مكتبة الأدب العربي و العالمي

أَسْـيَاخُ الـْحَدِيدْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ

بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

رَكِبَ أَبـُو زِيَادٍ الـْجَرَّارَ الزِّرَاعِيَّ الصَّغِيرَ مَعَ الـْحَاجِّ/الدُّسُوقِي أَبُو شَاهِينْ سَائِقِ الـْجَرَّارِ وَقـَدْ حَمَّلاَهُ الـْحَدِيدَ وَفـِـي الطـَّرِيقِ, وَأَمَامَ إِحْدَى الـْكَافـِيتِرْيَاتِ, دَعَا الـْحَاجِّ/الدُّسُوقِي صَدِيقَهُ عِصَامَ ,وَقَالَ لأَبِي زِيَادٍ:نـَأْخُذُ (عِصَامَ) لِيُسَاعِدَنـَا فِي تـَنـْزِيلِ الـْحَدِيدِ, قَالَ أَبـُو زِيَادٍ:هُنـَاكَ بَعْضُ الـْحَدِيدِ الـفـَائِضِ مِنـِّي عَلَى الطـَّرِيقِ,وَأَخَافُ عَلـَيْهِ مِنَ السَّرِقـَةِ,هَلْ تـَسْحَبـُهُ لِي بِالـْجَرَّارِ حَتـَّى الـْبـَيْتِ, وَأُعْطِيكَ خَمْسَةَ جُنـَيْهَاتٍ زِيَادَةً عَلَى أَجْرِكَ؟!,قَالَ الـْحَاجُّ/الدُّسُوقِي:بِكـُلِّ مَمْنـُونـِيَّةٍ ,وَصَلَ الثـَّلاَثـَةُ رِجَالٍ إِلَى بـَيْتِ أَبِي زِيَادٍ, وَأَنـْزَلـُوا الـْحَدِيدَ(الأَرْبـَعَةَ لـِينـْـيَا),وَ الـْحَدِيدَ السَّلاَسْلِي, جِوَارَ الـْبـَيْتِ بِنـِظَامٍ مَا أَجْمَلـَهُ!وَ مَا أَرْوَعَهُ ! خَرَجَتْ َامْرَأَةٌ كَبِيرَةُ السِّنِّ, لاَ يَظْهَرُ عَلَيْهَا الْكِبَرُ,ُ مِنْ أَحَدِ الـْبـَيُوتِ ذَاتِ الأَرْبـَعَةِ أَدْوَارٍ , وَأَخَذَتْ تـَنـْظـُرُ إِلَى الـْحَدِيدِ وَ إِلَى أَبِي زِيَادٍ نـَظْرَةً حَاسـِدَةً, فـَقَالَ أَبـُو زِيَادٍ:-فِي نـَفـْسِهِ- ربـِّـنَا00 يَسْـتُرَ مِنْ عُيُونِ هَذِهِ الـْمَـرْأَةِ ,وَخَرَجَتِ امْـرَأَةٌ أُخْـرَى مِنْ بـَـيْتٍ مُجَاوِرٍ لِبـَيْتِ أَبِي زِيَادٍ (تـَتـَلـَكـَّكُ) وَلاَ تُرِيدُ لـِلـْجَرَّارِ الزِّرَاعِيِّ أَنْ (يَلِفَّ) لِيَخْرُجَ مِنْ هَذَا الشَّارِعِ الضَّيِّقِ, وَقَالَتْ:-بـِلـُؤْمٍ-(التـَّفـْتِيشُ) سَـيُكْسَرُ, لـَفَّ الـْجَرَّارُ الزِّرَاعِيُّ, وَخَرَجَ عَلَى الطـَّرِيقِ الإِسْفـَلـْتِيِّ ,لِيَشُدَّ الـْحَدِيدَ الـْقَدِيمَ ,وَ عَلَى الـْفـَوْرِ ,نـَزَلَ السَّائِقُ مِنْ عَلَى الـْجَرَّارِ,وَمَعَهُ صَدِيقـُهُ عِصَامُ, وَقَالَ أَبـُو زِيَادٍ لـِلسَّائِقِ:إِنَّ هَذَا الـْحَدِيدَ مَرْبـُوطٌ بِالسَّلاَسْلِي تَسْتـَطِيعُ أَنْ تَرْبـِطَهُ فـِي الـْجَرَّارِ بِالسَّلاَسْلِي وَتـَشُدَّهُ ,ولـَكِنَّ الـْحَاجِّ/الدُّسُوقِي قَالَ:-فِي ثـِقـَةٍ- مَعَنَا الـْجَنـْزِيرُ ,وَنـَادَى:أَخْرِجِ الـْجَنـْزِيرَ يَا عِصَامُ مِنْ صُنـْدُوقِ الـْجَرَّارِ وَ عَلَى الـْفـَوْرِ رَبـَطَ الـْحَدِيدَ فـِي الـْجَرَّارِ بـِالـْجَنـْزِيرِ وَ اعْتـَلـَى السَّائِقُ الـْجَرَّارِ,وَمَعَهُ صَدِيقـُهُ عِصَامُ,وَوَجَدَ أَبـُو زِيَادٍ(فـِزْبـَةً) وَ(عَجَلـَةً) فِي طـَرِيقِ الـْجَرَّارِ فـَنـَادَى عَلَى صَاحِبَيْهِمَا مِنْ بـَيْتـَيْهِمَا لِيُخْلِيَا الطـَّرِيقَ لِلـْجَرَّارِ, وَبِالـْفِعْل ِ شَدَّ الـْجَرَّارُ الـْحَدِيدَ أَمَامَ بـَيْتِ زِيَادٍ, ولـَكِنَّ الـْحَدِيدَ كَانَ مَفـْرُوداً فِي الشَّارِعِ الضَّـيِّقِ فـَأَرَادَ أَبـُو زِيَادٍ أَنْ يَأْخُذَهُ سِيخاً سِيخاً دَاخِلَ الـْبـَيْتِ ولـَكِنْ رَنَّ جَرَسُ( الـْمُوبـَايِلْ) ,اِتـَّصَلـَتْ زَوْجَةُ أَبِي زِيَادٍ بـِهِ,وَأَخْبـَرَتـْهْ بـِأَنَّ جَارَهُ فِي قِطْعَةِ أَرْضٍ مَبَانٍ,يَنـْوِي التـَّخْطِيطَ لـِلـْبـِنـَاءِ,وَيَجِبُ عَلـَيْهِ أَنْ يَذْهَبَ لـِيَطْمَئِنَّ عَلَى أَرْضِهِ,وَبـِالـْفـِعْلِ انْطَلـَقَ أَبـُو زِيَادٍ وَقـَابـَلـَهُ الـْجَارُ بـِالـْعَرَبـَةِ الـْمَلاَّكِي وَأَخَذَهُ إِلَى الـْمَكَان ِ خُطِّطَتِ الـْمِسَاحَةُ وَحُدِّدَتْ وأَخَذَ(اللـُّودَرُ) يَحْفـِرُهَا بـِعُمْقِ مِتـْرٍ,وظَلَّ أَبـُو زِيَادٍ مَعَ الـْجَارِ حَتـَّى اللـَّيْلِ,وَبـَعْدَ ذَلِكَ أَخَذَهُ الـْجَارُ بـِعَرَبـَتـِهِ إِلَى بـَيْتِهِ الـْقـَدِيمِ, فـَقَالَ أَبـُو زِيَادٍ:أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى الـْبـَيْتِ الـْجَدِيدِ لِأُدْخِلَ الـْحَدِيدَ فِي الـْبـَيْتِ وأُخْلـِيَ الطَّرِيقَ للنـَّاس ِ فـَقَالَ الأُسْتـَاذُ عَلـِي كـَامِلْ:بـِكـُلِّ مَمْنـُونـِيَّةٍ,وَأَخَذَهُ إِلَى الـْبـَيْتِ الـْجَدِيدِ ,وَكـَانَ الأُسْتـَاذُ عَلـِي حَرِيصاً أَنْ يَرَى بـَيْتَ أَبِي زِيَادٍ,وَبـَعْدَ أَنْ رآهُ انـْطَلـَقَ الأُسْتـَاذُ عَلـِي كـَامِلْ عَائِداً إِلَى بـَيْتِهِ مُحَيِّياً أَبـَا زِيَادٍ دَاعِياً لـَهُ بـِالتـَّوْفـِيقِ.

بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق