(السامرية أصغر طائفة دينية في العالم ،تتخذ من قمة جبل جرزيم أو جبل الطور في مدينة نابلس الفلسطينية مقرا لها ، ويعتقد أفرادها أنهم السلالة الحقيقة لشعب بني اسرائيل ، جاؤوا للأرض المقدسة فلسطين عقب خروجهم من مصر والتيه الذي استمر أربعين عاما في صحراء سيناء)..(وهناك آلاف الخلافات بين التوراة السامرية ونظيرتها اليهودية ، أبرزها أن اليهود غيروا القدسية من جبل جرزيم الى القدس ، ولا يقوم دينهم على التبشير والدعوة للدين السامري)..(يقول السامريون بأنهم يؤمنون بالسلام ، ويرون أنه من دون اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل لن يكون هناك سلام ، مؤكدين ان من حق الشعب العربي الفلسطيني ان يحصل على حريته أسوة ببقية شعوب العالم).
وهي مجموعة عرقية دينية تنتسب إلى بني إسرائيل وتختلف عن اليهود، حيث أنهم يتبعون الديانة السامرية المناقضة لليهودية رغم أنهم يعتمدون على التوراة، لكنهم يعتبرون أن توراتهم هو الأصح وغير المحرفة، وأن ديانتهم هي ديانة بني إسرائيل الحقيقة، ويقدر عدد أفرادها بـ 785 شخص موزعون بين مدينة نابلس ومنطقة حولون بالقرب من تل ابيب. والطائفة السامرية أصغر طائفة دينية في العالم، تضم 5 عائلات منها عائلة الكهنة التي تقوم بالطقوس الدينية بينما يمارس بقية أفراد الطائفة التجارة والصناعة والعمل في دوائر الحكومة والمهن المختلفة .
يرجع أصل السامرية إلى أسباط بني إسرائيل، وقد كان موطن الفرقة السامرية مدينة نابلس التي كانت تسمى شخيم. تتجه هذه الطائفة في صلاتها نحو جبل جرزيم، أما الفرقة الثانية فكان موطنها الأساسي القدس حاليا، وتتجه في صلاتها إلى جبل صهيون وهؤلاء يلقبون باسم العبرانيين، أما السامريون فينسبون إلى شامر الذي باع جبلا للملك عمري وبنى عليه مدينة شامر والتي حرفت إلى سامر ومن ثم السامرة نسبة لمالكها الأول شامر، ولكل طائفة توراة خاصة بها فالعبرانيون لهم التوراة العبرانية، والسامريون لهم التوراة السامرية.
ظهر الخلاف بين الفريقين بعد العودة من السبى البابلي، وكل فريق تمسك بتوراته على أنها التوراة الصحيحة غير المحرفة، تتكون التوراة السامرية من خمسة أسفار هي التكوين والخروج واللاويين ويسمى الأحبار والعدد وتثنية الاشتراع، وتختلف التوراة السامرية عن التوراة العبرانية في بعض الألفاظ والمعاني. وتختلف الوصايا العشر عندهم عن وصايا اليهود لأنهم جمعوا الوصيتين الأولى والثانية،(أنا الرب الهك، لا يكون لك آلهة غيري؛ لا تصنع لك تمثالا)، (تثنية 11: 29 و 17: 12)، وزادوا وصية عن قداسة جبل جرزيم، ولايقبلون كتب العهد القديم الأخرى التي كتبت بعد العودة من السبي، لايعتبرون نبيا إلا موسى.
وفي القرن التاسع عشر كان عدد السمرة يتراوح ما بين 150 و 200 نسمة، وكانوا يعيشون في حي الياسمينة في مدينة نابلس القديمة. وفي الوقت الحالي يصل تعدادهم إلى 400 نسمة في منطقة حولون، ويقدر عددهم بـ 385 في نابلس بفلسطين، وفقاً لإحصائيات عام 2017م.
يعتبر السامريون في مدينة نابلس أنفسهم فلسطينيون، فهم طوال فترة تواجدهم عاشوا مع الفلسطينيين في مدينة نابلس ولهم محالهم التجارية فيها حتى اليوم، وكانوا سابقا يتمتعون بتمثيل نيابي لهم في المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث أعطاهم الرئيس السابق ياسر عرفات مقعد تحت نظام الكوتا، إلا أنه تم إلغاء هذا الكرسي لاحقا بعد وفاة عرفات، كما أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية التي اعطتهم اياها الحكومة الإسرائيلية لأسباب منها تسهيل تواصلهم مع الأقلية السامرية الموجودة في منطقة حولون.
ويرتبط جبل جرزيم بالطائفة السامرية ارتباطاً وثيقاً، ويدعى أيضاً جبل الطور ، ويقيمون عليه طقوسهم الدينية أثناء عيد الفصح حيث يحتفلون بنحر الذبائح وتقديم القرابين وتأدية الفرائض والصلوات في العراء كل عام .
وتحتفظ الطائفة السامرية بأقدم مخطوطة للتوراة معروفة حتى الآن كتبت على رق في شكل لفائف، وعثر في هذا الجبل على معبدين يونانيين متصلين بأدراج ضخمة تنحدر إلى مدينة نابلس (بلاطة حالياً)، وكذلك سور روماني وكنيسة بيزنطية، كما يوجد بالقرب منها مقام الشيخ غانم وهو نقطة مراقبة إستراتيجية استخدمت في العصور الوسطى كمركز لنقل الإشارات، كما استخدمتها السلطات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية لغايات مشابهة.
o عقيدتهم
تقوم عقيدة السامريين على أركان خمسة، وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي:
• وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل.
• الإيمان بأن سيدنا موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة.
• الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله.
• الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين، وهو الواقع مقابل جبل عيبال جنوبي مدينة نابلس.
• الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.
ويرأس الطائفة السامرية الكاهن الأكبر، وهو من سبط لاوي، أي من عائلة الكهنة والأكبر جيلاً، ويساعده في مهامه هذه مجلس كهنوتي مكون من 12 كاهناً، وهو الذي يقرر كل ما يتعلق بالشؤون الدينية، وتشرف على حياة الطائفة لجنة الطائفة السامرية، التي تُنتخب كل سنتين، وتكون تحت إشراف محافظ نابلس، وتعمل هذه اللجنة على تسيير أمور الطائفة السامرية الحياتية الدنيوية.
o شريعتهم
ترتكز شريعة السامريين على الكلمات العشر، أي الوصايا العشر التي نزلت على موسى عليه السلام يوم خاطبه الله تعالى في سيناء، وهي : 1. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، 2. لا تنطق باسم الله (إلهك) باطلاً، 3 . احفظ يوم السبت لتقدّسه، 4. احترم أباك وأمك لتطول أيام حياتك، 5. لا تقتل، 6. لا تزنِ، 7. لا تسرق، 8. لا تشهد الزور، 9. لا تشتهِ بيت قريبك وما يحويه، 10. احفظ قدسية جبل جرزيم الأبدية المطلقة.
o أعيادهم وعاداتهم
يحتفل السامريون بأعياد التوراة فقط وهي موسمية، وعددها سبعة هي: عيد الفصح، وعيد الفطير، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش (المظال)، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.
وخلال هذه الأعياد يحج السامريون إلى جبلهم المقدس (جبل جرزيم) ثلاث مرات سنوياً؛ أثناء عيد الفصح وعيد الحصاد وعيد العرش.
ويصلي السامريون يومياً صباحاً عند الفجر، ومساءً عند الغروب، وكل صلاة بسبعة ركعات. لذلك يقال إن السامرية هي أقرب الديانات إلى الإسلام من حيث الوحدانية والطهارة، خصوصاً أن صلوات السامريين ركوع وسجود يسبقها وضوء اليدين والفم والأنف والوجه والأرجل.
تعتمد الديانة السامرية على الطهارة، وهي ركن الدين وأساسه، فالرجل لا يجوز أن يخرج من البيت إلا إذا كان طاهراً، وبالنسبة إلى المرأة السامرية، فعندما تكون في فترة الحيض لا تمارس أعمالها المنزلية بتاتاً، ولا تمس أي أغراض في المنزل، أما عند الإنجاب، فإذا كان ذكراً تجلس منعزلة في غرفتها مدة 41 يوماً، ولا تمس بقية أطفالها، بل فقط ترعى طفلها، أما إذا كانت المولودة أنثى، فتبقى منعزلة عن أولادها مدة 80 يوماً.
تصوم الطائفة السامرية يوماً واحداً في السنة، وعلى كل فرد في الطائفة صيام هذا اليوم حتى الأطفال، فهناك قاعدة تقول: كل نفس لا تصوم في هذا اليوم تموت، ويكون الصيام عن كل شيء، ابتداء من الأكل والشرب، ومروراً بالأعمال المنزلية والعمل والدراسة، ولا يمكن حتى مشاهدة التلفاز أو القيام بأي نشاطات دنيوية، ويخصَّص يوم الصوم للصلاة، التي تكون عبارة عن ركوع وسجود تتخللها تراتيل باللغة العبرية.
o يوم السبت
حاط يوم السبت بقدسية هائلة لدى السامريين، وبطقوس خاصة تصل حد الانعزال التام عن العالم، لدرجة أنهم لا يجيبون على الهاتف، ولا يشعلون الأنوار، ولا يخرجون من بيوتهم، ولا يستقبلون الضيوف.
وهناك سبع صلوات ليوم السبت، يؤديها السامريون في الكنيس السامري، بإمامة أحد الكهنة، ولا يجوز للسامري أن يزاول أي عمل يوم السبت مهما كان نوعه، سوى تحضير طعاماً بارداً.
وهناك ثلاثة شروط فقط للخروج من يوم السبت وكسر الحواجز الدينية وهي: نشل الغريق، وإطفاء الحريق، وملاقاة العدو.
o مقدسات السامريين
1. جبل جرزيم: لأنه في اعتقادهم: عليه قدم نوح قربان الشكر لله بعد الطوفان، وعليه أراد إبراهيم أن يقدم ابنه إسحاق، وعليه نام يعقوب ورأى السلم منصوباً والملائكة عليه، وإليه ابتهل موسى لرؤيته ولعمارته وعدم خرابه، وعليه بنى يشوع بن نون هيكل موسى عليه السلام بعد دخول الأرض المقدسة، وعليه تلا الإسرائيلون البركة (لذلك سمي جبل البركة).
2. قبور الأنبياء حول نابلس مثل: قبور الكهنة العازار وايتامر وفينحاس والسبعين شيخاً في عورتا قضاء نابلس، ثم قبر يوسف عليه السلام في نابلس، ثم قبور الكفل ويشوع بن نون في كفل حارس.
3. قبور الأزكياء العشرة في حبرون (الخليل) وهم: آدم، شيت، أنوش، نوح، إبراهيم، إسحق، رفقة، يعقوب ولائقة، ثم قبر السيدة راحيل بين الخليل وبيت لحم.
4. قبر هارون بن عمران في جبال موآب عند وادي موسى شرقي الأردن.
5. قبور باقي أولاد يعقوب عليه السلام والمنتشرة في الأرض المقدسة منها : بنيامين في كفر سابا، لاوي في سيلة الظهر، يهودا في طلوزة، وثلاثة منهم جامع الأنبياء في نابلس.