الرئيسيةمقالات

“أبو طوريۃ وأبو فاس تقاتلو ع مال الناس”:

المفهومُ الشعبيُ للمثلِ هو أن يتخاصمَ الناسُ فيما بينهم تعصباً للآخرين.
وهذا هو حالُ الشعبِ العربي، غارقٌ في الإقتتالِ الداخلي، العنيفِ لفظاً والدامي يداً.
لا يعرفُ ماذا يريد، وماذا يُرادُ له، وإذا عرف، يريد من الآخرين أن يحققوا له ما يريد، ويسبُهم، ويلومُهم علی التقصير، يريدُهم قرابينَ له، سيوِفاً تقطر ُ دماً بأيدي أنفسِهم، وليس بيده، يريدُ نصراً زهيدَ التكاليفِ من ﷲ، بدعوۃِ نائمٍ غافل، يريدُ من الكلِّ (وهو كَلٌّ علی مولاه)، يريدُ ويريدُ ويريد، ولا يصنعُ لما يريدُ شيئاً سوی الشتمِ واللطمِ والهدم.
فعذراً لهذا السؤال، هل أنت أبو طوريۃ أم أبو فاس؟ هل أنت مدريدي ام برشلوني؟ هل أنت فتحاوي أم حمساوي؟ هل أنت ايراني أم تركي الهوی؟ هل أنت أمريكي أم روسي؟ هل أنت من المناذرۃِ أم الغساسنۃ؟ هل أنت لنفسك أم لغيرك؟ هل أنت متطوع أم مأجور؟ هل أنت مغفل أم ممسوس؟ هل أنت حجر علی قارعۃ الطريق لحين الإستعمال؟ هل اكتفيتَ بدعاءِ الحمقی والمغفلين النائمين المتواكلين؟ هل أبرأت ذمتك بذلك أمام نفسك والناس في الجوامعِ والمحاِفل والمنابر؟ هل أنت تدري ما تريد؟ هل صنعتَ شيئاً لما تريدُ في المنزلِ والشارعِ والمرسۃِ والعيادۃِ والمكتبِ والسوق؟
أخشی ما أخشاه أن تكونَ معولَ هدمٍ، وأنت لا تدري بأنك لا تدري..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق