أخبار عالميه
خلال كلمته بالمؤتمر التضامني مع فلسطين الذي نظمه حزب الحركة من أجل الاشتراكية الياباني: د. مجدلاني : ما تريده ادارة بادين وحكومة نتنياهو هو فرض الاستسلام، ونحن لن نستسلم
طوكيو: شاركت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في الجلسة الأولى لـ “المؤتمر التضامني مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية” الذي تم تنظيمه في العاصمة اليابانية طوكيو، من قبل حزب الحركة من أجل الاشتراكية الياباني.
وشارك في المؤتمر الأمين العام للجبهة د. أحمد مجدلاني، وعضو المكتب السياسي محمـد علوش، بمشاركة 800 شخصية يابانية وبحضور ممثلين عن عدة أحزاب وقوى سياسية وعمالية من مناطق مختلفة حول العالم.
وفي كلمته أمام المؤتمر، قال د. مجدلاني: أحييكم بتحية النضال، وأنقل لكم تحيات رفاقكم ورفيقاتكم في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في المكتب السياسي واللجنة المركزية، وكافة المناضلات والمناضلين في صفوف حزبنا، ونتوجه لكم بالتحية والتقدير، للرفاق المنظمين لهذا المؤتمر، رفاقنا وأصدقائنا في حزب الحركة من أجل الاشتراكية في اليابان، ونوجه التحية الرفاقية العالية لكافة الرفيقات والرفاق المشاركين من بلدان العالم المختلفة، حيث نجتمع اليوم، من أجل قضية عادلة ومن أجل اعلاء الصوت في مواجهة الامبريالية وحرب التدمير والابادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بدعم مباشر من الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف مجدلاني، حيث يتعرض شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة – في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بما فيها القدس – لجريمة حرب مكتملة الأركان وابادة جماعية وتطهير عرقي بهدف تقويض كل المنجزات الوطنية والتاريخية التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية على مدار عقود طويلة من النضال والتضحيات. ان شعبنا اليوم، يتعرض لمجازر دموية وارهابية مروعة من قبل جيش الاحتلال ومن قبل مليشيات المستوطنين الاستعماريين تنفيذاً لسياسات وقرارات الحكومة الفاشية والعنصرية في إسرائيل بقيادة نتنياهو ومعه أقطاب اليمين المتطرف الديني والصهيوني الذين لا يؤمنون بالسلام والذين يمارسون أبشع أشكال القهر والعنصرية ضد شعبنا الأعزل، الذي يناضل في سبيل انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. يأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل ظروف قاسية وغاية في الدقة والخطورة، حيث تتعرض القضية الفلسطينية العادلة الى محاولات أمريكية وغربية للنيل من حقوقنا وثوابتنا الوطنية التي خضنا نضالاً طويلاً تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تحقيق هذه الأهداف المشروعة لشعبنا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المدنية والديمقراطية والمستقلة.
وأكد مجدلاني: هنا نعبر عن رفضنا لأي محاولة للانتقاص من الحقوق الوطنية التي أقرتها القرارات الأممية والتي يجب على إسرائيل الالتزام بها وتطبيقها وعلى المجتمع الدولي أن يجبر إسرائيل على الامتثال للشرعية الدولية وإنقاذ حل الدولتين الذي تتنكر له حكومات الاحتلال المتعاقبة، وأخرها هذه الحكومة الأكثر يمينيةً وتطرفاً وعنصريةً من إقامة كيان الاحتلال على الأرض الفلسطينية.
وأردف قائلا: هناك تطورات كبيرة على المستوى العالمي، وعلينا كقوى يسارية واشتراكية تقدمية أن نعزز نضالنا المشترك في مواجهة الامبريالية المتوحشة وأدواتها التخريبية ومن ضمنها الكيان الوظيفي الإسرائيلي الذي يمارس العدوان والغطرسة العنصرية، ضد شعبنا وضد شعوب المنطقة العربية ككل، وهذا من شأنه أن يفجر الأوضاع على مستوى المنطقة والاتجاه تحو حرب إقليمية تفتعلها إسرائيل خدمة لأطماعها التوسعية وتنفيذاً للمخططات الأمريكية الرامية الى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط كأساس استراتيجي للإدارة الأمريكية في محاولة لقطع الطريق أمام أي نفوذ دولي آخر في سبيل تكريس النظام الدولي أحادي القطبية، في ظل المعادلات والمتغيرات الدولية المتسارعة نحو التغيير الجدي في طبيعة النظام الدولي والمؤسسات الدولية وصولاً الى بناء نظام دولي جديد متعدد الأطراف لتعزيز السلام والاستقرار والعدالة والانصاف وبما يضمن حقوق ومصالح كافة شعوب وبلدان العالم، بعيداً عن سياسة العصا والجزرة وشرطي العالم التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي والتي اعتقد البعض أنها قد أجهضت التجربة الاشتراكية التي تتطلع اليها شعوب العالم المختلفة.
وقال مجدلاني: من خلال هذا المؤتمر، نتوجه بنداء الى الأحزاب الاشتراكية والشيوعية الشقيقة، من أجل أن تحث بلدانها للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، للحفاظ على “حل الدولتين” وقطع الطريق أمام محاولات الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية وشرعنة البؤر الاستيطانية وإقامة المزيد من المستوطنات الاستعمارية المخالفة للقانون الدولي ولكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، حكومة نتنياهو وبدعم وتشجيع إدارة بايدن التي ليس عندنا اية أوهام أنها جادة في أي موقف من مواقفها للتوصل الى أي حل سياسي، حيث تشجع الاحتلال على ضم الضفة الغربية واقرار القوانين العنصرية والفاشية، استمراراً لمواقف الإدارة السابقة التي اعترفت بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة الأمريكية اليها في تحد للإرادة الدولية وللمواثيق الدولية، ومن هنا فان السياسات الأمريكية واحدة ولا اختلاف أبداً بين منهج الحزب الديمقراطي ومنهج الحزب الجمهوري فكلاهما حليفان لإسرائيل وشركاء لها في كل هذه العدوان على شعبنا الفلسطيني وعلى الإنسانية التي آن لها أن تتحرر من الهيمنة الإمبريالية .
وأكد د. مجدلاني أن السلام بالنسبة لنا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والشعب الفلسطيني عموماً يمثل خيارنا الاستراتيجي، ولقد ناضلنا دائماً من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والمتوازن طبقاً للشرعية الدولية، وما تريده ادارة بادين وحكومة نتنياهو هو فرض الاستسلام، ونحن لن نستسلم، بل سنعمل على الانفكاك التدريجي عن الاحتلال لبناء مؤسسات دولتنا الفلسطينية، وتغيير طابع ومضمون السلطة إلى دولة فلسطينية تحت الاحتلال، وهذا حقنا الطبيعي والقانوني بعد أن تنكرت إسرائيل لكل الاتفاقيات الموقعة معها، وضربت بالصميم مشروع السلام الفلسطيني الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية كخيار حقيقي ايماناً من شعبنا بضرورة انجاز العملية السلمية التي تضمن له حقوقه وكرامته الوطنية والانسانية .
وأضاف: أنهي كلمتي أمامكم اليوم، بأن الاحتلال ليس قدرنا، فلماذا تفرض علينا شروط الاستقلال بموافقة الاحتلال، ولماذا لا يتحرك العالم من أجل مناصرة الحق الفلسطيني وتحقيق العدالة والانصاف والسلام للشعب الفلسطيني المعذب والمضطهد منذ النكبة الكبرى عام 1948 والتي مازالت فصول هذه النكبة مستمرة في غزة وفي أرضنا المحتلة.
وأختتم متسائلاً: ألا يكفي ثمانية وسبعون عاماً من الاحتلال.. ليرحل الاحتلال عن أرضنا، ليعيش شعبنا على أرضه حراً في دولته المستقلة التي يعترف بها العالم، والتي تشكل جزء من الأسرة الدولية وفي الأمم المتحدة، علينا أن ننتصر للعدالة ومن أجل السلام، وأن نناضل معاً من أجل تحقيق وانتصار الاشتراكية .