ثقافه وفكر حرفلسطين تراث وحضاره
أجواء العرس في عكا الله يهدي البال وعقبال العايزين
بقلم : الباحثة بالتراث الفلسطيني أزدهار عبد الحليم
من عادتنا العربيه والتي نعتز بها مشاركه أهل الفرح بتحضيرات الولائم .
وانعزمنا على عرس أهلنا وقرايبنا في عكا .
وشاركناهن بليالي الحناء والتعاليل .
تعاليل أهل عكا تختلف عن تعاليل بلدتنا بسبب تاريخها وعراقتها التي مرت بها عبر التاريخ .
دخلنا بيت أهل الفرح وكان يعج بزحمه الجارات والطباخات .
ومنهمكات بعجين الكبه النيه الممزوجه باللون الأحمر ومذاقها الشهي ومن أساسيات الأكل في أفراحهم .
وبعد تناول العشاء بدأن بطقوس ليلة الحناء وعبق الباخور والشموع ملأ المكان
والأهازيج الشعبيه والعزف على المجوز واليرغول طبعاً اسطوانات.
وأغاني النساء
عن الحنا
( حنا يا حنا يا ورق السريس والحنا لايق على ايدين العريس
وحنا يا حنا يا ورق التفاح والحنا لايق على ايدين الفلاح ،
وحنا يا حنا يا ورق الزتون ، والحنا لايق على ايدين المزيون )
وشعرنا بزمن السبعينات
وزمن الحصيد والأحتفالات على البيادر .
وفي اليوم الثاني حضرنا زفه العريس.
وكانت الزفه مشياً على الأقدام بين أزقه المدينه وشوارعها الضيقه والحارات ورأينا فيها حارات الشام وذكرتنا بمسلسل السوري باب الحاره ،البيوت الواطيه وأبوابها العريضه وكل باب بجانبه تعليقه للفانوس .
والأجمل صوت الأغاني بين هذه الأبواب يبعث بصدى صوت جميل ودقه الطبله لها نغمتها الفرحه التي تبعث لهدوء الأعصاب والاسترخاء لسماع صوتها
والعريس معزوم لبيت من الأصحاب للحمام ، وهذا البيت يسمى عقد وهو عباره عن بناء عالي ذات أقواس وأشكال هندسيه ، مربعه ،مسدسه ، مثمنه ،
وأخذوا العريس للحمام
والنساء يغنين ( أحلق يا حلاق وتمهل عليه ،تاييجواصحابه ويطوفوا حواليه ،
أحلق يا حلاق بموس الفضه …
تمهل يا حلاق .. زعلان تايرضى ….
أحلق يا حلاق بموس الذهب …. واحلق للعريس يا شيخ العرب
وعندما أشرف على الأنتهاء من الحمام يغنين .
( هاتو لنا العريس تنشوف حالاتو
هاتو لنا العريس تنشوف زيناتوا.)
ويخرج العريس بالبدله
وأمه تغنيله .
( هي واسم الله عليك،
هي وعيني وعين الله عليك ،
هي وعين الحاسده عَمْيَه
هي والي ما بِسَمِّي عليك ،
لولولويش).
وبالهنا يا ام الهنا يا هَنِيِّه وِاْلْتَوَتْ عيني على الشّلَبِيِّه
والتوت عيني على العريس بالأول صاحب الوجه السموح المدور ،
نزلو العريس عالفيصليه بالطبول والزمور القويه )
وركب العريس على الفرس ولابس العبايا والفرس مزينه بالشراشيب
وأم العريس ترقص بالعكاز، واخته ترقص بالشمسيه المزينه بالمناديل الأويا المشغوله شغل ايد.
والحدايه تغني بالسماعه ومشينا بالزفه
بين المحلات والمطاعم الفاخره.
وصيادين السمك يجهزوا بفرش الصيد
واسواقها المزينه بألوانها القوس قزحيه
ومحلات الفخار والصدف البحري والاثواب الفلسطينيه معلقه على باب المحلات تتراقص وتتناغم على صوت الأغاني والأهازيج الشعبيه
( وهاي دار العز واحنا رجالها ، ويا حلالي ويا مالي ،
وخيل وخيال وبارود )
وبعد المشي والتعب وحرارة الجو
ميّل علينا ساقي العرق سوس مزيين أبريقه بالكاسات والشراشيب والالوان المخمليه .
وشربنا واستمتعنا لمذاقها الرائع .
ومحلات اخرى عزموا علينا شراب الكركديه والتمر هندي
عدا عن توزيع الطوفي والملبس
وعبرنا من أمام مطاعم الفلافل
يا الله محلا ريحه الفلافل وعبقها ملأ المكان .
على فكره مدينه عكا لقبها ( أم الفلافل) .
وهي أكله مشهوره وشعبيه ويحبها الغني والفقير .
وعبرنا من أمام مواقع أثريه ، حمام الباشا ، خان المعمدان ، وأنحاء القلعه وأسوارها ،والممر الالماني ،
واصطفت السحجه أستراحه بساحه السجن الروماني
على انغام ( دور الفلك دوار )
وصدى صوت الأغاني واشعار الحدايه أخترق نوافذ الأسوار عبر شواطئها المرصعه بلون قزحي وأمواجها ترقص على صوت الأهازيج كألحان القيثاره تغني لشعبها الصامد والعاشق لأرض الوطن ،ومشينا بالزفه محاذات الشط والفرس ترقص والرجال يرقصون ويدبكون واثقين الخطوه كأنهم ملوك متشبثون بأرضهم وأصالتهم وحبهم لوطنهم ، وشعارهم البساطه
والمحبه وتقبل الاخر في نفوس السكان
التي تجمع جميع الاديان
من مسلمين ومسيحيين ويهود ودروز.
معتزين بجذورهم رغم
الغزوات والحروبات
وقالوا عن عكا في الأمثال .
( لو كانت عكا خايفه من هدير البحر ما سكنت على الشط ).
نعم عكا صامده ورجالها رجال العز .
فسبحان الله الذي خلقهم فلسطينيون
وجعلهم مرابطون وعاشقون لأرضهم ووطنهم
مع تحيات الباحثة في التراث الفلسطيني ازدهار عبد الحليم دمتم سالمين
ملحوظة : مصدر الصور جوجل