مقالات

الأكاديمية ترياقٌ لمعضلة.

الدكتور الطيب علي ابو سن

مما أثار اهتمام القائمين على أمر الأكاديمية,مشكلٌ وهو سيادة معضلة بدأت تـُحْكِمُ قبضتها على أسرة المهاجر إلى أوروبا, فبقدوم الصوارف المتصلة بالهاتف والحاسوب قد بدأت صلات الأسرة بفتور وضعف يهدد بجفوة بين أفراد الأسرة , فالمنزل أضحى غياباً للصغير يتصل بغياب المدرسة , فلا تواصل ولا حوار . يتحوَّل التلميذ إلى هاتفه أو حاسوبه بعد تناول الطعاب يؤانسه حتى موعد النوم.
هذه الظاهرة إن تُرِك لها الحبل على غاربها فإنها ستنخر في عظم التواصل الأسري الذي يحافظ على بِنْية أركان نواة المجتمع ; ينعزل تراث الموروث عن الصغير , وقد يتسع البون بين طرائق التفكير وتناول الموضوعات . مدخلنا للصغير عن طريق اللغة بأسلوبٍ يلائمه يقدح زناد الصلة بينه وبين الأسرة , فقد صعدت الأكاديمية إلى مراتب تفكيره المعمور بالإلكترونيات , وغَزَتْه بل وغذَّته بحب العربية التي تحمل بين طيَّاتها قدرة التواصل مع الأسرة, حضن التربية , وحميمية الصلات, وحب رحلة الإياب إلى مواطن الهوية ومضاربها.
يظل مقرر الأكاديمية في خدمة منهاجها لجمع الثُّلة على مائدة الخُلَّة في أجمل حُلَّه.
وفي ختام هذا المقال نقول بأننا قد حلَّلْنا المعضلة التي خلَّفها الفراغ التواصلي بين صغار الأسرة المهاجرة وكبارها في صورة تشخيص مكَّننا من وضع توصيف لمقرر إلكتروني يروق للصغار , ويمنحهم التواصل مع الكبار لخدمة منهاج يستبطن الهوية والسلوك , فالبيان بالعمل , ولذا فالدعوة الصادقة موجهة لأولياء الأمور لكي ينضموا إلى مسيرتنا , ففي الصحبة لهم منها زاد.
وصلني سؤال بعد مقالي الأخير مفاده: هل نقول الغارب أم القارب؟
هنالك حبل محكم الربط على رأس البعير تسهل به قيادته.
إذا تُرِك هذا الحبل على غارب البعير والغارب هو الرقبة مما يلي الرأس مباشرةً, فإن البعير يسير حراً طليقاً.
وهذا الحبل يُسمَّى (الرُّمَّة) وإذا تركت الأمر على برُمَّتِه, فقد تركته لغيرك كاملاً سهل القياد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق