منوعات

علماء: الفطر “يتكلم ” في الغابة

ألتقط العلماء إشارات كهربائية متبادلة بين الفطر في الغابة.

بم يشعر الفطرعند قطفه؟ وهل يشعر بألم؟ ـ أمر لا يمكن استبعاده. فإن خيوط شبكة الفطريات تشبه بشكل مدهش الجهاز العصبي. وليس فقط من حيث مظهرها الخارجي، لأن إشارات كهربائية تمر بها، ويرسلها الفطر إلى بعضه البعض. والإشارات نفسها تذكّرنا بشكل مفاجئ بالنبضات التني تصاحب إثارة العضلات والألياف العصبية.

وأقر العلماء اليابانيون بقيادة، يو فوكاساوا، من جامعة “توهوكو” باكتشاف أسرار الاتصال “بين الفطر”. ولم يكن لديهم الوقت للتعمق في الموضوع، لكنهم تأكدوا فقط من أن الفطريات تتفاعل بدقة مع التأثيرات الخارجية.

ونشر العلماء مقالا بهذا الشأن في مجلة Fungal Ecology.

ووضع الباحثون أقطابا كهربائية في 6 فطريات قريبة. وكان الطقس جافا فكان الفطر يرسل إشارات ضعيفة من وقت إلى آخر. ولكن بعد أن بدأت السماء تمطر انتعش الفطر، وأصبحت الإشارات أكثر توترا، وازدادت قوتها  بشكل ملحوظ.

وأشار، فوكاساوا إلى أن “الإمكانات الكهربائية بدأت تتقلب بشدة، حيث تجاوزت أحيانا 100 ملي فولط”.

وفي الوقت نفسه، كما أظهرت القياسات، لم يكن الفطر “يصرخ” في الفضاء فحسب بل وأبلغ جيرانه بشيء ما، فقد تم توجيه إشارات إليها بالضبط. وكان ذلك على الأرجح  رد فعل الفطر على المطر. لكن ليس من الواضح لماذا.

فقرر اليابانيون المذهولون أنهم بحاجة إلى مواصلة البحث في النشاط الكهربائي للفطريات “في سياق بيئي حقيقي”.

واكتشف البروفيسور أندرو أداماتسكي ، الأستاذ في الحوسبة غير التقليدية في قسم علوم الكمبيوتر ومدير مختبر الحوسبة غير التقليدية بجامعة غرب إنجلترا، أن النبضات الناتجة عن الفطر تشبه في تركيبها لغة البشر. وإنها تتبع لأنماط التكرار المميزة، مثل الكلمات في الجمل. والبعض قد يصل إلى 9 أحرف. لكن هناك في معظم الأحيان كلمات مكوّنة من 3 أحرف.

وافترض العلماء البريطانيون أن الفُطْرات يمكن أن تناقش فيما بينها ما تهتم به، مثلا الحالة الفسيولوجية لشبكة الفطريات، والظروف البيئية، ووجود العناصر الغذائية أو عدم وجودها. ويمكنها ببساطة الاتصال بعضها ببعض وإحصاء الخسائر، خاصة بعد غزو هواة الفطر من البشر.

وحسب اليابانيين، فإن الفطر مرتبط كهربائيا ليس ببعضه البعض، فحسب بل بالأشجار، وبالجذور التي تتفاعل معها شبكة الفطريات. ويمكن أن يوجّه إشارات إليها كذلك. لكن مغزاها لا يزال غامضا.

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق