كانت تؤمن بأن الأسرة تأتي قبل كل شيء، وأن تجاوز الحدود في العلاقات هو خط أحمر بعواقبه السيئة. كان مجرد إباحة تيمور تلك المشاعر جريمة عندها وكأنه قدخان لعائلته، ولزوجته التي كانت تثق به، ولأطفاله الذين يحتاجون إليه. كانت ترى أن أي فعل قد يهدد استقرار الأسرة هو خيانة غيـر مبررة، ليس فقط تجاه الزوجة والأطفال، بل تجاه القيم التي يؤمنان بها.
و على جانب آخركان تيمور يشعر بثقل كلماتها، لكنه لم يكن متأكدًا من قدرته على العودة إلى مجرد صداقة. لأن في داخله قد تغيـر شيء ما، ولم يعد هناك تراجع، فاختفى لأيام.
أما زينب بالحيرة والقلق، فهي لم تكن تريد خسارة صديق عزيز. في إحدى الليالي، وجدت نفسها تفكر في “ماذا لو؟”. ماذا لو التقيا في واقع مختلف حيث لا توجد قيود خلقية أم ثقافية؟ لكنها أدركت أنه في هذا الواقع، لم يكن هناك مساحة لتلك الأفكار. وهي كانت مصرة و حازمة في موقفها. لم تكن مستعدة للتورط في علاقة قد تؤدي إلى تدمير أسرة.
بعد فترة من الصمت، عاد تيمور للاتصال بها، وبدا كأن شيئاً لم يحدث بينهما. واستمر التواصل بينهما لأيام، لكن الموضوع الحساس لم يعد يثار. ومع ذلك، كانت هناك لحظات تظهر فيها مشاعره تجاهها بوضوح، سواء في كلماته اللطيفة أو في طريقته في التعامل معها. كانت زينب تشعر بتلك المشاعر، وتلك اللحظات كانت تربكها وتزعجها. فهـي لم تكن تريد إيذاء أي أحد، لكنها أيضاً لم تكن مستعدة لخسارة صديقها الذي أصبح غالياً لها. وبدأت تسأل نفسها: هل يمكن لهذه الصداقة أن تستمر دون أن تتسبب أذى لأي طرف؟
وعلى الجانب الآخر كان تيمور أيضا يعيش في صراع داخلي مستمر. في منزله، لاحظت زوجته التغيـر فيه، وسألته مرارا و تكرارا عما يشغل ذهنه؟ لكنه كان يتهرب من الإجابة. ولو لم تكن الشكوك واضحة تماما، لكنها كانت كافية لإثارة الريبة في قلبها. وتيمور كان يحاول التمسك بحياته العائلية التـي كانت تعني له الكثيـر. وبالحقيقة لم يحدث له شيء مثل هذا من قبل. لطالما تعامل مع النساء في محيط عمله، تحدث إليهن وضحك معهن مرات، لكن هذه أول مرة قدشعر بهذه المشاعر التي لم يألفها من قبل، مشاعر لأحد بعد لقاء مباشر واحد فقط ،حتى أنه لم يستطع التغاضي عنها. كلما حاول الابتعاد عن زينب، كان يشعر بأنه يتـرك خلفه شيئًا مهمًا وشيئا غير مكتمل، و شيئا قلبه ظل معلقا به. وكأنه واقف على حافة الهاوية، يتأرجح بين ما يدركه بعقله وما يمليه إليه قلبه، فيتزلزل بين هذا و ذاك. كان يدري أن الاستمرار في هذه العلاقة قد يقوده إلى عواقب لا يريدها. لكنه لم يكن قادرًا على التراجع بسهولة. إلا أنه كان يشعر أن هناك أمرًا غيـر مُقال بينهما، شيئًا لم يُوضّح بعد، رغم أن زينب كانت صريحة بأنها لا تستطيع الاستمرار في هذا الطريق، وكان رفضها مؤلمًا لتيمور.
في المساء اتصل بها تيمور ، وكان صوته متوترًا. “زينب، أشعر أنك تبتعدين، لكن ليس تمامًا. هل أنا مخطئ في التفكير بأن هناك أكثـر مما تخبريني به؟“ كلماته قدأمسكت قلبها، لكنها ابتلعت الكلمات و حاولت أن تكون هادئة، رغم العاصفة الجارية بداخلها، وقالت: “لا، يا تيمور الغالي! لقد أخبرتك بكل شيء، أنت صديقي، وأنا أهتم بك، لكن لا أستطيع أن أقدم لك أكثر من ذلك. من فضلك، لا تطلب مني ذلك.”
وهي كانت توقعت أن يجادلها، لكن بدلاً من ذلك، تنهد تيمور قائلا “أفهم ذلك”،وتوقف الصوت لثوان ثم أغلقا الاتصال، والصمت بينهما هذه المرة كان أثقل من أي وقت مضى.
بدأت زينب تفكر كثيـرًا في هذه العلاقة هل يمكن أن تستمر هذه الصداقة دون أن تؤذي أي طرف؟ هل يمكن أن تبقى على موقفها دون أن تخسر تيمور؟ كان قلبها مليئًا بالتردد. هي لا تريد أن تفقد شخصًا صار جزءاً من حياتها كما لا تريد أن تكون سببًا في إيذاء أسرته.
استمرت الأيام وهما يتحدثان، لكن زينب كانت تعلم أن الأمور لن تكون كما كانت من قبل. كانت تشعر بثقل المسؤولية على عاتقها، وكانت كل يوم تتساءل: هل يجب أن تستمر في هذه العلاقة؟ أم عليها أن تتخذ القرار الصعب وتنهي كل شيء قبل أن تتعقد الأمور أكثر؟
على مدى أسابيع، بقيت زينب محاصرة في أفكارها، تتصارع بين مشاعرها تجاه صديقه العزيز الذي لم تستطع تحمل فكرة فقدانه.
في ليلة، عندما كانت زينب جالسة وحدها، تتأمل في الأحداث التي مرت بها خلال العام الماضي. استوعبت شيئًا لم يكن واضحًا من قبل، وأدركت أن الأمر لم يكن يتعلق بتيمور أو بمشاعرها نحوه، بل ربما هذا هو كان عن الفراغ الذي في داخلهما و يشعر به كلاهما، ذلك الشعور الغامض الذي لم يستطيعا تحديده ولكنه جمعهما بطريقة غير متوقعة.
لم يكن حبا بل كانت أزمة منتصف العمر التي كانت تتجسد فيهما للتغييـر، بحثًا عن شيء أكثـر عمقًا في حياتهما. هي كانت قرأت مرات عن هذه المرحلة للحياة الإنسانية و شاهدت بعض الحوادث حولها، لكن هذه أول مرة هي مرّت بها بنفسها. وكأن هذه اللحظة من الإدراك كانت كافية لتخفف عنها عبء الصراع الداخلي.حيث أدركت أن كلاهما كانا يبحثان عن معنـى جديد لحياتهما، وهذا البحث حاجة إنسانية طبيعية، لكن لا ينبغي أن يكون على حساب عائلتيهما أو المبادئ التي يؤمنان بها.
وفي هذه الحظة الحاسمة، اتخذت قرارا واتصلت بتيمور تدعوه إلى لقاء ثانٍ وجها لوجه، لأنهما قد كانا منذ لقائهما الأول قبل عام على تواصل هاتفي فقط، وهذا بسبب بُعد المسافة بينهما. فاتفقا على موعد. وفي ذلك اليوم وصلت زينب إلى المطار وعندما رأت تيمور يأتي إليها، شعرت برغبة قوية في أن تعانقه، لكنها قاومت.
جلسا معا في مقهـى وبينما كانا يتحدثان، قالت زينب بصوت هادئ: “تيمور! هذه العلاقة التـي بيننا،هي حقيقية، لكنها ليست كما تعتقد.أما أنت ما تشعر به ليس سوى شعور مؤقت. إذا سمحنا أنفسنا لهذا الشعور، سندمر كل شيء، أنت ستدمر عائلتك، وأنا سأدمر مبادئي.”
وتواصلت قائلة:” ربما كنا نبحث عن شيء لا يتعلق ببعضنا. بل في الحقيقة انعكاس أعمارنا، نحن في عمر أو في مرحلة ربما نحتاج فيها إلى تغييـر. ممكن هذا جزء من أزمة منتصف العمر التي جعلتنا نتساءل إن كان ما عشناه حتى الآن يكفي، وإن كان لا يزال هناك متسع للأحلام و للتغييرفي الحياة، وأنت أيضا تعرف هي مرحلة يمر بها كثيـر من الرجال والنساء غالبًا في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، حيث يريدون أن يعيدوا تقييم حياتهم، وإنجازاتهم، وأحلامهم التي لم تتحقق بعد.”
ساد الصمت بينهما للحظات، تأمل تيمور فيما قالته زينب، وأدرك هو أيضا أن ما يحدث بينهما ليس مجرد علاقة عابرة، بل ربما هو انعكاس لتلك الأزمة لمنتصف العمر التي جعلتهما يتساءلان عمّا قد فات، وعمّا قدبقى. وقال: “ أعتقد أنك على حق، زينب! ربما نحن فقط نحاول الهروب من شيء لا نفهمه، و ربما ما نبحث عنه ليس بعضنا البعض، بل شيئًا ضائعًا في داخلنا. أشعر وكأنني أفتقد جزءًا مني، وربما الأمر لا يتعلق بكِ بقدر ما يتعلق بي، أفهم ما تقولين… لكن هذا لا يجعل الأمر أسهل.”
كانت زينب تنظر إلى السماء من نافذة المقهى، وكأنها تفكر في كل شيء، وفي كل ما قد يفوتها إذا استمرت الحياة كما هي.فقالت بصوت ثابت: “أنا أهتم بك تيمور. لكن كلا منّا بحاجة إلى الوقت والاتساع لاستكشاف ما نبحث عنه ولفهم ما نريده حقًا. لا أريد أن أخسرك، لكنني أيضا لا أريد أن نجعل الأمور أكثر تعقيدًا مما هي عليه.”
كلماتها كانت واضحة بكل الوضوح له، لكنها حملت في طياتها صراعًا صامتا. نظرت بعيدًا، وكأنها حاولت الإخفاء شيئا عن نفسها قبل أن تخفي عن صديقه.
وعلى جانب آخر صمت تيمور لبعض الوقت كأنه يزن كلماته بعناية تامة وعندما تحدث، كان هناك وضوح و ثقة في صوته، كأنه قد وجد الإجابة التـي كان يبحث عنها، وقال “أنا أيضا لن أريد أن أخسرك، ربما أنت على حق. ربما يحتاج كل منا إلى التركيز على نفسه أولا.”وضحك تيمور ضحكة قصيرة بالحسرة، ثم قال: ” أنكِ دائمًا أكثر حكمة و ذكاء مني.”
فقالت: “أنا لست بذكية، فقط أحاول أن نكون صادقين مع أنفسنا و مبادئنا و أهلنا.”
ساد بينهما صمت آخر، لكنه هذه المرة لم يكن صمت حيرة، بل صمت تقبّل. وفي ذلك المساء تبادل تيمور و زينب كلمات الوداع ليس بمثل المفترقين، بل مثل الذين توصلوا لفهم أزمة منتصف العمر، ولحاجة للعثور على طرقهما الخاصة، ليس من خلال بعضهما، بل من خلال الحياة التي بنوها بالفعل.
غادر تيمور المقهـى إلى المطار مباشرا، جلست زينب برهة وشعرت بمزيج من الحزن والارتياح واستوعبت المعنـى الحقيقي لكل ما حدث. لم يكن ما بينهما قصة حب عابرة، بل كان لقاءً بين روحين تبحثان عن إجابة في منتصف الطريق. رفعت نظرها من خلال النافذة نحو السماء، حيث تحلق الطيور بحرية، وشعرت بأن الإجابة كانت أمامها طوال الوقت. تنفست الصعداء و ابتسمت خفيفة وقالت في قلبها :”الحياة لا تتوقف… ولا ينبغي لنا أن نتوقف، ستمضي هذه المرحلة أيضا.”
وهي كانت تعلم أن هذه ليست بنهاية صداقتهما، بل هي ستكون مختلفة تماما عن ذي قبل. وشعرت بقدر من السلام الداخلي، كأنها قد تخلصت من عبء ثقيل. كان لها إيقان و إيمان بأن العلاقة بينهما ستصبح الآن علاقة صداقة قائمة على الفهم المتبادل، بعيدًا عن التعقيدات السابقة، وستكون أكثر نضجًا، وأكثر صفاءً
البريد الإلكتروني: [email protected]