
يزداد في منطقتنا في الفترة الاخيرة التعصب الطائفي والتعصب الديني الذي يدل على أفق تفكير ضيق وعدم تسامح وعدم تقدير ما يترتب على التعصب الطائفي من حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس كما حصل في ثمانية حروب اهلية خلال الأربعين السنة الاخيرة في الدول العربية والمشكله ان العرب يكررون نفس الأخطاء ولا يتعظون من تجارب الماضي .
التعصب شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق ويرى الآخر باطلا، ويظهر هذا الشعور في صورة ممارسات ومواقف متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته , والإنسان المتعصب لا يحترم الجيرة ولا الجيران ولا يقدر نتائج تصرفاته .
سبب التعصب هي التربية العنصرية منذ الصغر، وهي التغذية والشحن المستمر في البيت والحي والمدرسة ، حتى يصل الشخص إلى مرحلة قد يقوم بارتكاب جرائم بدافع التعصب .
إن التعصب المقيت للرأي يؤدي إلى الانحراف عن معايير العقلانية والإنصاف، وعدم التسامح ورفض الآخر .
ان التعصب كارثة على الانسان نفسه وعلى اهله قبل أن يكون عدوانا على الاخرين , وهو انغلاق العقل و انطماس البصيرة وتقيد الذات , والتعصب الديني هو أخطر شيء يهدد سلامة المجتمعات , ويجب عدم التساهل مع ظاهرة التعصب وعلاجها بالتوعية والتعليم وزرع بذور التسامح في النشء منذ الصغر .
التعصب الديني ليس من الدين نفسه، بل في من يتكلم باسم الدين ، ويضع نفسه وصيا على البشر، التعصب يرتبط بالمناخ السائد، فإذا كان المجتمع يغذي الحقد والكراهية للمذهب أو الدين الآخر، فمن الطبيعي أن يسود التعصب.
على عقلاء المجتمع والقيادات الاجتماعية والسياسية ضبط تصرفات للافراد والجماعات وعدم الانجرار وراء العاطفة .
الدكتور صالح نجيدات