اقلام حرة

انتصار الفهم على جحافل الوهم 

انتصار الفهم على جحافل الوهم 
*السفه :
خاصية وسمة لضعاف العقول , ومن يجرون وراء الوهم والضلالات , لايبنون عقائدهم الا على الرمال , وصحارى الخيال المريض , يعزفون نوتاتهم مع تزيين الشياطين لهم , فهم يتركون أنفسهم السقيمة تتوغل الى مالا نهاية فى الحصول على اثبات الذات المتضخمة والغير واعية , لا يبرحون من أمراضهم النفسية , فهم فوق الخلق , وفى مصاف الهة , يخطون لتنفيذ ما أوهمهم جهلهم به فيقعون فى حفر المشكلات التى ليس لها حلول . غالبا ما يساقون وراء من يحركهم كالريموت بلا وعى ولا دراسة .
يسمعون للدجل وأصحاب الخرافات , ويعادون أصحاب العقول والدراسات .
قد تصبر على مجنون ولا تصبر على سفيه .
فالسفيه يورط نفسه وقومه فى مالا منفعة فيه , فيودى باهله للهلاك ,ويكون لعبة فى يد غيره ليسلبه قوته وماله وارادته وحريته ولكن بنفس راضية .
هو النار نفسها تحرق الزرع والضرع
فمثلا نيرون حرق روما لانه سفيه .
هتلر تسبب فى قتل الملايين من العالم لانه سفيه .
هذا الغر السورى أورد بلاده الدمار لانه سفيه
هذا الأفاك الليبى أضاع ثروة بلاده وأوصل بها الى التمزق لانه سفيه
بعض الحركات السياسية كحماس والاخوان أضاعوا فرصة توليهم الحكم واضاعوا مصداقياتهم امام الناس بل وأوردوا بلادهم وقضاياها للهلاك ويرجع ذلك للسفاهة .
بعض الاحزاب المتسلقة ان لم تصل الى الحكم دمروا وأفسدوا لانهم سفهاء .
كثير من قريش رغم تأكدهم من صدق محمد”ص” النبى ورسالته فلم يؤمنوا به لانهم سفهاء .
اليهود رغم انهم سكنوا المدينة وكان عندهم علم بان النبى محمد هو آخر الانبياء وكان يجب أن يؤمنوا به فلم يؤمنوا لسفاهتهم .
يمتلكنا الغرب ويحركنا كالدمى اليوم ويستعمرنا ثقافيا واقتصاديا واصبحنا امعة له لاننا سفهاء .
*مهمات :
1- اليقين : هو التأكد من الشىء مائة فى المائة , وأنه حقيقة ومحقق ” حتى أتاه اليقين ” أى الموت , فالموت شىء يقينى ومحقق أى الترجيح هنا غير قابل للشك والظن .
2- الظن : هو ترجيح أمر عن أمر ولكن لايصل الى حد اليقين , اى ترجيج غير مؤكد وكما قال عمر بن الخطاب ” من لم ينفعه ظنه لم تنفعه عينه ”
3- الشك : هو عدم الترجيح بين أمرين ,فكلاهما لاتدرى من هو أقرب للصحة والتحقق , وهو ضد اليقين , لهذا قال د. مصطفى محمود : رحلتى من الشك الى اليقين , والشك هنا التجرد من السابق حتى لا تحكم على ما أنت بصدده بما لديك , ومن هنا كانت مقارنة الاديان ,أو من يريد الحكم والوصول الى الصواب فى الاديان بالمقارنة المتجردة
*الإلتباس :
نوع من غياب اليقين , والادراك الحقيقى للأشياء , أى اختلاط الأمور بحيث لا تستطيع أت تفرق بين حق باطل , وبين صدق وكذب , وبين حقيقة ووهم , والالتباس ناتج عن ضبابية الأمور أى عدم وضوحها ,أو الجهل بالأشياء , والثقافة الضحلة الغير واسعة .
وعاقبة الالتباس وخيمة , بحيث لا تعطى للأمور نصابها وحقها , من ناحية هل هى فى جانبى أو ضدى .
والالتباس فى حالة الثورات أو التمرد أو التغيير يزحف بالامور الى مصب الهاوية , فأنت على أرض رخوة ورملية .
والالتباس فى الطريقة التى ستقود بها البلاد سياسيا واقتصادية , نتيجته ضياع الشعوب وفقرها وعدم حريتها بل وتخلفها عن مصاف المتقدمين .
والخروج من الالتباس يكون بالثقافة والوعى والدراسة و والايمان المبنى على الادراك السوى لا الايمان بالاوهام والمزيفات .
عدم التسرع فى الحكم على الامور الابعد فهمها ودراستها دراسة متأنة وواعية وبعيدة عن الهوى
والالتباس قد يكون من عدم فهم العلاقة بين الحواس المدركة والعقل المحقق للادراك الحواسى , وأن للعقل محدودية نعم قد تفوق ادراك الحواس بالمنطق والفراسة والاستنباط والعلاقة بين العلة والمعلول أو السبب والنتيجة , فالعقل يعجز عن ادراك الغيبيات , فهو محدود لانه مخلوق , والمخلوق ناقص ويحتاج لمن خلقه فى الامور التى لايستطيع فهمها كماوراء الطبيعة والالهيات , وهنا يلتبس الامر على الماديين الذين لايؤمنون باله خالق ولا يؤمنون بالبعث , لنهم قالوا بأن العقل هو سيد الكون ولا سيد سواه , فالتبس عليهم الامر انع يعجز عن كثير من الاشياء , فهل عرف العقل الميكروبات والفيروسات التى تسبب الامراض الا بعد اكتشاف واختراع الميكروسكوبات الاليكترونية واستعمالات أشعة الليزر وغيرها
اذن الالتباس عدم يقين وعاقبته اختلاط الامور والبعد عن استخدام القرار الصحيح .
الشاعر وحيد راغب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق