إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال

حركة واحدة لخفض سكر الدم وأنت تجلس على كرسيك

التحكم في سكر الدم مهم جدا لمرضى السكري، ونقدم في هذا التقرير تمرينا بسيطا للغاية يمكن أن يساعد في ذلك، كما يساعد في خفض الدهون في الدم.

قبل الدخول في التفاصيل، نؤكد أن ما نقدمه هنا هو للاسترشاد فقط، وليس علاجا للسكري، أو بديلا عن استشارة الطبيب وتناول العلاج.

التمرين قدمه أستاذ الصحة والأداء البشري في جامعة هيوستن بالولايات المتحدة الدكتور مارك هاميلتون، وذلك في دراسة نشرت في سبتمبر/أيلول الماضي في مجلة “آي ساينس” (iScience).

وقالت جامعة هيوستن في تقرير عن الدراسة إن هذا الاكتشاف رائد.

كيف يعمل هذا التمرين لخفض سكر الدم؟

تعمل هذه التقنية على تحريك عضلة معينة في الجسم.

ما هذه العضلة التي عبر تحريكها يمكن خفض سكر الدم؟

الجواب هو العضلة النعلية (Soleus muscle) في ربلة (Calf) الساق، فعلى الرغم من أنها تمثل 1% فقط من وزن جسمك، فإنه يمكنها القيام بأشياء كبيرة لتحسين صحة التمثيل الغذائي في بقية جسمك إذا تم تنشيطها بشكل صحيح.

والعضلة النعلية هي واحدة من 600 عضلة في جسم الإنسان، وهي عضلة الساق الخلفية التي تمتد من أسفل الركبة إلى الكعب.

ما اسم التمرين المطلوب؟

اسمه “تمرين ضغط النعل” [soleus pushup (SPU)] الذي يرفع بشكل فعال التمثيل الغذائي للعضلات لساعات حتى أثناء الجلوس.

ما مدى فعالية هذا التمرين؟

وفقا للدراسة، فإن قدرة تمرين النعل على الحفاظ على التمثيل الغذائي المؤكسد المرتفع لتحسين تنظيم غلوكوز الدم أكثرُ فاعلية من أي طرق شائعة يتم الترويج لها حاليا كحل، بما في ذلك التمارين الرياضية وفقدان الوزن والصيام المتقطع.

ما هو التمثيل الغذائي التأكسدي؟

التمثيل الغذائي التأكسدي هو العملية التي يتم من خلالها استخدام الأكسجين لحرق المستقلبات مثل غلوكوز الدم أو الدهون، ولكنها تعتمد جزئيا على احتياجات الطاقة الفورية للعضلة أثناء عملها.

اختبارات تشخيص السكري سكر سكر الدم غلوكوز جلوكوز

خليط وقود مختلف

قال هاملتون “لم نحلم قط أن تتمتع هذه العضلات بهذا النوع من القدرات.. لقد كان داخل أجسادنا طوال الوقت، لكن لم يتحقق أحد من قبل في كيفية استخدامه لتحسين صحتنا حتى الآن”.

وأضاف “عندما يتم تنشيط العضلة النعلية بشكل صحيح، يمكن أن ترفع الأيض التأكسدي المحلي إلى مستويات عالية لساعات، وليس لدقائق فقط، وتقوم بذلك باستخدام خليط وقود مختلف”.

ينشّط تمرين الضغط على النعل العضلةَ النعلية بشكل مختلف عما يحدث عند الوقوف أو المشي.

استعمال الغلوكوز

كشفت الدراسة أن هناك مساهمة ضئيلة من الغليكوجين في تغذية النعل. فبدلا من تكسيره، يمكن أن يستخدم النعل أنواعا أخرى من الوقود مثل غلوكوز الدم والدهون. وعادة ما يكون الغليكوجين هو النوع السائد من الكربوهيدرات الذي يغذي تمارين العضلات.

وأضاف أن “اعتماد النعل الأقل من المعتاد على الغليكوجين يساعده على العمل لساعات دون عناء ودون إجهاد خلال هذا النوع من النشاط العضلي، لأن هناك حدا محددا لتحمل العضلات بسبب استنفاد الغليكوجين”.

عندما تم اختبار تمرين ضغط النعل، تضمنت تأثيرات الجسم بالكامل على كيمياء الدم تحسنا بنسبة 52% في الغلوكوز بالدم (السكر).

النهج الجديد للحفاظ على استقلاب عضلات النعل يبقى فعالا أيضا في مضاعفة المعدل الطبيعي لعملية التمثيل الغذائي للدهون في فترة الصيام بين الوجبات، مما يقلل من مستويات الدهون في الدم.

تنشيط العضلة النعلية

بناء على سنوات من البحث، طوّر هاميلتون وزملاؤه تمرين الضغط على النعل، الذي ينشط العضلة النعلية بشكل مختلف عن الوقوف أو المشي. ويستهدف هذا التمرين زيادة استهلاك الأكسجين أكثر مما هو ممكن مع هذه الأنواع الأخرى من أنشطة النعل، مع مقاومة التعب أيضا.

كيف تقوم بتمرين ضغط النعل؟

أثناء الجلوس مع وضع القدمين على الأرض واسترخاء العضلات، يرتفع الكعب بينما يظل الجزء الأمامي من القدم في وضعه.

عندما يصل الكعب إلى قمة نطاق حركته، يتم تحرير القدم بشكل سلبي للأسفل. والهدف هو تقصير عضلة الربلة في وقت واحد، في وقت يتم فيه تنشيط النعل بشكل طبيعي بواسطة الخلايا العصبية الحركية.

في حين أن حركة تمرين ضغط النعل قد تبدو مثل المشي (على الرغم من إجرائها أثناء الجلوس) فهي عكس ذلك تماما، وفقا للباحثين. عند المشي، تم تصميم الجسم لتقليل كمية الطاقة المستخدمة بسبب كيفية تحرك النعل.

تقلب طريقة هاملتون ذلك رأسا على عقب، وتجعل النعل يستخدم أكبر قدر ممكن من الطاقة لفترة طويلة.

وقال هاميلتون “تمرين الضغط على النعل يبدو بسيطا من الخارج، لكن في بعض الأحيان ما نراه بالعين المجردة ليس القصة الكاملة.. إنها حركة محددة جدا تتطلب في الوقت الحالي تقنية وخبرة”.

لكن يؤكد الباحثون أن هذه ليست نصيحة لياقة جديدة أو نظاما غذائيا جديدا لهذا الشهر، إنها حركة فسيولوجية قوية تستفيد من الميزات الفريدة للنعل.

وبغض النظر عن مستوى النشاط البدني للشخص، فقد ثبت أن الجلوس المفرط يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والخرف وغير ذلك.

ويعاني أكثر من نصف البالغين الأميركيين، و80% من الأشخاص فوق 65 عاما، من مشاكل التمثيل الغذائي التي يسببها إما مرض السكري وإما مقدمات السكري.

ويعد معدل التمثيل الغذائي المنخفض أثناء الجلوس أمرا مزعجا بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي المرتبطة بالعمر مثل متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني.

وأضاف هاميلتون “تساهم كل العضلات الـ600 مجتمعة في العادة بحوالي 15% فقط من التمثيل الغذائي المؤكسد لكامل الجسم في غضون 3 ساعات بعد تناول الكربوهيدرات. على الرغم من حقيقة أن العضلة النعلية تشكل 1% فقط من وزن الجسم، فإنها قادرة على رفع معدل الأيض أثناء تقلصات ضغط النعل لمضاعفة أكسدة الكربوهيدرات في الجسم بالكامل، بل حتى 3 أضعافها في بعض الأحيان”.

وتابع “نحن لسنا على دراية بأي أدوية حالية أو واعدة تقترب من زيادة التمثيل الغذائي المؤكسد لكامل الجسم والحفاظ عليه بهذا القدر”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق