الرئيسيةالمنصة الدولية زووممكتبة الفيديومنظمة همسة سماء

بالفيديو /كلمة الدكتورة فاطمة ابوواصل اغبارية بمناسبة إطلاق سلسلة محاضرات ” الفاطميات ” التطوعية للناطقين بغيرها

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

أرحب بكم جميعا أيها الإخوة، أيتها الأخوات ضيوفا ومشاركين ومحاضرين مع حفظ الألقاب والمقامات، وكلكم مقامات، وأشكر كل من أسهم من قريب أو من بعيد في إعداد وانعقاد”إطلاق سلسلة محاضرات الفاطميات ، وإنجازها .

، واسمحوا لي أن أخص بالذكر من الاستاذ عبد السلام اماناتي   الامين العام لمنظمة همسة سماء الثقافة في الهند والدكتور زين العابدين  الهدوري  المنسق العام لمنظمة همسة في الهند

الحضور الكريم

==========

إننا في منظمة همسة وعلى رأسها مؤسسها وراعيها المهندس عبد الحفيظ اغبارية ننطلق من القناعة الراسخة بأولوية الحفاظ على اللغة العربية وخاصة للناطقين بغيرها.

أهمية تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها .

============================

إن من أهم الركائز التي يجب التركيز عليها عند تعلم أية لغة من اللغات، مراعاة طبيعتها ومعرفة خصائصها ومكانتها، واللغة العربية شأنها في ذلك شأن باقي اللغات الحية تتمتع بمجموعة من السمات والخصائص التي تؤهلها لتكون لغة للتدريس والدراسة. وتكمن أهمية تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، قبل كل شيء، في كونها لغة إعجاز

وإيجاز، لغة إعجاز لأنها اللغة التي أُنزل بها القرآن المعجز بلفظه ومعناه، كما أنها اللغة التي دُونَ بها الحديث النبوي الشريف، وبالتالي فمعرفة مبادئ وقضايا الأمة الإسلامية تقتضي معرفة هذه اللغة والوعي بثقافتها، وحسبنا في ذلك أن نورد قوله تعالى” إنا أنزلناه قرءآنا عربيا لعلكم تعقلون. ولغة إيجاز لأنها تتمتع بأسلوب بياني يضفي عليها رونقا خاصا يميزها عن باقي اللغات الحية بشهادة دارسيها عربا كانوا أم مستشرقين.

وتكمن أهمية اللغة العربية،أيضا، في أنها “نشأت في أقدم موطن للساميين، كما أنها نشأت في موقع جغرافي أكسبها صفتا الاستقلال والعزلة، وكان لهذين العاملين أثر في احتفاظها على مقومات اللسان السامي الأول، وهناك من اعتبرها اللغة السامية الأم ويرجع هذا التصنيف إلى كون اللغة العربية تضم خصائص كثيرة لا نجدها في باقي اللغات السامية الأخرى، فهي أكثر أخواتها احتفاظا بالأصوات السامية؛ إذ تحتوي على جميع الأصوات التي نجدها في اللغات السامية وتزيد عليها ببعض الأصوات

كالثاء والذال والغين والضاد”،كما أنها من ناحية أخرى تعد أكثر اللغات السامية من حيث قواعد النحو والصرف و من حيث دقتها.هذا بالإضافة إلى أن اللغة العربية تتميز بمميزات وخصائص لسانية تعبر عن قوتها وغناها، ومن ذلك نظامها الاشتقاقي المرن الذي يسمح لها بتوليد ما لا نهاية من الجمل والعبارات اللغوية.

الحضور الكريم

==========

إن عملية تدريس اللغة العربية، وخاصة تدريسها للأجانب، تقتضي، أولا، تحديد الأهداف والمرامي والأغراض (دينية، اجتماعية، اقتصادية، ثقافية،طبية)، وذلك من أجل وضع تخطيط مناسب واستخدام طرق مناسبة تتماشى وأهداف المتعلمين المختلفة، وبالتالي فتحديد الأهداف هو بمثابة المفتاح الأساسي في عملية التدريس،ذلك أن المدرس يعمل على استخدام طرق واستراتيجيات تتناسب مع أهداف المتعلمين.هذا ويرجع الهدف الأساسي من تعلم اللغة العربية، في أهداف تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها

كما تتجلى الأهمية العلمية للغة في أنها ترتبط بالثقافة العربية الإسلامية في مواجهة التحديات؛ لذلك فإن من أسباب عدم النهوض كحقيقة في عالمنا الإسلامي والعربي حتى الآن، هو ارتباط علومنا باللغة الأجنبية المستمرة في سبيل الوصول إلى المعرفة، بدلاً من ربطها باللغة العربية؛ فانعزلت عن ماضيها في غرابة من تراثها، وتاريخها، ولغتها، من هنا فإن أهمية اللغة العلمية، هي ربط التراث العلمي القديم بمستجدات العلوم الحديثة للنهوض بالأمة، فهي قادرة على مواكبة التطور العلمي، بخصائصها، وسماتها، كالاشتقاق، والنحت، والتعريب، وسعة مدرجيها الصوتي والصرفي، وهذا يتطلب أن نعيد صقل تراثنا العلمي من جديد بلغتنا القومية بقالب علمي حديث، يوصلنا إلى التقدم العلمي، ويخرجنا من ردهات الثبوت، ويجد لنا مكانًا بارزًا، ومهمًّا إلى جانب الحضارات المتقدمة الأخرى:” لم تقم نهضة علمية حقيقية في عالمنا العربي والإسلامي حتى الآن، ولم نتقدم صناعيًّا ولا تكنولوجيًّا؛ لأننا نجتر أساليب الغرب ومعرفته اجترارًا، ونقلدها تقليدًا دون أن يكون ذلك جزءًا من تكويننا الفكري والاجتماعي “.

وللغة أهمية علمية أخرى، تكمن في أنه يرفد الأمة بعلوم العصر، ويسهم في تنمية المجتمع؛ فيكون العلم في متناول الجميع، مما يساعد على ازدياد الوعي، وتنامي الجماهير عامة، كما يسهم في فتح آفاق علمية واسعة، وينمي إبداع المشتغلين بالعلوم، مما يؤهلهم إلى الابتكار العلمي، حين يتعمقون في فهم لغتهم؛ لأن اللغة الأم، هي لغة الأفكار والأحاسيس للإنسان.

وفي ختام كلمتي هذه ،اود ان أشكركم من القلب جميعاً على تلبية دعوتنا ومشاركتكم   واشكر من لم تسعفه الظروف بمشاركتنا لعقد هذا  الحدث المميز

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

شكرا للدكتور  الإعلامي احمد الشهري على مداخلته القيمة 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق