
فإذا أتاني الشوق، فماذا بعدْ؟
أيامُ عُمري لا تُحصى، ولا تُعَدْ
وكلُّ أيامي لكَ يومٌ واحدٌ،
يبقى خالداً، في الأبدْ
لستُ تعيساً، لكنني فارقتُ سعدْ
فماذا بعدْ؟
منارُك يشدو فيه الحنانْ،
ويختلطُ التعبْ
يبتسمُ الصبحُ من ثغرِكِ،
وينثرُ من جنباتِه العَجَبْ
غريبٌ صباحُكِ، دائمٌ،
لا يَعرفُ التعبْ
هو جمالُكِ،
يخلقُ قصائدَ من العَجَبْ
أعجوبةُ الروحِ تشرقُ فيكِ بلا سببْ،
فلمَ العَجَبْ؟
وماذا بعدْ؟
يا داري،
لستُ أنا، بل بقيَّ نهاري
ليس لي نافذةٌ،
وتُغلِقينَ عليَّ شُباكي
لستِ شُباكاً أعلِّقُ بها رجائي،
بل أنتِ بابي،
فماذا بعدْ؟
ومتى أعودُ إليكِ،
وأجدُ لديَّ داري؟
في دياري، يكونُ لكِ كلُّ الناسْ،
وأبقى أنا وحيداً،
بدونَ مناري،
فماذا بعدْ؟
ليس هذا الأحدُ، ولا سبتُ النورْ،
بل في القيامةِ، وحدتي واغترابي
لم أعدْ أملكُ من شوقي إليكِ،
سوى اقترابي
لا تُغلقي منافذَ الروحِ،
ولا تَسدِّي بابي
حبي لكِ، أكبرُ من عتابي
فاقبلي كلّي،
وبعضاً من اعتذاري
جميلةٌ أنتِ، حتى عندما تبدينَ لا تُبالينْ،
الحبُّ والوجدانُ يلقيني إليكِ،
كيف لا؟
وقوامُكِ قصيدةُ أغانٍ
كيف لا؟
وما زلتُ أعاني،
فماذا بعدْ؟
يجتمعُ فيكِ النساءُ والمساءُ،
يتحررُ الليلُ من عتمتِه،
وتبقينَ مناراً وضِياءَ
يغادرُني الوقتُ،
وأرغبُ منكِ لقاءَ
فالزمنُ بدونكِ، يشعرُ بالضجرِ،
وأنا بدونكِ، أشعرُ بالغربةِ والهجرِ
لستِ حجراً يُلقى في مياهِ قلبي،
بل ورداً وزهرْ
جمالُكِ مستبدٌّ،
فلا أنجو منكِ،
وهذا خطرْ
جروحي، علاجُها مَلمسُكِ،
وليس بوخزِ الإبَرْ
وماذا بعدْ؟