اخبار اقليميه

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 16-17 آب 2019

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 16-17 آب 2019
في التقرير:
الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ تم إطلاقه من قطاع غزة مساء الجمعة
الشرطة تهاجم النائب عوفر كسيف في القدس الشرقية بعد قيامه برفع علم فلسطين
قتل فلسطيني بعد قيامه بدهس مستوطنين في الضفة
طليب أعلنت رفض الوصول إلى إسرائيل بالشروط التي تم تحديدها لها، وقالت: هذا يتعارض مع كل ما أؤمن به
مقالات
تمزق في القطاع

الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ تم إطلاقه من قطاع غزة مساء الجمعة
موقع “هآرتس”
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة، أن القبة الحديدية اعترضت صاروخا تم إطلاقه في ساعات المساء من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال الناطق بلسان الجيش إنه تم تفعيل أجهزة الإنذار في مدينة سديروت، وفي كيبوتسات أور هنير، نير عام، إيرز، غابيم وإيبيم.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، تظاهر عدة آلاف من الفلسطينيين مقابل سياج غزة. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، أصيب 38 شخصا، 20 منهم بالرصاص الحي. وقد استؤنفت الاحتجاجات أمس، بعد فترة راحة الأسبوع الماضي بسبب عطلة عيد الضحى.
وقال طلال أبو ظريفة، عضو اللجنة المنظمة للمظاهرات، لصحيفة هآرتس، إنه لم يكن هناك تغيير في السياسة فيما يتعلق بالمسيرات وأن الدعوة كانت لتنظيم مسيرات شعبية غير عنيفة. وفقًا للمصادر الفلسطينية، يتزايد الضغط على حماس في قطاع غزة بسبب عدم إحراز تقدم في تخفيف الحصار. وقال مسؤول من حماس في تصريح لصحيفة هآرتس إنه “في كل مرة يتحدثون فيها عن تنفيذ تفاهمات الهدوء، يتوقع الناس أن يتغير شيء للأفضل، ولكن في الواقع، لا يحدث شيء كثير. المال الذي يدفعه القطريون والمرتبات الجزئية التي تدفعها حماس لمسؤوليها والسلطة لموظفيها في قطاع غزة هي نوع من الضمادة لمريض في حالة حرجة”.
وأضاف المصدر نفسه أن الفصائل، وخاصة حماس، تدرك أنها تدخل فترة حساسة بسبب الانتخابات المقبلة: “من ناحية، تعرف حماس أن إسرائيل لا تريد مواجهة أمامية في هذه المرحلة، ومن ناحية أخرى، فإن الشارع في القطاع ينتظر تسهيلات ملموسة تؤدي إلى تحسين الوضع، وهذا الأمر يسير ببطء، ولذلك تبقى جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.
الشرطة تهاجم النائب عوفر كسيف في القدس الشرقية بعد قيامه برفع علم فلسطين
موقع هآرتس
تعرض عضو الكنيست عوفر كسيف (القائمة المشتركة)، يوم الجمعة، لهجوم من قبل الشرطة لأنه لوح بعلم فلسطيني خلال مظاهرة جرت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. كما تعرض مساعده البرلماني للضرب والاعتقال. وقالت الشرطة “إن الاثنين رفضا طاعة الشرطة، وعندما حاولا إزالة الأعلام من أيديها، هاجما الشرطة، التي اضطرت للقبض على أحدهما”.
وقد وصل كسيف إلى المظاهرة الأسبوعية ضد الاستيطان اليهودي في الحي، والتي شارك فيها حوالي 30 ناشطًا يساريًا وسكان فلسطينيين، وقال إن المظاهرة كانت هادئة ومن دون إزعاج. وكما في كل أسبوع تقريبًا، في مرحلة ما، هجمت الشرطة على المتظاهرين لانتزاع الأعلام الفلسطينية من أيديهم. ويشار إلى أن القانون لا يحظر رفع العلم الفلسطيني، لكنه يمكن لشرطي التحديد بأن العلم قد يتسبب في تشويش السلامة العامة.
وكان كسيف يرفع أحد الأعلام فقام شرطي بخطف العلم من يده. ووفقا لكسيف، عندما حاول هو ومساعده البرلماني، أرييل عمار، مجادلة رجال الشرطة – قام هؤلاء بمهاجمتهم. وفي الفيديو الذي تم تصويره في الحدث، يبدو كسيف وهو يتجادل لعدة دقائق مع أفراد الشرطة الذين اختطفوا العلم. وفي مرحلة ما، دفع الشرطي كسيف، فرد بدفعه إلى الخلف. وعندها أمسك الشرطي كسيف لبضع دقائق بالقوة، وطالبه بإبراز بطاقة عضويته في الكنيست، فيما أمسك شرطي آخر بعمار، والقى به على الأرض بالقوة وقام بتقييده.
وقال كسيف: “لقد ضربوه ودفعوه. أخبرتهم أنني عضو في الكنيست لكنهم لم يسمحوا لي بإظهار البطاقة. الشرطة المتخصصة في زرع الأسلحة في منازل الأبرياء ليست لديها مشكلة في زرع العنف في مظاهرة صامتة. لو انتظروا 10 دقائق أخرى، لكنا سنتفرق. كان الأمر غير ضروري وغبي”.
وتم القبض على عمار ونقله إلى مركز الشرطة، حيث شعر بتوعك بسبب معاناته من مرض السكري، وبالتالي نُقل إلى المستشفى لفحصه. وطبقًا لكسيف، قام رجال الشرطة بنقله من المحطة وهو مكبل اليدين والساقين.
وقالت الشرطة ردا على ذلك: “خلال مظاهرة اليوم في شارع الشيخ جراح في القدس، بدأ اثنان من المتظاهرين برفع الأعلام الفلسطينية بقصد إثارة استفزاز متعمد وتأجيج الأجواء. وطلب أفراد الشرطة الذين وصلوا إلى المكان من الاثنين إنزال الأعلام، قائلين لهما إن المر قد يخرق النظام العام والمس بسلامة الجمهور”.
وفقًا للشرطة، “رفض الاثنان طاعة الشرطة، وعندما حاولوا إزالة الأعلام من أيديهما، بدأوا في مهاجمة أفراد الشرطة، الذين اضطروا للقبض على أحدهما. ستواصل الشرطة الإسرائيلية العمل من أجل حرية التعبير والاحتجاج، إلى جانب إنفاذ القانون والحفاظ على النظام العام والسلامة والأمن”.
قتل فلسطيني بعد قيامه بدهس مستوطنين في الضفة
موقع “هآرتس”
أصيب شاب يبلغ من العمر 17 عامًا بجروح خطيرة وأصيبت شقيقته البالغة من العمر 19 عامًا بجراح متوسطة، في عملية دهس وقعت يوم الجمعة، على الطريق 60 بالقرب من مستوطنة العازار في غوش عتصيون. وقد أصابهما السائق الفلسطيني بينما كانا يقفان قرب محطة للحافلات، ثم انقلبت سيارته التي تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية. وحاول السائق الخروج من السيارة لكنه قُتل برصاص شرطي من لواء الخليل.
ووفقًا لمصادر فلسطينية، فإن منفذ العملية هو علاء خضر الهريمي، 27 عاماً، من سكان بيت لحم وهو متزوج وأب لطفل. وأصدرت حركة فتح بيانًا أعلنت فيه وفاته، قائلة إن الهريمي كان ناشطًا في الحركة. وكان الهريمي معتقلا في إسرائيل لمدة ثلاث سنوات، وعاني من إصابة في ساقه بعد إطلاق النار عليه خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في عام 2006.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع إن “الشعور بالغضب في صفوف الشعب الفلسطيني وعمليات الطعن والدهس هي رد فعل على اجتياح المسجد الأقصى وهدم بيوت الفلسطينيين”.
ويوم الخميس، تعرض شرطي للطعن من قبل قاصران فلسطينيان عند سلسلة السلسلة على مدخل الحرم القدسي. وقامت قوة من الشرطة بقتل أحد القاصرين وإصابة الآخر بجراح بالغة. كما أصيب بالنيران أحد حراس المسجد الأقصى. وبعد ذلك اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة المسجد الأقصى ودخلت إلى المسجد القبلي وأطلقت عيارات مطاط على المصلين.
طليب أعلنت رفض الوصول إلى إسرائيل بالشروط التي تم تحديدها لها، وقالت: هذا يتعارض مع كل ما أؤمن به
موقع “هآرتس”
أعلنت عضوة الكونغرس الديموقراطي رشيدة طليب، يوم الجمعة، أنها لن تزور إسرائيل، على الرغم من إعلان وزير الداخلية أرييه درعي بأنه سيسمح لها بذلك لأسباب إنسانية. وكتبت طليب على تويتر: “لقد قررت بأن زيارة جدتي في ظل ظروف قمعية تتعارض مع كل ما أؤمن به”. وهاجمها درعي وكتبت: “كراهيتها لإسرائيل تتغلب على حبها لجدتها”.
وكتبت طليب على تويتر: “لقد أعطيت الشعب الفلسطيني الأمل في أن يحكي شخص ما الحقيقة حول الظروف اللاإنسانية. لا يمكنني السماح لدولة إسرائيل بانتزاع هذا الضوء من خلال إهانتي واستغلال محبتي لجدتي لكي استسلم لسياساتها القمعية والعنصرية. إسكاتي ومعاملتي كمجرمة ليس ما تريده جدتي بالنسبة لي. هذا سيقتل جزءًا مني”.
وبعد بيانها هذا، كتب درعي على صفحته على تويتر: “عضو الكونغرس رشيدة طليب غردت الآن بأنها لن تأتي إلى إسرائيل. في الليلة الماضية بعثت لي برسالة تطلب فيها السماح لها بزيارة جدتها البالغة من العمر 90 عامًا “لأن هذه قد تكون فرصتي الأخيرة لمقابلتها.” لقد صادقت على ذلك لأسباب إنسانية، لكن اتضح أن ذلك كان استفزازا من أجل وصم إسرائيل بالعار. كراهيتها لإسرائيل تتغلب على حبها لجدتها”.
وكانت طليب قد بعثت بطلب إلى درعي للسماح لها بالحضور لزيارة جدتها الفلسطينية، وتم قبول الطلب. وجاء ذلك بعد أن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، وتحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السماح لطليب وزميلتها في الكونغرس، إلهان عمر، بدخول البلاد بسبب دعمهما لحركة المقاطعة.
واشترطت إسرائيل على طليب الالتزام بشروطها خلال الزيارة وعدم القيام بنشاطات لدفع المقاطعة ضد إسرائيل. وقال مصدر سياسي إن “طليب اضطرت للرضوخ للشروط التي حددتها إسرائيل مسبقا”.
وكانت عضو الكونغرس من ميشيغان قد نشرت، أمس الأول، على حسابها على تويتر بعد رفض السماح لها ولعمر بدخول البلاد، صورة لجدتها، وكتبت إلى جانبها: “إن قرار منع حفيدتها من الدخول، وهي عضو في الكونغرس الأمريكي، هو علامة على الضعف. حقيقة ما يحدث للفلسطينيين مخيفة”.
وقال بيرني ساندرز، الذي ترشح مجددًا في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين للرئاسة، بعد إعلان طليب إنه “إذا لم ترغب إسرائيل بزيارة أعضاء الكونجرس الأمريكي لها، فربما يمكنها أيضًا رفض مليارات الدولارات التي تمنحها لها الولايات المتحدة”.
وكان نتنياهو قد قرر يوم الخميس تغيير قراره السابق بالسماح بدخول طليب وعمر، بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل ستظهر ضعفًا إذا سمحت لهن بالدخول. وقال ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن رشيدة طليب عضو الكونغرس الأميركي من أصل فلسطيني وزميلتها إلهان عمر تكرهان إسرائيل وكل اليهود، وليس في الإمكان قول شيء أو فعل شيء لتغيير رأيهما.
وفي إثر ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه يجب منع دخول طليب وعمر، وأكد أن الدولة التي تحترم نفسها لا تسمح للذين يناضلون ضد وجودها بدخول حدودها ومواصلة التحريض عليها.
وبرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرار وزارة الخارجية، وأشار في شريط فيديو بثّه في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى أن طليب وعمر ناشطتان بارزتان في مجال سن القوانين التي من شأنها مقاطعة إسرائيل في الكونغرس الأميركي، وإلى أن الحكومة الإسرائيلية تلقت جدول أعمال زيارتهما قبل عدة أيام واتضح منه أنهما تخططان للقيام بزيارة تهدف فقط إلى تعزيز مقاطعة إسرائيل وشطب شرعيتها.
وأصدر السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان بياناً أعرب فيه عن عزمه احترام قرار إسرائيل منع دخول طليب وعمر إلى أراضيها.
ورداً على قرار نتيناهو، أدانت منظمة أيباك – اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة – القرار، وقالت في بيان لها يعتبر نادرا من حيث انتقاد إسرائيل، إنه “يجب أن يتمكن كل عضو في الكونجرس من زيارة إسرائيل ورؤية الديمقراطية الإسرائيلية كيف تعمل.”
مقالات
تمزق في القطاع
يوآب ليمور/ يسرائيل هيوم
الجهد العنيد الذي توّظفه “حماس” في محاولات القيام بهجمات في يهودا والسامرة، يجري في موازاة جهد لا يقل عناداً عنه، تبذله حماس بهدف المحافظة على الهدوء في قطاع غزة.
ظاهرياً، يبدو أن المقصود جهدان متعارضان، لكنهما، عملياً، يكملان بعضهما البعض، ويشكلان جزءاً من هوية الحركة المتعددة الأوجه. حماس معنية بالهدوء في غزة لإعادة ترميم البنى التحتية المدنية في القطاع، ورفع مستوى معيشة السكان، وتقليص الانتقادات الداخلية الموجهة إليها بشأن الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع. وهي تكرس هذا الوقت لزيادة قوتها العسكرية (بالصواريخ والحوامات، وخصوصاً بالصواريخ المضادة للدبابات) استعداداً ليوم صدور الأمر.
في المقابل، حماس معنية بزعزعة الاستقرار في الضفة الغربية. الهدف الدائم هو مهاجمة إسرائيل، لكن لديها أهدافاً ثانوية لا تقل أهمية، في طليعتها إخراج الجمهور الفلسطيني من حالة اللامبالاة. لا تزال ذكرى الانتفاضة الثانية حارقة في ذاكرة المدنيين في الضفة، وهم مشغولون بحياتهم اليومية، ويُظهرون اهتماماً قليلاً جداً بالنضالات الوطنية.
وتعتقد حماس أن الهجمات، والعمليات الإسرائيلية – العسكرية التي ستأتي لا محالة من بعدها، ستثير الشارع الفلسطيني وتوحده وراء الحركة، وستمس، بالتالي، بحكم السلطة الفلسطينية.
نقطة التحول من ناحية حماس كانت صفقة شليط. ولا ينحصر ذلك فقط في الثمن الباهظ الذي حصلت عليه مقابل خطف جندي واحد، بل في الدماء الطريّة و(المهنية) التي تدفقت في عروق آليتها الإرهابية. الشخص الذي عمل على تركيز الجهود في السنوات الأولى كان صالح العاروري – في البداية من تركيا، وبعدها من قطر، واليوم من لبنان – إلى أن تم تعيينه ليكون الشخص الثاني في الذارع السياسية للحركة. هذا التعيين يُعتبر ترقية مهمة بالنسبة إليه، حتى وإن كانت مكانته أقل من مكانة رئيس الحركة السابق خالد مشعل، الذي هو أساساً من سكان الضفة، والشخص الذي حوّل الجزء الأساسي من اهتمام الحركة إلى الضفة؛ أما إسماعيل هنية، الغزاوي، الذي خلف مشعل، فقد نقل مركز الثقل إلى القطاع. لم تعد غزة “مشروعاً” بل أصبحت محط الاهتمام المركزي للحركة ومركزاً لنشاطها.
هذا التغير في الموازين لا ينعكس فقط في تدفق الأموال، بل أيضاً في اتخاذ القرارات. صعود أهمية القطاع نقل مركز القوة إلى المثلث العسكري -الداخلي – الغزاوي الذي يقوده يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى. بالنسبة إليهم المهم الآن هو تحصين مكانة الحركة في غزة، وبعدها تأتي الأمور الأُخرى؛ هذا لا يعني أنهم أصبحوا في حماس يربون حمائم السلام البيضاء، ولكن بخلاف الماضي، تتصرف الحركة بصورة عقلانية وليس انفعالية.
الهجوم الذي سيؤدي إلى حرب
كما ينعكس نقل القيادة إلى غزة في مجالين آخرين: العلاقة مع إيران والجهود الإرهابية في الضفة الغربية. بالنسبة إلى الأول، بخلاف النظرة السائدة، تدير حماس سياسة مركبة: لعدة أسباب – بدءاً من رغبتها في الحفاظ على استقلالها وحتى بقايا الصراع السني – الشيعي – تفضّل ألّا تكون تابعة لطهران بصورة كاملة من الناحية الاقتصادية، كي لا تكون خاضعة لإرادتها من الناحية العسكرية. العاروري الذي اقترب كثيراً من حزب الله، يدفع في هذا الاتجاه، لكن بنجاح محدود؛ السنوار ومجموعته يفضلان البقاء فقراء، لكن فخورين ومستقلين.
الموضوع الثاني، الإرهاب، انتقل هو أيضاً إلى المسؤولية الكاملة والحصرية لغزة. والأسباب هنا أقل أيديولوجية وأكثر وبراغماتية: قيادة الخارج، برئاسة العاروري، لم تنجح في القيام بهجمات إرهابية مهمة، وكان القرار هو تركيز الجهود في القطاع، بواسطة المبعدين في صفقة شليط الذين تم تجميعهم في “قيادة الضفة”. وكل ناشط يحاول تجنيد خلايا في بلدته الخاصة.
هذا الجهد تقوم به أيضاً قيادة الخارج. الفارق هو أنه في غزة تحصل “قيادة الضفة” على قدرات يسمونها اليوم في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية “جيش حماس” – تنظيم عسكري نظامي مؤلف من نحو 30 ألف مقاتل، وبالإضافة إلى وسائله القتالية، لديه قدرات تكنولوجية لا بأس بها تمكنه من دعم جهود الهجمات في الضفة. كما أن سيطرة التنظيم على الجزء الغربي من معبر إيرز – وبالتالي استغلال كل من يدخل إلى إسرائيل لأسباب إنسانية أو تجارية، من أجل تحقيق أهدافه – حسّن الجهود لشن هجمات في الضفة.
يكشف الشاباك طوال الوقت عن العشرات من الجهود المتوازية التي تبذلها “قيادة الضفة” لتعبئة وتفعيل خلايا إرهابية في الضفة. المقصود هو جهد تكتيكي في أساسه – الذين ينفذونه في غزة لا يُعتبرون من كبار المسؤولين في حماس، ولا يتولون مناصب حساسة في الحركة – لكن قد تكون له تأثيرات استراتيجية. وتدل التجربة على أنه إذا نجح هجوم كبير، وإذا جرى ربطه بغزة، فإن هذا يمكن أن يفرض على إسرائيل خوض حرب – وذلك بعد عام ونصف العام من الانتقادات القاسية الموجهة إلى الحكومة لامتناعها من القيام برد واسع على إرهاب البالونات الحارقة بالقرب من السياج الحدودي في غزة.
محدودية عمليات الإحباط
تقرأ حماس الصورة بطريقة مختلفة. وهي مقتنعة، من الرسائل العلنية والسرية التي تصلها، بأن إسرائيل ستفعل أي شيء لمنع وقوع حرب – بما في ذلك ابتلاع الضفدع في حال حدوث هجوم كبير من الضفة. وثمة شك في أن تكون محقة؛ تماماً مثلما كان خطف الشبان الثلاثة وقتلهم في صيف 2014، الشرارة التي أدت إلى عملية “الجرف الصامد”، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تضبط نفسها في مواجهة هجوم يؤدي إلى سقوط عدد كبير من المصابين، أو هجوم يثير صدى وسط الجمهور.
ومع ذلك، فإن حماس محقة في الاعتقاد بأن إسرائيل ليست معنية بالحرب، وستفعل أي شيء لمنعها. وكجزء من ذلك توظف المؤسسة الأمنية جهداً هائلاً في محاولة لإحباط الإرهاب من القطاع. وما يجري هو تحدّ مركزي للمؤسسة الأمنية بقيادة الشاباك، هدفه تحقيق ثلاثة أهداف: منع حدوث هجوم وإنقاذ الأرواح، مرورا بمنع نشوب حريق واسع في الضفة يمكن أن ينزلق إلى انتفاضة ثالثة، ووصولا إلى منع احتمال التدهور إلى معركة في غزة.
تكمن مشكلة إسرائيل الأساسية في صعوبة إحباط هجمات من غزة. لقد تغيرت معادلة الإرهاب في الضفة الغربية في 2002، بعد أن استعادت إسرائيل السيطرة على كل المناطق الفلسطينية. أما في غزة، فإن عناصر حماس يتمتعون بالحماية، باستثناء جولات القتال. والنتيجة هي أن المعلومات الاستخباراتية تُجمع في الجبهتين – غزة والضفة – لكن عمليات الإحباط تجري في واحدة منهما، في الضفة.
هذا يفرض على الشاباك أن يعمل بطريقة مركزة جداً كي يتأكد من عدم انزلاق هجوم من بين أصابعه، وهذا يفرض على الجيش الإسرائيلي ألّا يتهاون في عمل “آلة جز العشب” – عمليات تجري منذ عملية “الجرف الصامد”، وفي إطارها يُعتقل في كل ليلة كل من توجد معلومات أو شبهات بتورطه في الإرهاب، وإحباط الإرهاب قبل وقوعه.
في ظل التوجيهات السياسية القائمة بمنع التصعيد في القطاع، من الصعب على المؤسسة الأمنية تغيير هذه المعادلة. لكن ثمة شك في أن يستمر الواقع الحالي في غزة وقتاً طويلاً. فهو هش للغاية ومتفجر جداً، ومن المعقول أكثر أن يتوجه نحو أحد الاتجاهين: التسوية أو التصعيد (وربما تصعيد في نهايته جهود تسوية).
في أي من هذه السيناريوهات، يجب على إسرائيل وضع “قيادة الضفة” في أعلى سلم الأولويات. سواء من خلال معالجة لينة، بواسطة محادثات وشروط، أو معالجة عنيفة – في الأساس عمليات إحباط مركزة، أيضاً بهدف الردع – وإلا فإن إسرائيل ستكون معرّضة دائماً لخطر هجوم يمكن أن ينجح، ويفرض عليها خوض حرب تحاول منعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق