الرئيسيةمقالات

وصف وتسمية المسجد الأقصى المبارك(أ.د. حنا عيسى)

“المسجد الاقصى ومحيطه هو مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم”
القدس قامة والمسجد الأقصى على مفرقها يقام
المسجد الأقصى الحبيب مزار لقلوبنا مثل الضلوع جدار
سيظل ما بين السماء وبيننا ترنيمة وأذانه هدار(د.حنا عيسى)
يعتبر المسجد الأقصى المبارك من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين ، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ، يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس المحتلة. وهو أسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة. ويعد كل من مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي من أشهر معالم حرم المسجد الأقصى المبارك.

وقد خلد القرآن الكريم هذا المسجد بقوله تعالى:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (سورة الإسراء-1)، وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها ، كما قال رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم : “لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى “،(البخاري 1189 ومسلم 1397 واللفظ للبخاري).

• وصف المسجد الأقصى:

المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونماً يشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى ، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا ، وتعتبر الصخرة هي أعلى نقطة في المسجد ، وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك.

وتبلغ قياسات المسجد : من الجنوب281 م ومن الشمال 310م، ومن الشرق 462م ومن الغرب 491م، وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة ، وللمسجد الأقصى خمسة عشر باباً منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي القدس ، وقد قيل عددها أربع وقيل خمسة أبواب منها : باب الرحمة من الشرق ، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثي الواقعة في الجنوب. وأما الأبواب التي ما زالت مفتوحة فهي عشرة أبواب منها : باب المغاربة (باب النبي)، باب السلسلة ، باب المتوضأ (باب المطهرة)، وغيرها.
وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة ، مئذنة باب السلسلة ، مئذنة باب الغوانمة ، ومئذنة باب الأسباط.

• التسمية:

المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي الذي سماه الله لهذا المكان في القرآن حيث قال : “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.

ومعنى الاسم الأقصى أي الأبعد ، والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة ، أي أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح ، وقد كان المسجد الأقصى يعرف بـ “بيت المقدس ” قبل نزول التسمية القرآنية له ، وقد ورد ذلك في أحاديث النبي حيث قال في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل في حديث الإسراء : عن أنس بن مالك في مسند أحمد :

(أتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ قَالَ جِبْرِيلُ : أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق