الرئيسيةثقافه وفكر حرمنظمة همسة سماء

مكانة وواقع المرأة في الإسلام مقارنة مع مكانة المرأة في الحضارات القديمة مقارنة حالها في ظلِّ الإسلام مع حالها في ظلِّ الحضارات والأديان الأخرى، ولاسيّما الحضارات والأديان الشرقية التي أورثت العرب والمسلمين الكثير من عاداتها وتقاليدها.( الجزء الأول)

فاطمة ايوواصل اغبارية

اختلفت مكانة المرأة عبر الحضارات والديانات المختلفة، فمنهم من أعطاها بعض حقوقها، ومنهم من حرمها حقها  في الحياة. وعليه فالإشكالية العامة للدراسة تتمحور حول أوضاع المرأة وحقوقها في الحضارات القديمة والإسلام؟ وتنبثق عن الإشكالية المحورية عدة تساؤلات فرعية هي : ما هي مكانة المرأة في الحضارات و الديانات القديمة؟ كيف أصبحت مكانتها بعد مجيء الإسلام؟ هل كفل الإسلام للمرأة حقوقها

اختلف الناس في تحديد قيمة المرأة  وتقدير مكانتها الاجتماعية ، فهي تختلف من عصر إلى عصر، فطورا يحسنون إليها، وأطوار أخرى يسيئون إليها، فالقوانين الخاصة بالمرأة كانت تتسم بعدم الاعتدال، حيث حرمت المرأة من حقها في الحياة الاجتماعية، وعدت سلعة تباع وتشترى

فعلى مر العصور وتعاقب الأمم والحضارات، كانت المرأة لا هوية لها ولا أهلية ولا  الحرية، ، وكانت تقاسي في عامة أحوالها ألونا من الظلم والشقاء والذل، صاغتها أهواء ضالة أو عقائد فاسدة. وعلى كل اختلفت معاملة الشعوب للمرأة وتباينت نظرتهم إليها،

برزت المرأة في العصر الجاهلي في أشعار الشعراء؛ حيث وُضعت في مكانة لائقة بها، وكان دورها واضحاً في الجانب الاجتماعي في إصلاح المجتمع، وأدّت دوراً بارزاً بوصفها أديبة وشاعرة، وناقدة، ومثال على ذلك “الخنساء”، كذلك “أم جندب” وحكومتها بين زوجها امرئ القيس وعلقمة الفحل، وأخريات كان لهن شأن عظيم

وإذا انتقلنا إلى العصر الإسلامي، سنجد أن الإسلام مهّد للمرأة بأن تتبوأ مكانة عالية ورفيعة، وكانت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابيات خير مثال للاستشهاد بهن، وبدورهن في إصلاح المجتمع والذود عن الدولة الإسلاميّة في ذلك الوقت. وجاء العصر الأموي ولقيت المرأة مكانة مرموقة، انعكست فيها نشاطاتها الأدبيّة والفنّية؛ أما العصر العباسي أو ما يسمى بالعصر الذهبي، فقد كان عصر الانفتاح الثقافي للمرأة؛ حيث شاركت المرأة في جوانب شتى ومتعددة في خدمة الأدب والمجتمع، والحضارة العباسيّة العريقة. إن مكانة المرأة في تلك المجتمعات، وفي تلك العصور القديمة من تاريخ الأدب العربي كانت مشرّفة ومنيرة وبهية، وجديرة أن تعاد صياغتها بشكل يليق بها وبمكانتها لتحتل مكانة الصدارة في تاريخ الأمة العربيّة

مكانة المرأة في الحضارة المصرية:

كانت للمرأة في الحضارة الفرعونية حقوق لم تحصل عليها مثيلاتها في الحضارات الأخرى، فقد وصلت إلى الحكم وأحاطتها الأساطير، وكانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج، غير أن الفراعنة في كثير من الأحيان يضحون بأجمل فتاة كقربان لرضا الآلهة. 

كما نالت المرأة مكانة رفيعة في مصر القديمة لم يبلغها الكثير من الرجال، حيث وصلت لدرجة التقديس فظهر منهن معبودات كإيزيس وحتحور ونفتيس، وحصل بعضهن على وظيفة دينية مثل كبيرة الكاهنات والمنشدات، واستطاعت المرأة الدخول إلى العديد من ميادين العمل المختلفة؛ فشاركت في الحياة العامة، ووصل بعضهن لعرش مصر؛ وتولّين الحكم في فترات مختلفة؛ مثل الملكة “حتب” أم خوفو؛ والملكة “خنت” ابنة منقرع؛ و”إباح حتب” ملكة طيبة؛ والملكة “حتشبسوت” التي بلغت شهرتها الآفاق، والملكة “تي” زوجة إخناتون.

كما عملت المرأة بالقضاء مثل السيدة “نبت” حماة الملك تيتي الأول بالأسرة السادسة، وعمل بعضهن بالطب مثل السيدة “بسشيت” التي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، ووصلت الكاتبات منهن والمتعلمات لمناصب مديرة، ورئيسة قسم المخازن، ومراقب المخازن الملكية، وسيدات  الأعمال.

وكانت النساء في مصر القديمة نظيرات الرجال في كل شيء عدا المهن. فقد كان الرجل رب الأسرة كما ترأس سلطة الدولة، بينما درات السيدات أمور المنزل وساهمت في حفظ استقرار البلاد بعملها كحرفيات، صانعات للمشروبات الكحولية مثل الجعة، وامتهانهن الطب، الموسيقى، والعديد من الوظائف الأخرى منها ما منحتهم سلطة على الذكور

مكانة المراة عند الإغريق

: كانت المرأة عند الإغريق محتقرة مهانة، وقد عوملت معاملة المخلوقات الوضيعة، وحتى اعتبروها رجسا من عمل الشيطان، وكانت كسقط المتاع تباع وتشتري في الأسواق . وما يدعم هذا الكلام ما قاله الفيلسوف سقراط قائلا: « إن وجود المرأة هو أكبر منشأ، ومصدر الأزمة والانهيار في العالم، وإن المرأة تشبه شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلا، ولكن عندما تأكل منها

كما كانت مسلوبة الحقوق محرومة من الميراث وحق التصرف في المال، وكانت في غاية الانحطاط وسوء الحال، فيقول أرسطو: « ثلاث ليس لهم القدرة على التصرف في أنفسهم العبد فليس له إرادة، والطفل له إرادة ناقصة، وكانوا يعتبرون أن المرأة لا تساوي الرجل إنسانياً، بل كانوا يعتبرونها كائنا أدنى من الرجل وأقل سموا من الناحية الأخلاقية، و لم يكن ذلك مقصورا على عامتهم بل كان الرأي السائد لدى شعرائهم وكتابهم وفلاسفتهم، ولم يقتصر ذلك على فترة معينة من تاريخهم، بل استمر طيلة قرون عديدة ففي الإلياذة كان المحارب إذا أراد أن يسب آخر وأن يعبر له عن احتقاره كان ينعته بأنه امرأة. 

يتبع …. المرأة عند الرومان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق