
(…فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة…)
في هذه الآية استوقفني قوله تعالى ( تلك عشرة كاملة) فربما أثار بعض الرجرجة مسألة إيراد عشرة كاملة من باب الحشو اللغوي الذي لا داعي له ، فقوله تعالى: ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم يكفي.
التدبر يقتضي ،قارئي العزيز، قارئتي العزيزة ، النظر في القول (كاملة) فالكمال في المعنى والإتمام في المبنى، فقوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم يعني إغلاق الباب في وجه الزيادة من أي نوعٍ كانت، أما قوله تعالى: وأتممت عليكم نعمتي ، فالإتمام يقبل الزيادة ، فنعم الله في ازدياد داخلَ دِينٍ قد اكتمل ومن زاد فيه فقد دخل دائرة: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد كما روت السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم.
إذن فالجملة حوت الكمال، ومما زاد إعجابي وأثرى تقديري إدراكي لمعجزة حرف الواو الذي لو تركنا له حبله على غاربه فربما خدعنا ، لأنه بجانب العطف فهو يحمل معنى التخيير أي (أو) ،وهنا فإن عشرة كاملة قد أبعدت احتمال ورود الواو بمعنى (أو) وإثبات وروده بمعنى العطف.
ما شاء الله وتبارك الله في علاه، فالآية التي تقول: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع لا تشير الواو فيها إلى العطف وإنما إلى التخيير أي الواو هنا بمعنى (أو)،
اثنان أو ثلاث أو أربع ، وليس بالعطف الذي يجعلهن تسع نساء.
قولوا معي : كتابنا مصدر فخرنا ، ومنبع كنزنا.