مقالات

عشية انعقاد المؤتمر العام للجنة المتابعة لقضايا التعليم العربي يوم السبت القادم

ال كتور صالح نجيدات

عشية انعقاد المؤتمر العام للجنة المتابعة لقضايا التعليم العربي يوم السبت القادم بودي ان اضع هذا المقال على طاولة البحث حول أوضاع التعليم في مدارسنا
يشكل التعليم حجر الأساس لتقدم المجتمعات ورقيها , وإهمال التربية والتعليم لأي أمة حتما سيؤدي الى تخلفها ويسبب جهلها وخلق مشاكل اجتماعية و انحلال وفساد وعنف وفوضى , واذا نظرنا على ما يحدث في مجتمعنا من عنف يندى له الجبين , نجد ان سبب العنف الدامي هو اهمال تربوي للكثير من الاسر لأبنائها وكذلك بسبب تقصير مدارسنا بأداء دورها التربوي والتعليمي بالرغم من الجهود التي تبذل من اجل تطوير التعليم ,
هناك اسباب اساسية تقف حجر عثرة امام تحسين ظروف التعليم في مدارسنا , ومنها الأجواء المدرسية الصعبة كما هي أوضاع التعليم في المدارس في النقب على سبيل المثال وفي القرى غير المعترف بها كذلك من معوقات التعليم , المعلم، ثم المناهج الدراسية ، وبدون تحسين لهذه العوامل الاساسية لسير العملية التعليمية سيبقى التعليم لا يؤدي دوره كما يجب ويؤدي الى فساد التعليم وفشله , فالمناهج التي لا تلائم عقل التلميذ يصعب علية استيعابها مما يؤدي لبعض الطلاب التسرب من مقاعد الدراسة ,اضف الى ذلك بعض المعلمين وهم قله غير مؤهلين لحمل الرسالة المقدسة ولا يصلحون للتدريس , وكذلك المدارس لم تعد كما كانت صرحا تعليميا نقيا من كل الشوائب , واليوم العنف والمخدرات غزت مدارسنا وناقوس الخطر يدق امامنا صباح مساء وكذلك الأضواء الحمراء أضاءت منذ فترة ولا يوجد يقظه عند المسؤولين أو علاج لهذه الظواهر السلبية , واذا لم نستيقظ اليوم ونصلح أوضاع التعليم في مدارسنا سوف نندم حين لا ينفع الندم , فكما أهملنا علاج العنف في الماضي حتى استفعل اليوم , احذر من إهمال الأوضاع غير المرضية في مدارسنا حتى لا نندم مستقبلا .
نطالب بوجود المعلم المؤهل في مدارسنا وصاحب الرسالة المقدسة الذي يصيغ شخصية طلابه ويغرس فيهم القيم والاخلاق ويهذبهم ويصلح اعوجاج تصرفاتهم ويجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية وتسليحهم بالعلم والمعرفة , فإن صلح المعلم صلحت الأجيال ومن ثم كل المجتمع , ونؤكد ان مستقبل مجتمعنا مقرون بمستوى مخرجات التعليم باعتبارها المحرك الرئيسي للتنمية البشرية المستدامة .
كلنا نعرف ان مسيرة التعليم تتطلب تضافر الجهود للاسرة والمدرسة والسلطات المحلية والدولة وتتطلب قرارا حاسما وحازما بسبب تراخي دور وزارة المعارف خلال العقود الماضية وزادت سوءا في السنوات الأخيرة وما شهده التعليم من انحدار متسارع في جميع المراحل الدراسية، والكل صار شاهدا على ما آلت إليه الأمور التعليمية من سوء، بدءا من رياض الأطفال مرورا بالمدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية نتائج مخيبة من بداية المسيرة التعليمية للطفل حتى تخرجه من المدرسة الثانوية , ونتمنى أن تكون لدينا رؤية تربوية وطنية وتعليمية تساعد في صنع إنسان يمتلك المعرفة والمهارة لا إنسان همه السعي ليزور ويشتري الشهادة ليكسب من ورائها المال والوجاهة.
وما ارجوه هو تضافر الجهود لإنقاذ التعليم، وإنقاذ أبنائنا من الجهل، إننا بحاجة الى قرار تربوي جريء يحدث تغييرا إيجابيا في بنية النظام التعليمي لنصنع متعلما متسلحا بفكر منطقي أخلاقي مبدع، فالإنسان هو جوهر وأساس بناء أي مجتمع، وبناؤه تعليميا وتربويا وأخلاقيا ينتج مجتمعا معطاء ويحقق تنمية مستدامة ونهضة شاملة، ولنا في العديد من الدول أمثلة وشواهد على أن التعليم هو الأساس وللنهوض به لا بد من الاهتمام بأطراف العملية التعليمية من متعلمين ومعلمين وقائمين على التعليم.
وأبناء شعبنا كانوا وما زالوا قادرين على إثبات قدراتهم وكفاءتهم، سينجحون في مواجهة التحديات مع وجود إرادة التغيير وحرص المخلصين على العطاء والبذل لمجتمعنا .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق