(أ.د.حنا عيسى )
لست حزينا لأن الناس لا تعرفني ، ولكني حزين لأني لا أعرفهم
اجمل رسم هندسي يقوم به الانسان ان يبني جسرا من الامل فوق بحر من اليئس والاحباط“
“حاصر حصارك بالجنون وبالجنون وبالجنون.. ذهب الذين نحبهم ذهبوا فإّما نكون أو لا نكون“
( ويرجع تاريخ حقوق الإنسان حسب بعض المؤلفين إلى العصر الإغريقي حيث إعتبر هؤلاء أن حقوق الإنسان يجب أن تدرج تحت ما يعرف بـ ” القانون الطبيعي ” والمثال الكلاسيكي الذي يقدمونه في هذا المجال مأخوذ من الأدب الإغريقي، وتحديدا من قصة ” أانتفوني بالإستناد إلى سوفوكلس، وأنتفوني هذه هي فتاة شقيقها ضد الإستبداد الذي يمثله عمه الملك “كريون” ونتيجة لذلك قتل شقيقها. وكعقاب على تمرده أصدر الملك حكماً يقضي بعدم دفن جثة شقيقها وتركها ملقاة في العراء لتنهشها الطيور. لكن ” أنتفوني” رفضت هذا الحكم وقامت بدفن شقيقها. وعندما وبخها الملك على ما قامت به أجابته بقولها أنها تصرفت وفق قوانين السماء غير المكتوبة وغير المتغيرة. أي وفق قانون طبيعي راسخ ملازم لوجود الإنسان وهو أقوى من قوانين الملك الوضيعة، وبالتالي ، فإن الحكم الذي أصدره الملك ينتهك هذا القانون).
1- لقد تميزت معاملة الأفراد في الجماعات القديمة، بصورة عامة، بالقسوة.
2- كان الفرد محروما من القدرة على التمتع بالحقوق، واعتبرته السلطة بالتالي في حكم الاشياء، وانكرت على الفرد العادي شخصيته القانونية.
3- الإغريق عاملوا الأجانب معاملة الاشياء ، فأكدوا أن الفارق بين اليوناني والبربري ( هو الفارق بين الإنسان والحيوان).
حيث قال أرسطو: (أن الطبيعة قد قصدت أن يكون البرابرة عبيدا).
4- وكانت روما تنظر إلى علاقاتها مع غير شعبها نظرة خاصة هي نظرة الرئيس إلى المرؤوس، لان روما لم يكن يتساوى معها احد.
5- كان لسكان روما تشريعهم وكان للشعوب الأخرى تشريعاتها المسمى تشريع البرابرة أو تشريع الشعوب.
6- كان الصينيون يعتبرون الأجانب من البرابرة ( مجرد حيوانات يحل التهامها) .
7- اما في الهند حيث كانوا يجردون الأجنبي من أية حماية لكونه ( لا ينتمي الى المجتمع الإنساني).
8- أما اليهود فكان لهم سطوة يهضمون حقوق العرب المادية ويقولون ما علينا في الأميين سبيل، لذلك كانت علاقاتهم بغيرهم علاقة عداء تبيح السلب والنهب والقتل.
9- أما المسيحية فقد خلت من أي تنظيم يتصل بالدنيا سواء في الداخل أو الخارج ينطوي على تشريع ملزم. وتركت (ما لقيصر لقيصر وما لله لله ).
10- وفي أوائل القرن السابع قام الإسلام وانتشر دينه انتشارا سريعا. والإسلام عقيدة وعبادة وحكم وهو دين ودولة معا.
– جاء الإسلام وأعلن الوحدة الإنسانية ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ).
– المساواة المطلقة بين بني الإنسان كانت رسالة الإسلام، والتمرد الوجداني المطلق من جميع القيم وجميع الاعتبارات التي تخدش هذه المساواة.