مقالات

قراءة في كتاب: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (56)

بقلم: د. محمد طلال بدران - مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* خاتمة الفصل
يختم الباحث الناقد موريس بوكاي هذا الفصل بخاتمة تتشكل من عدة نقاطٍ نُجمِلها في الآتي:
– إن هناك العبارات المذكورة في الأناجيل فهي نفسها تثبت تناقضات جليّة، إذ لا يمكن الاعتقاد بوجود أمرين متناقضين، ولا يمكن قبول أمورٍ غير معقولة، او دعاوى تتعارض مع المُعطيات التي أثبتتها تمامًا المعارف الحديثة، إن شجرتَي أنساب المسيح اللّتين تقدمهما الأناجيل بالاضافة إلى ما تحتويان عليه من أمور صحيحة وأخرى غير صحيحة تأتيان بالبرهان في هذا الشأن.
– كثير من المسيحيين يجهلون هذه المتناقضات والأمور غير المعقولة، أو تلك التي لا تتفق مع العلم الحديث، وهُم يُصابون في مل مرّةٍ بالذهول عندما يكتشفون كل هذا، فقد ظلوا دائمًا متأثرين بقراءة التعليقات التي تعطي توضيحات دقيقة تطمئنهم، وتعين في ذلك الغنائية المديحية، وقد أعطينا امثلة مميزة لحذق بعض المفسرين في إخفاء ما يسمونه صعوبات.
– الواقع أن فقرات الأناجيل إعتُرِف بعدم صحتها ومع ذلك أعلنت الكنيسة قانونيتها.
– لقد أوضحت دراسات نقد النصوص الحديثة المعطيات التي تكون في رأي الاديب كانٍنجسر “ثورة في مناهج التفسير” والتي تؤدي إلى عدم الأخذ بحرفية الأمور الواردة بشأن المسيح في الأناجيل، فهذه الأخيرة كتابات ظرفية أو خصامية، إن المعارف الحديثة، وقد ألقت الضوء على تاريخ اليهودية المسيحية، والتنافُس بين الطوائف توضّح وجود أمورٍ تحيّر قراء عصرنا.
– لم يعد مفهوم المبشرين كشهود قابلًا للدفاع.. إن مؤلفات مدرسة الكتاب المقدس بالقدس (الأب بينوَا والأب بومار) تثبتان جيدا أن الأناجيل قد كُتِبت ونُقّحت وصُحّحت أكثر من مرّة، ولهذا ينذر هؤلاء الكاتبان قارئ الأناجيل بأن عليه أن يتخلى في أكثر من حالة عن سماع صوت المسيح المباشر.
– إن الطابع التاريخي للأناجيل لا يسمح بأي جدل، ولكن الوثائق تعلمنا قبل كل شيء وعبر الروايات الخاصة بالمسيح بعقلية الكُتّاب المتحدثين بإسم الطوائف المسيحية الأولى، التي كانوا ينتمون إليها…
– بعد كل ذلك كيف نُدهش إذن لتشويه المبشرين لبعض أحداث حياة المسيح.. فقد أضافوا أحداثا لا علاقة لها بحياة المسيح وحذفوا بعضها الآخر..
– إن خيالات متّى والمتناقضات الصارخة بين الأناجيل والأمور غير المعقولة، وعدم التوافق مع معطيات العلم الحديث، والتحريفات المتوالية للنصوص، كل ذلك يجعل الأناجيل تحتوي على إصحاحات وفقرات تنبع من الخيال الإنساني وحده… ولكن جميع هذه العيوب لا تضع موضع الشك وجود رسالة خاصة بالمسيح، فالشكوك تخيّم فقط على الكيفيّة التي جرت بها.
وبهذه الخاتمة يختم الكاتب الباحث الناقد موريس بوكاي الفصول التي تناولت التوراة والإنجيل وما يحوم حولهما من شكوك وتناقضات وإضافات وحذف.. وأما الفصل الجديد من الكتاب فهو: (القرآن والعلم الحديث) وهو موضوعنا في قادم المقالات ابتداءً من مقالة الغد بمشيئة الله تعالى، فكونوا عند موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1648)
24. ذو الحجة. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق