الصحه والجمال

سرطان الكبد و طرق علاجه بالأشعة التداخلية

هل سمعت من قبل عن حالة أصيبت بـ سرطان الكبد ؟ لعلك سمعت قبل هذا ولعلك سمعت نفس الأمر من قبل بأن هذا المريض يعاني من تليف مزمن بالكبد كان الفيروس الكبدي الوبائي (ج) أو (ب) سببا فيه حدوثه. سرطان الكبد ماذا ترى … في الجانب الأيسر يشير السهم إلى كتلة بيضاء في كبد متليف تظهر بوضوع في تلك الأشعة المقطعية ولكنها لماذا بيضاء؟ لعلك سمعت من قبل أن هناك أشعة بالصبغة و لعل في تلك الصورة ما يشير أن تلك الكتلة تستقطب الصبغة إليها وتمتصها بكثافة أكثر من باقي نسيج الكبد لأنها كتلة ورمية خبيثة تكون لنفسها شرايين مغذية بكثافة أكبر من النسيج الطبيعي حتى تنمو بشراسة … ولهذا سمى السرطان بهذا الأسم !! لعلك ترى في المنتصف صورة توضح التصوير الشرياني لقسطرة بداخل الكبد يقوم طبيب الأشعة التداخلية بإدخالها موجهة عبر جهاز الأشعة إلى الشرايين المغذية للورم فيحقن تلك الصبغة حتى تظهر لديه تلك الشبكة المعقدة من الأوعية الدموية التي تغذي الورم حتى يقوم بحقنها بمادة خليط من مستحضر كيماوي قاتل للأورام مع مادة تغلق الشرايين مع مادة أخرى دهنية تقوم بحمل الدواء لأوعية الورم الدموية وتثبت على جدرانها حتى يستمر مفعول الدواء طويلا. ينتج عن ذلك ماتراه في الصورة اليمنى من لون أبيض براق في الأشعة المقطعية يبين بوضوح نجاح تلك العملية في إنكماش هذا الورم الخبيث ويبين ابيضاض الورم التركيز الشديد لتلك المواد المحقونة بالقسطرة الشريانية. هذا بالتفصيل ما يسمى بالقسطرة الشريانية في علاج أورام الكبد والتي تمثل الحل الأشهر في القضاء على أورام الكبد، ولكن للأسف أحيانا مايعود الورم للانتشار مرة أخرى وهذا بالطبع يعود إلى أن الخلايا التي تم القضاء عليها تفرز تلك المواد التي تزيد من فعالية تكوين الأوعية الدموية التعويضية لتلك التي تم غلقها. هذا بالطبع يحتاج إلى متابعة دورية من طبيب الأشعة وطبيب الكبد المختصين بالمريض وأحيانا ما نلجأ لوصف ذلك الدواء الأشهر وا لأكثر تكلفة من أدوية الأورام و هو السورافينيب (Sorafenib) حتى يمنع تلك المادة من إحداث أثرها. سترى على اليسار صورة لورم بالكبد بيضاء اللون وعلى اليمين صورة لنفس المريض ولكن بها هذا الورم تحول إلى حجم أكبر. أولا: ابيضاض الصورة على اليسار راجع لأن تلك صورة بالرنين المغناطيسي وليس بالأشعة المقطعية وهما الاثنين يعتبران كوسائل فحص مقبولة في الكشف عن أورام الكبد وفي متابعتها. Advertisement أما كون لونها أبيض فهذا راجع أيضا لنفس السبب الذي تم شرحه سابقا ولكن مع إختلاف نوع الصبغة لتتوافق مع فيزياء الرنين المغناطيسي (بالطبع هذا الكلام مبسط وشرحه يحتاج إلى مقالات أخرى مكملة). أما باليمين فنرى صورة بالأشعة المقطعية للكبد وقد أصبح يحتوي على رقعة سوداء أكبر حجما، هنا يرجع الأمر لأن تلك هي المكان المتبقى بعد حرق الورم بالتردد الحراري عن طريق إدخال إبرة إلى قلب الورم وتم توجيهها بداخل الورم عن طريق استخدام الأشعة التليفزيونية أو المقطعية وقد قامت بحرق الورم مع زيادة على الأقل 1 سنتيميتر حوله لأن كل الأورام تحتوي على خلايا سرطانية متبعثرة خارج الكتلة الأصلية تمثل بؤرا للانتشار. فيظهر لنا تأثير حرق الورم موضعيا كبقعة سوداء (تمثل الخلايا الميتة) أكبر حجما من الورم الأصلي، هنا مانحدد بصدد قوله أن تلك هي الوسيلة الأخرى من وسائل الأشعة التداخلية للقضاء على أورام الكبد بطرق ميسرة وسهلة. هنا نجد أن العلم قد قدم طرقا تداخلية لا تستلزم إقامة طويلة في المستشفى لأن كلها عمليات تصنف على أنها عمليات اليوم الواحد تقوم بها عيادات أورام الكبد في جميع أنحاء العالم وفي مصر والتي تعتبر رائدة في هذا المجال عالميا. وبالطبع فهناك طرق أخرى لعلاج أورام الكبد مثل زراعة الكبد واستئصال فص من الكبد جراحيا، الأشعة التداخلية هي ذلك العلم الذي يبحث في وسائل تشخيصية وعلاجية متميزة وغير تقليدية لتشخيص وعلاج بعض الأمراض عن طريق إدخال أنبوب أو إبرة أو قسطرة إلى مناطق الجسم المختلفة وتجويفاته ويتم توجيهها لمكان الإصابة عن طريق مختلف وسائل الأشعة التشخيصية المختلفة مثل الأشعة السينية أو المقطعية أو التليفزيونية. أما بالنسبة لمريض الكبد العادي فإن الإحصائيات قد أثبتت أن حوالي من 10 إلى 20% من مرضى تليف الكبد أو الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) معرضون للإصابة بأورام الكبد في فترة ما من حياتهم هذا سيؤدي بالتالي إلى أنه يجب أن ينصح الطبيب أي مريض بالمتابعة الدورية بالأشعة التليفزيونية على الكبد كل ثلاثة أشهر. Advertisement لماذا إذن ثلاثة أشهر؟ لأنها تلك الفترة التي يمكن لنا بها أن نكتشف أورام الكبد في بداياتها عندما يكون حجمها أقل من 5 سم وهذا هو الحجم الفاصل بين نسبة الشفاء والتي قد تصل إلى 100% إذا كان أقل من هذا الحجم أو أقل من 50% إذا كان أكبر من هذا الحجم والذي من الممكن أن يصل إليه الورم السرطاني بالكبد لو تم إهمال فحصه لمدة أبعد من ثلاثة شهور

المصدر : كل يوم معلومة طبية 

مقالات ذات صلة

إغلاق