مقالات
ماذا لو اختفى العنف / اسماء الياس
سنرتاح من هذا الصراع، الذي يحدث في قلب كل المجتمعات العربية منذ الأزل إلى يومنا هذا. جرائم قتل لا تتوقف، عنف استشرى في المجتمع كالنار في الهشيم.
مواقع الانترنيت مليئة بالأخبار، لكن الخبر الوحيد الذي يتصدرها جميعها. جرائم القتل التي استحوذت على كل شبكات التواصل الاجتماعي.
حوادث القتل أصبحت تؤرق مضاجعنا. والضحايا شباب في مقتبل العمر.
والشيء المحزن بأن القاتل لا يقع في قبضة العدالة، يبقى طليقًا حرًا، يمارس حياته كأن شيئًا لم يكن.
تصوروا معي هذا المشهد:
طلقات نارية تندلع في أحياء سكنية. أطفال يتملكهم الرعب يبكون يصرخون من هول ما يحدث. لكن لا حياة لمن تنادي.
وفي مكانٍ آخر شاب يقود مركبته بوسط مئات المركبات على الطريق العام تنفجر مركبته، وتندلع فيها النيران. وربما نتيجة النيران تتضرر مركبات أخرى أو اشخاص لا ذنب لهم بهذا الحادث المؤلم سوى انهم كانوا متواجدين بالمكان.
زوج يذبح زوجته وأطفاله بالسكين. ويدعي بأنه بريء مثل “براءة الذئب من دم يوسف”. وأخيرًا وليس آخرًا أزواج يهددون حياة ازواجهم. والسلطة لا تتحرك لحماية المرأة المستضعفة.
لا أمان للمرأة في بيت أهلها ولا في بيت زوجها. المرأة مهددة من قبل عائلتها، المتمثلة بالوالد والأخ وحتى الأم التي تحرض أبنها على ذبح ابنتها. كأن المرأة ولدت حتى تكون تحت سُلطة الرجل.
من اليوم أنا المدعوة عبلة عياد ابنة هذا المجتمع الغارق بالدم حتى الرقبة: سوف أرفع رايتي وأحمل قلمي وأكتب. سوف يعلم القاصي والدانِ بأن المرأة حرة مستقلة لا يستطيع أحد أن يمنع منها أن تطلق جناحيها للريح، وتطير منطلقة حتى تحقق حلم أو هدف.
وهذا ما أرمي له من خلال هذه القصة. سوف يكون عليَّ مهمة واحدة وهي: تشريح تلك العقول التي ما زال العنكبوت يعشعش في أدمغتها. ربما استطعت أن أصل للحقيقة الدامغة.
لذلك سوف أطرح بعض الأسئلة ربما وجدت الأجوبة الشافية، التي من خلالها أجد الحلول التي استعصت على كبار العقول.
لماذا المرأة تعنف؟ ولماذا ما زالت تعاني من الظلم؟ ولماذا إلى اليوم لم تحصل على كامل حقوقها؟ هل هذا التقصير من الدولة، أو من المجتمع؟ إلى أين نحن سائرون؟ وإلى متى سيبقى حال المرأة هكذا تقتل لأتفه الأسباب، تعنف من قبل الرجل؟
قضية رفعتها إلى المحكمة العليا ربما أجد حلاً لدى العدالة طالبة الرحمة والرأفة.
وقد ساعدني بتلك المهمة المحامي الشاب فادي خليل. عدا أنه محام فهو أيضًا يعمل ناشطًا اجتماعيًا. لذلك كان توجهي له لأني وجدت به الإنسان الواعي المثقف الذي يمتلك رؤية مختلفة نحو المرأة.
لقد قال لي ذات مرة بأنه يتمنى لو العربي يغير نظرته وتعامله نحو المرأة، ويعاملها كالند بالند، لأن المرأة لا ينقصها عقل ولا حكمة. إلى متى ستبقى المرأة تسير وراء الرجل. وهي التي تمتلك من العقل مما يجعلها بأن تتبوأ أهم المناصب في الدولة.
فهي القائدة. والوزيرة وعضوة بالبرلمان.
عملنا يدًا بيد على تغيير تلك العقلية. والمرأة بعد ذلك استردت حقوقها، وأصبح بالإمكان القول بأن المرأة اليوم غير عن امرأة الأمس.
أقول لكل امرأة لا تتنازلين عن حقك ابقِ كما أنتِ قوية صامدة بوجه كل التحديات. لأن المرأة التي تتمسك بحقها تستطيع بناء مجتمع خالٍ من العنف.
إلى هنا تنتهي القصة. لكن النضال من أجل حقوق المرأة ما زال في بدايته..