الرئيسيةشعر وشعراء
واحسرتاه – بقلم: د. محمد طلال بدران

وَاحَسْرَتَاهُ عَلى العُرْبِ الّذِينَ غَفَوْا
فَضَاعَ مَجْدٌ بِهِ كَانُوا أُسُودَ البلادِ
قَدْ كَانَ فِينَا أُبَاةُ الضَّيْمِ مَا وَهَنُوا
وَاليَوْمَ نَرْضَى الهَوَانَ الذُّلَّ في كُلِّ نَادِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ فِينَا الصَّارِخِينَ إذا
مَال الزَّمَانُ وَجَارَ الجَوْرُ فَوْقَ العِبَادِ
فَإِذَا الكِتَابُ كَذّبْنَاهُ وَمَا بَقِيَتْ
إِلَّا خُطَى الذُّلِّ فِي الأَعْيَادِ وَالأَحقادِ
نَادَيْتُ فِيهِمْ وَلَا رُوحٌ تُحَرِّكُهُمْ
كَأَنَّنِي فِي صَدَى صَخْرٍ بِلا أَصْدَادِ
لَوْ كَانَ فِينَا بَقَايَا الحُرِّ مَا رَكَعُوا
لِلظُّلمِ، أَوْ ركنوا إلى الأوغادِ
يَا أُمَّتِي، أَيْنَ بَصَرٌ كُنّا نبْصِرُهِ؟
قَدْ أَظْلَمَ العَيْنَ وَالتَّاريخ لَمْ يُسْتَعَدِ
لَوْ أَنَّ فِينَا حَيَاةً كَانَ يَسْمَعُنَا
مَنْ كَانَ فِي الدُّجْنَةِ السَّوْدَاءِ كَالأَمْجَادِ
وَلَكِنْ تَفَضَّلْ عَلَيْنَا يَا إِلهنا
بِجِيلِ صِدْقٍ، يَعيشوا أُسدًا وزُهَّادِ
وَأَجِرْنَا إِلٰهَ العَرْشِ فِي زَمَنِ الرَّدَى
وَثَبِّتْ خُطَانَا فِي طُرُقِ الرُّشَّادِ
وَأَنْبِتْ بَقَايَا الخَيْرِ فِينَا زَاهِيَةً
تُجَاذِبُ نُورَ الفَجْرِ فِينا وفي الأَوْلادِ
لَعَلَّ بِذِكْرَانَا يُقَالُ بِصِدْقِهِمْ
سَلِمَتْ بِلادٌنا وَاسْتَقَامَ الحاضر والبَادِي
بقلم:
د. محمد طلال بدران

