اقلام حرةالرئيسية

الذي يسيطر على وسائل الاعلام يسيطر على العقول(أ.د.حنا عيسى)

الصحافة الحرة تقول للحاكم ما يريده الشعب، وليس أن تقول للشعب ما يريده الحاكم

“جزء كبير من الصحافة عبارة عن أناس لايجيدون الكتابة يقابلون أناس لا يجيدونالتحدث لأناس لا يجيدون القراءة”

“المأزق المحوري في الصحافة أنك لا تعرف مالا تعرفه”

الإعلام لغة:

الإعلام من مادة علم، يدل على أثر بالشيء  يتميز بهفنقول أعلمته بكذا أي أشعرته، والعلم من صفات اللهعز وجلفالله العالم العليم العلام، والعلم نقيضالجهل، ويقال: استعلم لي خبر فلان واعلمنيه حتىأعلمه إياه، واستعملني الخبر فأعلمته إياه، وعلمتالشيء أعلمه علما: عرفته.

الإعلام غير تعليم لأن الإعلام اختص بما كان أخبارسريعة، أما التعليم فينطوي على تكرار والتكثير.

الإعلام لغة هو تحصيل العلم عند المتلقي أو المخاطب،فقد يكون جاهلاً به فيعلمه، وقد يكون عالما به فتثبتفي ذهنه، فيحصل المقصود منه، والأصل هو تحقيقغاية العلم وهي حصول حقيقة للمتلقي.

الإعلام اصطلاحاً:

تباينت آراء العلماء والمفكرين في تعريفهم للإعلام بناءعلى تأثرهم بمجال عملهم، وظهرت تعريفات عديدةنظرا لاتساع مفهومه في عصرنا الحاضر، ومحاولةكل فريق مطابقة هذا المفهوم بما يتواءم مع عملهوثقافته ووجهة نظره.

وعرفه بعضهم بأنه: “تزويد الناس بالأخبار الصحيحةوالمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهمعلى تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أومشكلة من مشكلات، بحيث يعبر هذا تعبيرا موضوعياعن عقلية الجمهور و اتجاهاته وميوله“.

مفهوم وسائل الإعلام

وسائل الإعلام يقصد بها جميع الأدوات التي تستعملفي صناعة الإعلام وإيصال المعلومات إلى الناس بدءامن ورق الصحيفة وانتهاء بالحسابات الآلية والأقمارالاصطناعية، إلا أن وسائل الإعلام بصفة أو كماتسمى (وسائل الاتصال الجماهيري) تنقسم بصفهعامه إلى وسائل مقروءة وسمعية وبصرية.

قد عرفت وسائل الإعلام تطورا كبيرا ففتحت للإنسان مجالا واسعا للمشاهدة والاستمتاع والقراءة، جعلهاتكتسح جميع مجالات الحياة الاجتماعية والتربويةوالثقافية والاقتصادية، فأصبحت تؤثر في سلوك الفردواتجاهاته وميوله.

تاريخ نشأة وسائل الإعلام

لقد عرفت المجتمعات الإنسانية الإعلام منذ أن كانتتعيش في قبائل بدائية تسكن الكهوف، وبتقدمالعصور لم يستطيع الإنسان الاستغناء عن الإعلام لابل ازدادت حاجته إليه، وخاصة في دور العبادةوأماكن التجمعات حيث كان له أثرا بالغ الأهمية،فليس الإعلام وليد الساعة فهو عملية قديمة قدمالإنسان نفسه.

منذ أن وجد الإنسان على قيد الحياة حاول بفطرتهالتفاهم وتبادل الأخبار والمشاركة في السراء والضراءذلك لأنه اجتماعي  بطبعه، ولكن في نطاق محدودفرضته عليه الظروف الجغرافية والاجتماعية لقد مرتالبشرية خلال محطات تاريخية محددة، تركت كلمرحلة بصمات واضحة علـى مسيرتها منذ آلافالسنين، فإذا كان اكتشاف الكتابة والطباعة والكهرباءوالثـورة الـصناعية والثورة التكنولوجيةالخ محطاتسابقة، فالمحطة التي يحياها المجتمع المعاصر اليومهـي ثورة المعلومات والاتصالات.

لقد اخترع الإنسان الكتابة منذ آلاف السنين، فكانتبمثابة نقطة تحول في تاريخ البـشرية،  فقد كانتالمخطوطات نادرة وباهظة الثمن ولا يتسنّى توفير عددكبير منها، ومن ثم يمكن القول أن الكتابة لم تصبحعاملاً هاماً في ميدان الاتصال الجمعي إلاّ باختراعالطباعة الحديثة على يد العالم الألماني جوتنبرغ1468-1338م ..

ففي بدايات القرن التاسع عشر ظهرت الصحف التيخاطبت الإنـسان العـادي والعامـة، وأيضاً وسائلالإعلام الكهربية مثل التلغراف والتليفون.

فقد اخترع التلغراف عام 1832م ومن ثـم بـدأ عـصراللاسـلكي باكتشاف الموجـات الكهرومغناطيسية عام1873م بتأسيس شركةماركونيالتي جعلتالاتصال اللاسلكي حقيقـة علمية ووسيلة تجارية فينفس الوقت عام 1896.

من ثم تبعها اختراع كاميرا السينما عـام 1894م،وإخراج أول فيلم سينمائي صامت إلى حيز الوجودعام 1895م لمدة أربع دقائق، حتى نطقت الأفلام فيعام 1928م بعد أن تطورت السينما تطوراً هاماً فيمابين هذين التاريخين وبصورة أكثر واقعية.

فقد شهد القرن العشرون تطورا مذهلا فـي ميـدانالاتصال الجمعي الذي كان امتدادا لما أحرزهالإنسان من انتصارات في سبيل التغلب على مايفـصل بينه وبين أخيه الإنسان من حواجز وسدود،وهذه الثورة لها أبعادها التكنولوجية والاقتصاديةوالثقافية والأخلاقية.

غيرت ولا زالت تغير الكثير من جوانب البناءالاجتماعي للمجتمـع المعاصر المتقدم منه والنامي. ومن ثم نتج عن هذه الثـورة الجديـدة عـدد مـنالظـواهر الاجتماعية والتكنولوجية كظاهرة العولمةوالأقمار الصناعية والإنترنـت وغيرها.

فإن عصر وسائل الإعلام قد بدأ في مستهلّ القرنالعشرين بظهـور وانتشار الفيلم والراديو والتلفزيونبين عدد كبير من الناس.

كانت وسائل الإعلام هذه هـي التي جمعت بينالـصورة والحركـة التي بدأت مرحلة الانتقال العظيمالتي نواصلها الآن والصوت فشدت إليها الجماهيرالغفيرة وتركت أثراً بالغاً في نفوسهم.

دور الإعلام وأثره على المجتمع

لعب الإعلام دور هام في كل دول والمجتمعات العالمية،من حيث تعبئة الرأي العام العالمي التي من خلالهاتتعبا المجتمعات بالمعلومات والأفكار التي يتبعهااتخاذ القرار، من ثم التنفيذ.

يطلق على وسائل الإعلام بما فيها المقروء والمرئيوالمسموع اسم“media” من صحف مجلات ونشراتإعلامية وتلفاز ومذياع، بجانب المواقع الإلكترونية تعملكل هذه الوسائل على إثراء وجدان وعقول الجمهورالمتلقي، مما يزيد من ثقافته وتأهيله وإدراكه وبالتاليتفاعله مع المجتمع الذي من حوله.

تعتبر وسائل الإعلام صوتا لمن لا صوت لهصوتالشعبفهي تمثل رأي الشعب، ووسائل الإعلام الذيتترفع عن قضايا الشعب ومشاكله لا يميل الشعبلمشاهدتها في أغلب الأحيان فاشلة.

يحرص مثقفو العالم من علماء ومفكرين على بث أونشر كل ما يمكن استفادة البشرية  منه, من بحوثوتجارب واختراعات واكتشافات, وكما يمكن تبادلوجهات النظر والأفكار لما يثري عقول المتلقي، ممايدفع بالرأي العام للامام، وبالتالي تزداد حجم المعرفةلدي المشاهدين.

في القرون الماضية كان الاستعمار يحتل بلدان العالمالثالث بقوة السلاح, ولكن حاليا توصل لاحتلال شعوبهذه البلدان عبر الوسائل الإعلامية, وتم هذا عبرخبراء في شتي العلوم وخاصةعلم النفسحيثتخصص العديد من علماء هذا العلم علي كيفية التأثيرعلي عقول الآخرين بشتى الوسائل والأفكار،مما جعلهذه الوسائل تغزو عقول الصغار قبل الكبار، ممثلةفي الرسوم الكاريكاتيرية والتي شدت انتباه الصغاروبعض كبارنا.

هذه الوسائل نجحت في تغذيتهم بكل ما يؤسسالاحترام لوجهات النظر الغربية, وبالتالي نجحت فيتدجين أطفالنا منذ نعومة أظفارهم علي تلك الأفكاروالمذاهب. يتدرج هؤلاء الأطفال في الاهتمام بتلكالبرامج الطفولة لبرامج المراهقين والكبار, برزوا فيتقديم البرامج الملهبة للحواس والمشاعر والتي تجمعبين الرجال والنساء، مما يجعل هؤلاء المراهقين رهينةلمثل هذه البرامج و الأفلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق