فلسطين تراث وحضاره

إصدار جديد للكاتب والباحث ناهـض زقـوت المسألة والقضية: دراسات في قضية اللاجئين الفلسطينيين

إصدار جديد للكاتب والباحث ناهـض زقـوت المسألة والقضية: دراسات في قضية اللاجئين الفلسطينيين

 

صدر للكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية كتابا جديدا من إصدارات مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق بعنوان: “المسألة والقضية: دراسات في قضية اللاجئين الفلسطينيين”. يقول على سبيل التقديم “منذ حلول النكبة السبعين للشعب الفلسطيني, وسؤال يدور في ذهني: أين وصلنا بقضية اللاجئين وحق العودة؟، وذلك على كل المستويات الرسمية والشعبية والقوى والفصائل السياسية. وإذا كان السؤال يتعلق بنا كفلسطينيين, فهذا من قبيل خصوصية قضية اللاجئين وحق العودة لأنها جوهر القضية بل هي الوطن كله, ولا تحل القضية الفلسطينية دون عودة اللاجئين, وتحتاج إلى مساندة عربية وإسلامية أيضا, ولكنها تختص بالحق الفردي لكل لاجئ فلسطيني هجر من أرضه, وهذا الحق غير قابل للتفاوض أو التنازل من أي طرف كان لأنه لا يملك هذا الحق. بعد سبعين عاما خلت مازالت فلسطين محتلة, وما بعد سبعين عاما مضت مازال اللاجئون في المخيمات ينتظرون الأمل/ الحلم بعودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948. سبعون عاما مرت ومازلنا ننظر في المرآة لعلنا نجد جديدا قد تغير, فتصفعنا المرآة بالوهم. هذا ليس شعرا أو عواطف سائبة, بل هو الجرح الذي ما زال ينزف, هي الدماء المتواصلة منذ سبعين عاما ولم تتوقف, هي نكبة ما يزيد عن ستة مليون لاجئ فلسطيني. ويضيف من يتابع الحركة السياسية والإعلامية الفلسطينية اليوم يلاحظ, أننا مستغرقين في الحدث اليومي، ويلاحظ كم تدنى خطابنا السياسي, فبعد أن كنا نتحدث عن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي يحتلها، أصبحنا نتحدث عن فتح المعابر ورفع الحواجز، وبعد أن كنا نتحدث عن اغتصاب فلسطين أصبحنا نتحدث عن احتلال أجزاء من فلسطين، وبعد أن كنا نعتبر الاستيطان أمرا غير شرعي ويجب إزالته أصبحنا نتحدث عن تجميد أو وقف الاستيطان, وبعد أن كنا نطالب بعودة اللاجئين أصبحنا نسعى لإيجاد حل عادل لقضيتهم. بعد سبعين عاما من النكبة وانتظار اللاجئين أمام مركز التموين والإغاثة، ويحلمون بحق العودة، متمسكين بوكالة الغوث “الاونروا” كشاهد على نكبتهم. تأتي الإدارة الأمريكية برئاسة “دونالد ترمب” لتنفيذ المطالب الإسرائيلية بتصفية وكالة الغوث تمهيدا لتصفية حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على توطين اللاجئين في أماكن إقامتهم. ويؤكد الباحث ناهض زقوت على أن الثقافة فعل سياسي وأداة إستراتيجية فاعلة، لها أثرها الواضح في الحفاظ على الثوابت، وترسيخ المفاهيم، ومنع الانحطاط والهزيمة والضياع؛ وذلك حينما تربط بغاية وطنية سامية، فالثقافة تعمل على رأب ما انصدع من جدر سياسية في باحات الانزلاق السياسي، والثقافة الأمينة تصنع هوية الثوابت، وتغرس القيم الوطنية التي تحقق للإنسان أعلى مراتب الانتماء والوطنية. وثقافة حق العودة هي الثقافة التي يجب أن نعززها في ذهنية الأجيال الجديدة ونرسخ جذورها لديهم، بما يدفعهم بكل قوة للانتماء إلى هذه الأرض، والدفاع عنها، متسلحين بآليات هذه الثقافة التي سوف نعمل على ترسيخها لكي يشكلوا من خلالها رؤية أفضل من رؤيتنا في تحرير فلسطين وعودة اللاجئين. ويعبر الباحث ناهض زقوت عن رؤية في كيفية تعزيز ثقافة حق العودة من خلال تساؤلات يطرحها، يقول: يعتقد الكثير من الباحثين والمؤرخين والسياسيين والكتاب, أن قوة إسرائيل تكمن في المال والاقتصاد, والإعلام, وعلى أهمية هذه العناصر, إلا أنها ليست قوة إسرائيل الحقيقية, إنما قوتها في العلم والتكنولوجيا ومراكز البحث العلمي. وهذا ما نفتقر إليه عربيا وفلسطينيا. ومن هنا يأتي السؤال المؤرق: كيف نؤسس لمشروع فكري ثقافي قد يثمر إلى ما بعد سبعين عاما من النكبة؟, فهل نؤسس تجمعا ثقافيا عربيا فلسطينيا يعمق طبيعة الصراع ويبرز أبعاده وآفاقه المستقبلية؟, أم هل نجمع كل المراكز والهيئات واللجان تحت مسمى واحد وهدف واحد؟, أم هل نبدأ بتأسيس مراكز بحث علمية مختصة بقضية اللاجئين, تصدر مجلات وكتب ودراسات ونشرات تنمي الوعي وتزيد المعرفة؟, وكيف لنا أن نعزز ثقافة حق العودة في نفوس أبنائنا؟, ما الوسائل التي يمكن استخدامها من أجل إعادة ربط القضية الفلسطينية عامة وقضية اللاجئين خاصة بالبعد العربي والإسلامي، ويعيد صلتها بالحركة الشعبية العربية الثقافية والسياسية؟, بل قبل ذلك, ما الآليات التي يمكن من خلالها أن نوحد أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده حول خطاب ثقافي ـ سياسي موحد في مجمل القضايا المصيرية؟. يضم الكتاب ثماني دراسات تسبر أغوار قضية اللاجئين وتعزز ثقافة حق العودة، وهي: النكبة الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحل الصهيوني، والفكر الاستعماري والصهيوني وآليات الاستيلاء على أرض فلسطين، ومراحل تطور قضية اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة، وتعريف اللاجئ في القانون الدولي الإنساني، وجدلية الاختلاف السياسي في تعداد اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، والتطهير العرقي والمكاني: نكبة القدس عام 1948، وحق العودة بين القرار 194 وحدود دولة ال67، وحق العودة بين حل الدولة الواحدة وحل الدولتين. ومن الجدير ذكره، أنه صدر للكاتب والباحث ناهض زقوت عبر مسيرته الثقافية والسياسية سبعة عشر كتابا في السياسة وفي الثقافة والأدب. وقد حاز على العديد من الدروع وشهادات التقدير على مشاركته في المؤتمرات والندوات الثقافية والسياسية, وعلى جهوده في خدمة المشهد الثقافي – السياسي في قطاع غزة من خلال مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق