مقالات

أساليب تربوية خاطئة / الدكتور صالح نجيدات

ذهبت الى احدى المدارس الابتدائية , وفي طريقي لغرفة المدير مررت بجانب الصف الأول, وسمعت المعلمة تصرخ بصوت عالي على احد التلاميذ وتقول له اجلس في محلك , تريثت قليلا في مشيتي وسمعت التلميذ يصرخ ويبكي خوفا من حدة صوت المعلمة , ولفت انتباهي صراخ المعلمة الشديد على طفل صغير لا زال في مراحل النمو الأولى الذي بحاجة الى التفهم والرعاية والاهتمام والتشجيع , فاذا قمع التلميذ في هذه المرحلة المبكرة من عمره بالصياح الذي يعتبر عنف كلامي أشد من العنف الفيزي تأثيرا على نفسية هذا التلميذ الصغير , فهذه المعاملة سوف تسبب له كره المدرسه وتعثر في الدراسة وتعقيدات في المسيرة التعليمية .
للأسف هنالك البعض من المعلمين والمعلمات لا زالوا يستعملون أسلوب الشدة والصياح والعنف الكلامي الذي اكل الدهر عليه وشرب , اعتقادا منهم انهم بذلك يسيطرون على التلاميذ وللأسف يستعملوا كلمات غير تربوية في معاملتهم مع تلاميذهم , باعتقادهم ان هذا النهج من شأنه ان يربي التلاميذ ويضع حدود لتصرفاتهم ويصقل شخصياتهم , وفي الحقيقة هذا التصرف من قبل المعلم له مضاعفات سلبية جدا على نفسية واستيعاب التلاميذ , فإثراء شخصية التلميذ الصغير وتربيته وصقل شخصيته ليس من خلال الصراخ والعنف الكلامي بل باللين ومن خلال الأسلوب التربوي الصحيح والاحترام والتقدير والمحبة والتفهم الى احتياجاته التي تساعده على نمو شخصيته بشكل صحيح.
أيها المعلمون الكرام , عليكم الاهتمام بكرامة الطفل واحترامه وتقديره , واياكم استعمال الأسلوب القاسي والمذل والمس بكرامة التلميذ صغير السن , فهو بحاجة ماسة الى المحبة والتشجيع والدعم النفسي والمعنوي والتقدير من قبل معلمه او معلمته , إهانة التلميذ وإذلاله يولّد لديه الكراهية للمعلم وكراهية للتعليم , وسوف يحاول إيجاد الأعذار لعدم ذهابه الى المدرسة. فان التلميذ الصغير بأمس الحاجة الى التقدير والتشجيع والثناء ، فالتلميذ في هذا العمر الصغير يقوم بتصرفات وأعمال كثيرة لا شعورية وعلى المعلم التفهم لهذه التصرفات وان لا يعاقبه على ذلك ويؤنبه بل عليه ارشاده وتوجيهه بالتي هي احسن وبدون عنف كلامي او المس بكرامته امام اقرانه .
الطفل بحاجة ماسه إلى الشعور بالأمن والأمان ووجود مَنْ يحميه، لذا على المعلم ان يشعره بأنه يقف إلى جانبه ويساعده كلما احتاج , وإيصال المعلومة اليه بما يتناسب ويتلائم مع عقله بشكل يتناسب مع منطقة ولغته.
اولادنا فلذات اكبادنا امانه في اعناق المعلمين والمعلمات , فأحسنوا معاملتهم وتعليمهم بما يمليه عليكم ضميركم , و اعتبروهم أولادكم , وخذوا بعين الاعتبار صغر سنهم وعدم نضوج عقلهم وجزاكم الله خيرا .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق