مقالات

شرح نوبة: במדבר סיני “برية سيناء” النوبة الاولى / بقلم الكاهن حسني واصف

الشريعة المقدسة "خمسة اسفار موسى" هي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد والتثنية.

هذا السفر يعرف عند السامريين بثلاث اسماء: السفر الرابع كونه يأتي بالترتيب بعد سفر التكوين والخروج واللاويين، وبسفر العدد لأنه يحصي شعب بني اسرائيل منذ خروجهم من مصر وحتى وصولهم الى الأراضي المقدسة، وسفر برية سيناء במדבר סיני الكلمة الخامسة في ابتداء هذا السفر.

السفر الرابع يروي قصة سنوات التيه الاسرائيلي الأربعين، في شبه جزيرة سيناء من خلال 42 محطة، وما واكبها من مشاكل وآلام وصبر للشعب الاسرائيلي، قمت بسرد جميع هذه المشاكل وتلك الآلام من خلال كتابي “التيه الاسرائيلي في شبه جزيرة سيناء”، والذي تم ترجمته الى اللغات العبرية اليهودية والانجلزية، والذي اخذ من وقتي مدة 26 سنة في كتابته.

اعتقد أنني الوحيد في العالم الذي استطاع تحديد محطات هذا التيه الاسرائيلي في شبه جزيرة سيناء، على الرغم ما يقارب المليون ونصف من المؤلفين والكتاب والباحثين من جميع ارجاء العالم، عجزوا عن تحديد مثل هذه الأماكن، السبب هو ان دراستي والهامي كانت التوراة العبرية القديمة السامرية بالاضافة الى مراجعتي لكتب وتآليف عديدة، بالوقت الذي عجز كتاب ومؤلفين وباحثين وعلماء الآثار من جميع أرجاء المعمورة، كونهم كانوا يأخذون معلوماتهم من التوراة اليهودية باللغة الاشورية، والتي هناك 7000 خلاف ما بين التوراتين العبرية القديمة السامرية والعبرية الاشورية اليهودية.

ابتدأ السفر الرابع بالآية:

וידבר יהוה אל משה; במדבר סיני באהל מועד; באחד לחדש השני; בשנה השנית לץאתם מארץ מץרים לאמר.

“وكلم الله موسى في برية سيناء في خيمة الاجتماع، في أول الشهر الثاني في السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر قائلاً:”

عدد كلمات هذه الآية 17 كلمة، تشير الى الــ טוב اي الجيد،

وكذلك عدد أحرفها 70 حرفاً تشير الى مضاعفات الرقم سبعة اي الى القدسية.

كلام الله مع موسى في برية سيناء، وتحديد موقعه بالذات في خيمة الاجتماع، الكلام حدث بين رب العالمين “الحضرة الالهية” وبين موسى بن عمران رسول الله وكليمه، جاء من داخل صندوق العهد من بين الكروبيم، ولم تكتفي هذه الآية بتحديد المكان فقط بل تناول تحديد الزمن: اليوم، الشهر والسنة، أي اليوم الأول من الشهر الثاني في السنة الثانية لخروج شعب بني اسرائيل من مصر.

لا بد أن نشير هنا، حددت هذه الآية المحادثة التي كانت بين الحضرة الالهية وبين موسى الكليم، وحددت الزمان والمكان والتاريخ، هذا التاريخ كان مدته سنة ونصف الشهر، منذ خروج هذا الشعب من مصر بقيادة موسى الرسول ليلة الخامس عشر من الشهر الأول للسنة الأولى، وتحررهم من عبودية فرعنها وعبيده والمصريين، وحتى وصولهم جبل سيناء (جبل حوريب) وبناء موسى هيكله عند سفح هذا الجبل المقدس “جبل سيناء” والذي استمر بنائه للهيكل عشرة شهور قمرية.

إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن التوراة فعلاً هي تورية، تتضمن كلاماً ابعد بكثير من مما يستطيع الانسان فهمه، انزلها الله على الشعب الاسرائيلي لكي تزوده بالمعلومة الصحيحة والحكمة والروحانية.

وتلت هذه الآية: שאו את ראש עדת בני ישראל,, למשפחותם לבית אבתם; במספר שמות,, כל זכר לגלגלותם.

“احصوا كل جماعة بني اسرائيل بعشائرهم وبيوت آبائهم، بعدد الأسماء، كل ذكر برأسه”.

من الجدير بالذكر ان عدد هذه الآية 14 كلمة اي ضعف الرقم المقدس 7
وعدد أحرفها 57 حرفاً، وبجمع هذين الحرفين = 12 حرفاً، بعدد اسباط بني اسرائيل.

من يتابع كلمات وآيات الشريعة المقدسة، يصل الى معرفة ان التوراة ليست مربوطة بالمعرفة والمعاني والقصص والحكم والروحانية فقط، بل ايضا أن كل اية فيها لها جمطرتها اي حسابها الجملي، لكي تثبت للعالم أجمع ان كلامها مصدره رب العالمين، ولا أحد يستطيع أن يأتي بمثل أحرفها وكلمتها وآياتها وسورها وحتى اسفارها.

عملية الاحصاء لشعب بني اسرائيل، والتي أمر الله بها موسى الرسول ان يجريها لهذا الشعب، والتي اتخذته دول العالم قاعدة احصائية مصدره التوراة.

لربما يتسآل الآخرين ما فائدة الاحصاء هنا؟

من المعلوم والمعروف أن البركة الربانية للانسان مصدرها التكاثر، وبما أن رب العالمين بارك الانسان وقدسه، لذا كل انسان في هذا العالم مقدس ومبارك، اذاً هو علم، من أجل هذا طلب الله من موسى “احصوا كل جماعة بني اسرائيل بعشائرهم وبيوت آبائهم، بعدد اسمائهم، كل ذكر برأسه”.

الاحصاء هو للدلالة على اصل الانسان، بالتعرف على اسمه واسم عائلته وعشيرته، حسب الجنس الذكري التابع للأب حسب التوراة السامرية، وليس للأم بحسب ما يعتقده اليهود، حتى يستمر التسلسل نقيا وطاهراً مقدساً.

من اجل هذا في المتحف السامري هناك تسلسل تاريخي، من آدم عليه السلام وحتى الكاهن الأكبر لطائفتنا السامرية 163 سلالة، مدون بالاسم والعمر والتاريخ والمكان والزمان والاحداث التي واكبتهم خطوة بخطوة.

يتبــع / 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق