مقالات
خطر العصبية الطائفية على الأمة العربية

النسيج الاجتماعي المكون للمجتمعات والشعوب العربية مركب من طوائف وأعراق وقوميات وأقليات مختلفة , وكان يتوجب غلى الأنظمة العربية صهر هذه القوميات وإذابتها في قالب المواطنة الصالحة لكي تقلص وتلغي خطر هذه الطائفية والقوميات مع مرور الزمن وتجعل انتمائها للعروبة .
وجود هذه القوميات والطوائف والأقليات قي المجتمع يسهل على الاعداء بث الفتن والتحريض ويستغلون مارد العصبية الطائفية والمذهبية لتدمير ر الأوطان وشتيت المجتمعات ,وتعرض السلم الأهلي الى خطر شديد , ويمس بأمن وامان كل فرد , ويؤثر سلبا على مستقبل الأجيال , والعصبية الطائفية للأسف تستيقظ وترفع رأسها عاليا من حين الى حين في مجتمعاتنا العربية , ولا زالت متجذرة عميقا في عقول الكثيرين وهي تفسد العلاقات والوحدة وتؤدي الى صراعات وقطيعة بين مكونات المجتمع الواحد , واحيانا تؤدي الى قتل والى حرب أهلية لا سمح الله , وعندها تنقلب حياة الناس الى جحيم , لذا يجب الاتعاظ من تجارب الماضي.
التعصب الطائفي هو حصيلة تربيه مغلوطة وخاطئة ونابعة عن ضيق تفكير وثقافة متدنية , وثبت بالدليل القاطع والواضح أن الذي يمزق المجتمعات ويؤدي الى الصراعات والى تشريد الناس من بيوتها هي العصبية الطائفية والمذهبية وتطرف الآراء , وعدم احترام الانسان الآخر والرأي الآخر وحرية التعبير , وكذلك عدم احترام الجيرة والجيران , فها نحن نرى ما هي نتيجة التعصب الطائفي والقبلي في الوطن العربي , حروب أهليه أحرقت الأخضر واليابس ودمرت البنية التحتية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ويتمت الاطفال ورملت النساء , وشردت الناس من بيوتها , ناهيك عن الآثار النفسية والجرح العميق المدمر لنفسيات الأجيال والتي يصعب الشفاء منها .
التعصب الطائفي أو المذهبي لا يتكون من فراغ فهو نتيجة التربية الاسرية الخاطئة , وعلى الاهل وكل فرد أينما كان موقعه ان يكف عن تغذية العصبية الطائفية وان يحذر كل الحذر من التحريض ضد الغير المختلف عنه في العقيدة وفي الاراء والمواقف , وعلى الجميع الاعتبار وتعلم الدرس مما حدث ويحدث حولنا من أحداث وحروب يندى لها الجبين بسبب العصبية الطائفية والقبلية والمذهبية ¸فأبناء البلد الواحد أشبههم وكأنهم موجودون في سفينة , وأي إنسان يثقب بطنها ستغرق السفينة وما عليها , ولذا على كل انسان عاقل ان ينبذ العصبية الطائفية ويسعى الى احترام الغير ويدعو الى التآخي والوحدة واحترام الجيرة والجيران , وحل المشاكل بالحكمة والتروي بعيدا عن أساليب العنف , لكي نخلق الجو الإيجابي والمحيط الهادي لنربي فيه أولادنا بعيدا عن الأحقاد والكراهية والبغضاء .
الدكتور صالح نجيدات