#
مصادرُ الأفعالِ غالبًا ما تُوحي مبانيها بمعانيها، فمنها المؤدِّي إلى معنى القليلِ أو الطبيعيِّ، ومنها المؤدِّي إلى معنى الكثيرِ أو المُبالَغِ فيه.. فمثلًا، فعل {شَكَرَ}، مصدره {الشُّكْر} بغير زيادة ولا مبالغة في المعنى، لكنك إذا أردتَ المبالغة فالمصدرُ {الشُّكرانُ} هو كثرة الشكر، كـ{الغُفرانِ} وهو كثرة المغفرة، و{الكُفران} وهو كثرة الكُفر.
ولعلَّ تسمية كتاب الله {القُرآن} جاءت على هذا الوزن (فُعلان) من باب المبالغة في قراءته، فهو ليس كأي كتاب يُقرأ، بل فيه اهتمام زائد ومبالغة في القراءة من حيث أحكام التلاوة، وقواعد التجويد، ومخارج الحروف، وتحسين الصوت، والتزام عدة ثوابت أخرى لا نلتزمها عند قراءة أي نص آخر.
وإن كانت هذه مبالغة من حيث الكيف (كيفية قراءة القرآن)، فإننا نرى أيضًا مبالغة من حيث الكمّ (كمّية قراءة القرآن)، فلا تجد كتابًا على وجه الأرض يُقرأ ليل نهار في كل بقاع الأرض مثلما يُقرأ كتاب الله (القرآن).