الدين والشريعةالرئيسية

يسألونك عن الصلاة]

الدكتور الطيب علي ابو سن

لعله مما يجب علينا السعي نحوه ، بل المسارعة إليه هو الولوج في مرامي الصلاة- عماد ديننا وأساسه، فقول الله سبحانه وتعالى( فويل للمصلين [ والويل شدة العذاب أو اسم لوادٍ في جهنم] الذين هم (عن) صلاتهم ساهون ، والقول ب(عن) وليس ب(في) هو مربط الفرس، ولب المعنى، فالسهو والإهمال المُدَمِّريْن موضعهما ليس بإهمال أركان الصلاة وسننها، وهذا ما تدل عليه (في) ومفاده الانشغال بهموم الدنيا والتفكير في حل المشاكل أثناء الصلاة ، فهذا أمر يمكن رتقه وعلاجه بسجود السهو ،أما القول الوارد ب (عن) فيعني الانصراف عن تطبيق ما أمرت به الصلاة مبنى ومعنى ، مبنى بالحفاظ على مواعيدها (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) لتحتفظ بأثرها المتصل على السلوك الإنساني ، فالفجر بداية ميمونة مع الخالق تصادف مولد يوم جديد ، والظهر دفعات إيمانية تعين على عمران ساعات كسب الرزق بالحلال ، والعصر استراحة محارب يلتقط أنفاس الرضا بما مضى كسبا لم يخالطه مكروه، والمغرب إكمال يوم قد عمرته الطاعات، وغمرته المسرات ، والعشاء وداع رحلة راضية مرضية والخلود لنومةٍ هَنِيَه ، أما المعنى فيتمثل في تدبر مرامي الحركات والآيات ،والدعوات، فالحركات استقبالُ قبلةٍ تعني انسجاماً إيجابياً مع قلوب عُمَّار الأرض من المؤمنين يوحي بوحدة المرامي والمقاصد ، والتكبير إعلاء قدر المعبود فوق الخلايق، والركوع عنوان الطاعة واتباع الأوامر، والسجود استسلامٌ هو وضع المِقْوَدِ في يد القائد؛ولن ننسى فائدة الحركة في الصلاة، ولما لها من دور رياضي ذي عائد عالي العطاء ؛ والصلاة تحمل في رحمها سمات أخواتها، فالزكاة إشارتها في بذل الوقت أثناء أدائها، والحج في اتجاه قِبلة الكعبة، والصوم يتمثل في الإمساك عن الكلام خارج نطاق مطلوبها.
وتبقى بعد ذلك في الآخر ذكراً وليس بالأخير قدراً تدبر معاني الآيات المقروءة ، والأدعية المأثورة ، وهذا محيطٌ الإبحارُ فيه متعة هي تاج الصَّلاةِ الذي يُعَزِّزُ الصِّلاتِ بين العبد وربه ، ويجعلها روابط خير تتخذ من الديمومة رداءً وإزارا.
منحنيَ الله وإياكم مفهوماً للصلاة يؤهلها للإقامة بين الصدور عِماداً تستند إليه عقيدتنا الطاهرة المطهَّرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق