شعر وشعراء

وجهان في مرايا الشعر ٠٠!! ) بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر

بين قصيدة ( رعشات روح ) للشاعرة اليمنية أسماء الشيباني ، و قصيدة ( شبق ) للشاعر المغربي لغريسي محمد

يظل ديوان الشعر العربي المعاصر يجمع نظريات شعرية من منظور تتلاقى فيه الرؤى التي تعكس أحاسيس الشاعر العربي الذي يصور أحلامه و آلامه بين الواقع و الخيال
في ثنائية الشعر ، و من ثم نحاول في تلك السطور نحلل الفكرة التي سيطرت على كلا الشاعرين فرعشات الروح عند أسماء الشيباني تأتي من أغوار النفس المتعبة ، وشبق تأتي من شرنقة تداعيات عادات وتقاليد الوشم الذي يبدل الواقع بنظرات من أفق البعيد ، و هما يتلاقيان بعد حالة مخاض إبداع متنامي هكذا ٠٠

و من ثم تقول الشاعرة اليمنية أسماء الشيباني صاحبة ديوان رؤى الفراشة ، في قصيدتها ( رعشات روح ) من خلال المقاطع الشعرية التي تجنح بها بين الواقع والخيال في حيرة و قلق مع نايات تبحث عن الخلاص في تلاقي جديد عودة روح من رحم المستحيل في دفقات جمالية تأملية ، و لِمَ لا فهي صاحب ديوان :
رعشة روح
في مدارات الخيال
تتوسدني ذكرياتك
وتسري في أوردتي
ارتعاشات هواك
رجفة رجفة..!!!
*
رعشة روح
تلج بين المسامات
أنفاس عبيرك
تغزو أنواء خافقي
نايات الليل
لماذا تبدو متمردة
كلما أغلقت نوافذي؟!
*
رعشة روح
تتسلل بين تناهيد النبض
آهات مرتجفة
تأخذني لعوالم بعيدة المدى
رياح الغموض
وتحملني على صهوة الفجر
إلى جزيرة الواق واق ..!!!!
*
رعشة روح
مشرعة على صفحات الورق
قصيدة الأطلال
تطرز أشواقي بحبر الدمع
على جفون الغياب
تتراءى حكايات اليُتم..!!!!
*
رعشة روح
عند حلول اللقاء المترقَّب
يعصرني التلهف
وتتناثر من حولي النجوم
حين أتهجأ حروفك
تتفكّك أزرار الصمت..!!!! ٠

***
و يأتي شاعرنا بالنص الذي يجسد رؤية ثورية حيث يستدعي شاعرنا المغربي لغريسي محمد الرمز من أقاصي المشهد في تصوير حالة الطقوس التي تسيطر على البيئة متخذا من ” الوشم ” شاهدا على فصول التاريخ و مدى التحول و الصراع الذي غير ملامحنا و أصاب الجلد بالداء العضال في استعارة لخريطنا التي طمست معالمها فيمضي مع رعشات شغفا بالهوى يضيء قنديل الليل من جديد فيقول في مطلعها :
وأنـصِب كَمــيناً للـوشـم
الـرَّابِــض بيـن جَــدِيـلَـتَـيْن
أخُـوض
وقـيعَـة
الشَّـهـد
قـرب الكُـحْلـي الـسائـل
كبـقايا
نـهـرٍ
ناعــس
أرمـي فِـخاخً الــقَـنْـص
لشَـامات مـمْـطــرة
علـى
امـتداد
صـدر
يُـومِـئُ
كقـنديـل

ودون أن أطـلب إذنـا من بـواب
النـهـر
أرْتعـشُ شـغـفـا بالهـــوى
أتـشـكَّـلُ لدراعـيها الدافـئتين
نـحـاسـا
مُـذابـــا

ثــم أنـزل..
حيـث هَـمْسُ المَـلـكُوت
وانْـهِـمـارُ
الجـســد
الحِنـْطـي
أرتـب بَـتَلات القُـرنفُـل
فصْـلا
فـصـلا
أقطـف للِنـَّكْـهَـة..
سـيجارتــها الــشَّـهيـة
أحـارب نُـدوبـي القـديمـة
عـلى أعـتاب نـهـديـن
لَــهُـما لُـكْـنَـة الـجوري
و الــعـسـل

حــسـنـا..
تفتـقـت شقـائق النعـمان
يا سيـد الجــبال ٠

و بعد تحليل تلك النظرات بين ثنائية و معادلة مرايا الشعر بين
الشاعرة اليمنية أسماء الشيباني و الشاعر المغربي لغريسي محمد ، فكلاهما قد أصابته ( رعشات ) من صلف الروح و شغف الهوى هروبا من الصراعات التي تداهم الأنا و الواقع في حالة صمت و تمرد دائما ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق