مقالات

أولياء عهد البيوت بقلم صديق بن صالح فارسي

أولياء عهد البيوت. ٠٦ / ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
٠٦ / ٠٤ /١٤٣٧ هـ

الأبناء المناكفين هم سند السنين.
أيها الأب الكريم وأيتها الأم الرؤوم لا تنزعجوا ولا تحزنوا من أولادكم أو بناتكم المناكفين لكم
لأن داخلهم نفوس أكبر من حجم أجسامهم وأعمارهم.
ولكي تضيقوا الفجوة بينكم وبينهم عليكم أن ترفعوهم في أعينكم وفي قرارة أنفسكم إلى المستوى الأعلى الذي يتناسب مع المنطق الذي يتحدثون به معكم.
فإذا كان ابنك أمامك وهو ابن العاشرة من عمره ويتحدث معك وكأن عمره عشرين سنة مثلاً.
فيجب عليك أن تتعامل معه بالسن الذي يتحدث به معك ولا تحاول أن تعيده إلى حجمه وعمره الفعلي.
لأن هذا يعني أنك تكسر فيه جذوع وأوراق نمت قبل أوانها.
بل عليك أن تحمد الله تعالى على ذلك وترعى تلك الأوراق التي نبتت في ابنك قبل عمرها وتتعامل معها برفق وجدية وعقلية تتناسب مع العمر الذي تنطلق منه تلك الشخصية التي أمامك وتتصادق معها.
بدلاً من تجاهلها وعدم تقبلها على حقيقة ماهي عليه وتحاول بل وتصر على التعامل معها حسب العمر الزمني الفعلي.

والعكس صحيح في ذلك أيضاً.
فَلَو قدر على أحد الأبناء أو البنات أن يكون عمره الفعلي أقل من عمره الحقيقي.
بمعنى لو كان عمره خمسة عشر سنة ويتحدث معك ويناقش كمن عمره سبع سنوات مثلاً.

فهذا هو أحد احتمالين.
إما أن يكون لسبب مرضي عضوي وهذا يستشار فيه الطبيب المتخصص ونسأل الله تعالى له الشفاء وهو ليس مجال بحثنا في هذا المقال.
وإما أن يكون لأسباب تربوية وأسلوب الحياة والثقافة المحيطة به وهو ما يهمنا في هذا البحث.
إذاً مما سبق يتضح لدينا ثلاث تصنيفات للأبناء من حيث القدرات الفكرية.

طفل قدراته الفكرية أكبر من عمره الفعلي.
وطفل قدراته الفكرية تتناسب مع عمره الفعلي.
وطفل قدراته الفكرية أقل من عمره الفعلي.

أما من حيث القدرات القيادية.
فهناك أيضاً ثلاث تصنيفات للأبناء.
من حيث القدرات القيادية.

طفل قدراته القيادية أكبر من عمره الفعلي.
وطفل قدراته القيادية تتناسب مع عمره الفعلي.
وطفل قدراته القيادية أقل من عمره الفعلي.

من خلال هذه التصنيفات سوف نبحث معاً عن أفضل الأساليب الممكنة للتعامل معها بغرض تهيئة أولياء عهد البيوت وتنشئتهم النشأة القيادية المناسبة لتحمل مسؤوليات البيت وأهل البيت الذين يكونون في أمس الحاجة للقائد والقائم على شؤونهم أشد من حاجتهم للطعام والشراب.
لأن القيادة الرشيدة تجلب لهم الطعام والشراب بإذن الله تعالى.
أما القيادة غير الرشيدة
والواعية فقد تضيع البيت وتفقده حتى الطعام والشراب.
إلا أن يتغمدهم الله برحمته ولكن حكمة الله تعالى تقتضي الأخذ بالأسباب.
( وجعلنا لكل شيء سبباً ) الآية.
ومن أهم الأخذ بالأسباب هم أولياء عهد البيوت.

وبحثنا هنا لا يغني عن الاستعانة بمختلف وسائل العلم وبرامج التدريب المختلفة التي تعتني وتهتم بتربية الأطفال وصنع القادة وممارسة نظريات البحث العلمي.

إلا أننا هنا نهتم بالتربية الاجتماعية والتطبيقية في حياتنا اليومية مع أبنائنا من خلال التجارب الشخصية ومانشاهده من أمثلة ومشاكل وحلول وأحداث تجري على أرض الواقع.

لنضع بين أيديكم تطبيقات عملية تساعد على أن تكون حياتنا سهلة وسعيدة من خلال فهمنا لطبيعة ما نتعايش معه من ظواهر اجتماعية مع أبناءنا.

فلنبدأ على بركة الله تعالى.
لقد راق لي التفنيد التالي لأحوال الأبناء بصفة عامة من أولاد وبنات وأولياء عهد البيوت بصفة خاصة.
وذلك بغرض البحث عن أفضل الطرق للتعامل مع كل فئة بالأسلوب الأمثل والأفضل لإعداده الإعداد الجيد وتلافي الاصطدام بين الأبناء والوالدين الذي قد ينتج من تباين سمات كل عصر عن الآخر وكل زمن عن الزمن الذي يليه.

التفنيدات الرئيسية.
أولاً.
( الخيل ) وهو مثل الابن الذي لديه قدرات فكرية عالية وكذلك قدرات قيادية عالية.

ثانياً.
( الأسد ) وهو مثل الابن الذي لديه قدرات فكرية ضعيفة ولكن قدراته القيادية عاليةً.

ثالثاً.
( الأرنب ) وهو مثل الابن الذي لديه قدرات فكرية رائعة ولكن قدراته القيادية محدودة.

رابعاً.
( القط) وهو مثل الابن الذي ليس له قدرات فكرية رائعة وكذلك قدراته القيادية محدودة.

خامساً.
( الحمامة ) وهي مثل الأبناء الطبيعيين جداً.
فقدراتهم الفكرية والقيادية في المستوى الطبيعي العادي وجاهزون لتلقي التعليم والتوجيه.
وهم الأكثر حاجةً وتأثراً بالقدوات التي أمامهم وهولاء يمثلون معظم الأبناء تقريبا.

على ضوء هذا التفنيد والتصنيف لفئات الأبناء سوف نحاول دراسة كل فئة ونبحث في الجوانب التي يوفقنا الله تعالى إليها ونحاول إيجاد الحلول لكثير من المشكلات التي تقع بسبب تلك الظواهر والاختلافات بما يفتح الله تعالى به علينا.

أولاً.
( الخيل ).
إذا كان لديك في أبنائك الأولاد أو البنات من قدراته الفكرة عالية وكذلك قدراته القيادية عالية.
فهذا يعني أنك تجاري خَيلا سريعا ونشيطا.
فَلَو وقفت أمامه ربما دفعك إلى الأرض ودعس عليك بحوافره.

ولو تركته لربما انطلق إلى حتفه أو سقط في هاوية لا يخرج منها.
وذلك لأنه مهما كان لديه من قدرات فهو لازال بحاجة إلى التدريب والممارسة التي تحتاج إلى الوقت وإلى خوض التجارب في الحياة والتدرج فيها.
فالقدرات وحدها لا تكفي للانطلاق في غمار الحياة وخوض بحارها دون تدريب كاف.
وكذلك القدوة أو الموجه والمرشد الذي يمثل المرجعية له.
والذي غالباً مايرى الخيل أنه قادر على الانطلاق بدونهما وهو ما قد يوجد ( صراع الأجيال ).
للحديث بقية.
عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والبيان.
وإلى اللقاء القادم بتوفيق الله وفضله.
رعاكم الله تعالى. ?
صديق بن صالح فارسي.image

مقالات ذات صلة

إغلاق