مقالات
تسمين وافتراس القطيع بقلم :نافذ الرفاعي

اتصل بي صديقي د غسان مستاءا جدا، تحدث بمرارة عن مجموعة من المسحجين طالبين منه أن يوافق على موقف انحياز لتصريحات ما من جهة متنفذة مؤسساتيا ويعلن موافقته بدون الاطلاع، صرخ يا صديقي يريدونني أن أكون من القطيع وارفع يدي مغمض الوعي،
يا صديقي لا يعرفون انني من فريق المشاكسين والذين يقتلون المسألة بحثا ونقاشات قبل اعطاء الرأي،
يا صديقي سببوا لي ضيق التنفس وها أنا اتصل بك لأسألك
هل سلوك القطيع مكتسب ام يتم تطويع العقول بالامساك باحتياجات ووعود باهتة،
من فضلك وانا اعتبرك من المفكرين.
:اكبر خطأ اعتقادك انني مفكر، انا صديقي من بلاد الاعراب، حاولت خلع جلدي كما تتخلص بعض الزواحف ولكنني لم افلح، وبقيت منهم بصفتي الشخصية والاعتبارية والمهلبية، اعتقد ان النفاق له سوق ونفاق يسير اسرع من الحقيقة لأن أصحاب المصالح والنفوذ الذين يتحكمون بالاشياء وعليك أن تمدح الأشياء التي لم يفعلوها وتحول عجزهم إلى شيء مبهر، وان تقول أنتم هدية الرب لهذا الشعب،
وعليك أن تسحج حتى تهترئ كفاك،
لقد حضرت مؤتمرا للنهوض بالحالة، بدأ المتحدث الأول وسرد بطولات المسؤول والتي لم نسمع عنها، وأما الثاني فذكر مثالبه وخصائصه وذكر حسنات راهن الحال،
وهكذا حتى وصلني الدور فاعتذرت، احتجوا وزبدوا وقالوا: انت دائما تغرد خارج السرب، وها أنت اليوم ترفض اعطاء رايك.
صعد نحو المنصة وقال:ايها الناس ، أيها الجمهور أيها الحاضرون والماضون سأطلب منكم طلبا غريبا، الجميع وقوفا،
استجابوا له وأكمل: لنفتح الكفين ونصفق على طريقة رئيس كوريا الشمالية.
صفق الجميع وكان شيئا ممتعا، حتى تعبت اكفهم، قال: شكرا لكم لأننا احترفنا هكذا التسحيج ولا حاجة للكلام.
قال ما الفائدة يا صديقي ، اجابه: أنا منهمك في دعاية تلفزيونية لجلب الحبيب وفك جميع أنواع السحر ،وسجلت رقم الهاتف واتصلت، وطلبت منه جلب السياسي وفك العمل الذي سحرنا به.
اكمل: اتصلت بخبير التغذية لمعالجة النحافة الفتاكة، ليستخدم الفيزياء العكسية، نقل الكرش إلى بغاديد أي خدود ذلك المعظم.
وقف يسحج وحيدا، وهمس: لمن هذه الحرب؟ التي طوت فرحي وحولتني إلى حزين محبط مثبط ، لم يسعفني لا قطز ولا ألب ارسلان،
في اجتياح ١٩٨٢عندما هرب مقاتلون في جنوب لبنان من جبهة القتال، نسيهم العار ولحق بالمحاربين.
قال: احتفلنا بهم في شعر ملحمي وتطاول الزائفون، لطمته المرأة كئيبة العينين وامرته بالصمت لجلال ورهبة ابادة الاطفال.
ضحك مطولا على عبارات متشدقا أن فلان قنطرة ثقافية وقنطرة سياسية وقنطرة فكرية الخ من القناطر، هي الجسر المقوس ولا أفهم العلاقة ما بين سنديانة الادب و قنطرة الشعراء،
كلمات فارغة. لكن بلاغة المتشدق سحرت البلهاء، تطال تسمين وافتراس القطيع.