اقلام حرة

كلمة في الصورة الشعرية الحديثة / الخطيب حسين

 

للتعرف على الصورة الشعرية الحديثة اسوق جملة من اقوال النُّقاد الغربيين والعرب لعلّها تجلو افقها وتكشف اسرارها .
عرَّفَ بيير ريفيردي وهو من النقاد الفرنسيين المعروفين انَّ الصورة الشعرية هي خَلْقٌ صافٍ من قِبَلِ الفكر لا يمكنها ان تولد من تشبيهٍ بل تولد من تقريب حقيقتينِ متباعدتينِ الى حَدٍّ ما؛ امّا باث (Baz)الذي كرَّسَ معظم اوقاته لدراسة الصورة الشعريه عرّفها على انها تقريب بين الحقائق المتناقضة والمتباعدة والمختلفة؛ وعند الناقد العربي الكبير احسان عباس :هي خلق جديد لعلاقات جديدة وكذلك عند عزالدين إسماعيل هي الحقل الخصب المؤاتي لجمع المتناقضات والجمع بين العناصر المتباعدة في المكان والزمان ؛ سرعان ما تتآلف في اطارٍ شعوريٍّ واحد.
اما الناقد أنطوان غطاس في كتابه ملامح الادب العربي الحديث فيقول في تعريفه للصورة الشعرية الحديثة: انها الوصال الخفي بين الكائنات هي جمع ما تفرَّق وتنوَّعَ هي تَعَانُقُ الاضدادِ في كشفٍ واحد.
اما من حيث وظيفتها وكما يقول أنطوان كرم:تبث حياةً جديدةً في الكلمة وتبعثها من عالم الأموات حيث كانت مكفّنةً في معانيها الاصطلاحية قرونًا من الزمن فتردها الصورة الشعرية الحديثة الى الطفولة وتُسكنها الدهشةَ فتفرُّ من مدلولاتها الجامدة فرار ذوات الجناح.
يقول روجرز وهو من النقاد الغربيين ذوي الباع الطويل في النقد ان الكلمة عندما تتحرر من اعباء الماضي وتنطلق نحو المطلق اللانهائي تكتسب عددًا لا متناهيًا من المعاني والدلالات ؛وتعمل الصورة الشعرية على تفجير اللغة من الداخل وكذلك ترى الشاعرة والناقدة سلمى الجيوسي انه لا بد من بديلٍ للصورة الشعرية التقليدية المباشرة ؛ فالشاعر ابن عصره وابن بيئته فنحن أبناء هذا العصر الذي يغلب عليه التعقيد والقلق والاحساس بالدهشة وتسارع نبض اللحظة الحضارية الامر الذي دفعَ بالشعراء الحداثيين الى البحث عن مصطلحٍ شعريٍّ جديدٍ يُعَبِّرُ عن الموقف الحضاري الراهن والرؤى الجديدة واختم بقولٍ رائع للناقد الياس خوري يتناول الصورة الشعرية الحديثة يفيدُ بأنَّ الصورة الشعرية هي التي تُؤسس الدهشةَ والمفاجأةَ والحلم والرؤى داخل العمل الشعري.
هذه الإضاءة على الصورة الشعرية الحديثة ووظيفتها كما يراها الحداثيون وجهة نظر نحترمها بشرط ان لا تتجاوز الصورة الشعرية السقف المسموح به وتظل ضمن خيال وتصور المتلقي فلا تنقلب الى الغاز وطلاسم تأخذ المتلقي الى مفازات الضياع والحيرة وعدم الفهم.

مقالات ذات صلة

إغلاق