الدين والشريعة

مسيلمة_الكذاب اشخاص ادعو النبوة

كان بني حنيفة يسكنون اليمامة، قبائل بني حنيفة من أكبر القبائل العربية وكانوا يدينون بالمسيحية قبل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.

بعد ظهور الإسلام والإنتصارات المتوالية للمسلمين في الجزيرة العربية بدأت القبائل تتوافد على المدينة المنورة لمبايعة الرسول والدخول في الإسلام.
وجاء وفد اليمامة إلى المدينة لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة وعلى رأسه كان مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب.

كان مسيلمة ذو كلمة في قومه خطيب مفوه،
عُرِف عنه إيتاء السحر والدجل والعرافة قبل الإسلام ويبدو أنه قَدِم المدينة مع بعض عشرات من رجال قومه وفي نفسه غرض يتجاوز الإيمان بالله وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أنه وعندما قابل الرسول عليه الصلاة والسلام عرض عليه الدخول في الإسلام مع قومه ولكنه اشترط أن يكون لهم أمر الخلافة بعد الرسول، لكن الرسول رفض الأمر.

خرج مسيلمة وجاء باقي أعضاء وفده لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده، ويبدو أنهم كرروا طلب مسيلمة أن يكون لهم الأمر بعده لكن الرسول كرر رفضه، ورغم ذلك فقد أعلن الوفد إسلامهم وقدم الرسول العطايا لهم فأخبروه أنهم تركوا أحدهم لحراسة رحالهم فقدم لهم الرسول عطايا لصاحبهم هذا وقد عرف أنه مسيلمة وأدرك أن في نفس القوم غرض خفي.
قال لهم الرسول وهو يعطيهم هديته:
” أما إنه ليس بشركم مكانا حتى يحفظ ضيعة أصحابه ”
عاد الرجال إلى مسيلمة وأخبروه بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :
” عرف أن الأمر لي من بعده ”
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدرك أن هذا الوفد سوف يرتد عن الإسلام ويغدر وهذا ما حدث بالفعل .
فور عودة الرجال إلى اليمامة ادعى مسيلمة النبوة وأنه شريك لمحمد صلى الله عليه وسلم في الرسالة.

كان من ضمن وفد بني حنيفة رجل يدعى “نهار الرجال بن عنفوة ” وقد استغل الرجل وجوده في المدينة المنورة فتلعم من القرآن الكريم وتفقه في الدين فعينه الرسول عليه الصلاة والسلام معلما لأهل اليمامة يفقههم في شؤون الدين ، فلما وصل نبأ مسيلمة إلى رسول الله أرسل “نهار ” إلى اليمامة لكي يعلمهم الدين الإسلامي ويرد من ارتد منهم عن الإسلام واتبع مسيلمة إلا أن الرجل كان أشد فتنة على قومه من مسيلمة نفسه.

لقد اعترف “نهار” بنبوة مسيلمة وأعلن أن محمد عليه الصلاة والسلام قد أشركه في الرسالة معه وبذا التف بنو حنيفة حول مسيلمة الذي اتخذ نهار مستشارا له لا يكاد يخطو خطوة إلا بمشورته.

قرر مسيلمة أن يراسل محمد صلى الله عليه وسلم لكي يشركه في الرسالة والسلطة على جزيرة العرب فكتب له يقول:
” من مسيلمة رسول الله إلى محمَّدٍ رسول الله، سلام عليك فإنِّي قد أُشركت في الأمر معك، وإنَّ لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكنَّ قريشًا يعتدون”

فكان رد رسول الله صلي الله عليه وسلم حاسما فكتب إليه:

“بسم الله الرحمن الرحيم، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ. سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فإِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”
اتخذ مسيلمة حرما باليمامة وأطلق على نفسه “رحمان اليمامة ” وبدأ الناس يزورونه لي حرمه و يستمعون لما يقول فكان ينظم كلاما يشبه القرآن الكريم، وكان ممن سمعه الأحنف بن قيس فقال عنه:
“ما هو بنبي صادق ولا متنبىء حاذق ”

غير أن قبائل اليمامة آمنت به وتعصبت له ليس لصدقه ولكنه كان تعصب ومنافسة بين قبائل مضر وربيعة فكانت ربيعة ترفض أن تعلوها قريش بالنبوة والسيادة على الجزيرة العربية.
وليس أدل على تعصبهم له رغم معرفتهم بكذبه إلا موقف أحد أكابر قبائل ربيعة ويدعى “طلحة النميري”
والذي قدم اليمامة لمقابلة مسيلمة، فلما اجتمع به دار بينهما الحوار الآتي:
أنت مسيلمة؟
قال: نعم.
قال: من يأتيك؟
قال: رحمن.
قال: أفي نورٍ أو في ظلمة؟
فقال: في ظلمة.
فقال: أشهد أنَّك لكذَّاب وأنَّ محمَّدًا صادق؛ ولكنَّ كذَّاب ربيعة أحبُّ إلينا من صادق مضر”

ومن ذلك نعرف أن بني حنيفة كانوا يطمحون لاستعادة مكانتهم في جزيرة العرب والتي كانت في الجاهلية تضاهي قريش إلا أن ظهور الإسلام جعل قريش تسود، فلجأ مسيلمة لادعاء النبوة لذلك.

استفحل أمر مسيلمة وخاصة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقام بالزواج من “سجاح بنت الحارث بن سويد التميمية”
التي ادعت هي الأخرى النبوَّة، والتف حولها قومها بنو تميم وأخوالها من تغلب وغيرهم من قبائل ربيعة، وانضم أتباعها إليه فقويت شكوته بهم، وتحدَّى الدولة الإسلامية الناشئة وعلى رأسها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته الأول..
أبي بكر الصديق في المدينة المنورة.
وكانت تلك أول وأعظم عقبة تواجه الخليفة أبي بكر في بداية حكمه.
يتبع…
#أحمدعبدالرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق