مقالات

عضو في الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين، الباحثة في التراث: ازدهار عبد الحليم الكيلاني – الكرمل 48

 ساهمتُ في إحياء التراث واللغة العربية حفاظًا على الهوية الثقافية، في مدرسة عصام حسن الابتدائية “ب”، في قرية يافة الناصرة – حي مراح الغزلان.

مع صباح مشرق، وذكريات عشتها وعايشتها في قرية منشية زبدة، أُتيحت لي الفرصة لأشرح للطلاب عن تاريخ القرية ونشأتها.

تأسست قرية منشية زبدة عام 1945 بعد خروجهم من عيلوط، على يد ثلاث عائلات: عبد الحليم وسليماني من عيلوط، وسعايدة من القَيْرة.

تولى المخترة الحاج أحمد عبد الحليم بعد الخروج من عيلوط، وورثها من بعده الحاج عبد الحليم أبو ماجد، بمشاركة وجهاء العائلات الثلاث: الحاج إبراهيم فالح عبد الحليم، الحاج شفيق سعايدة، والحاج حسين سليماني، وقد أنشؤوا القرية يدًا بيد.

كان اسمها آنذاك “خِرْبة الزبدة”، وحافظوا على أراضيهم في سهل مرج ابن عامر، لموقعها الاستراتيجي.

ويُقال إن امرأة عجوزًا عاشت تحت شجرة بلوط، وسكن الناس حولها. كانت ترعى الأغنام وتصنع اللبن والجبنة والزبدة تحت الشجرة. استخدمت “السكة” للخضّ لاستخراج الزبدة، وهو كيس قماش يُعلّق حتى يصفى ماؤه ويصبح لبنًا ناشفًا.
كما شاركت نساء القرية في الزراعة وتربية المواشي.

ومن هنا نشأت “المنشية”، وسُمّيت “منشية زبدة” عام 1950، ومن هنا بدأ التطور.

وفي عام 1973 بدأت الأبحاث الأثرية، وبحثت سلطة الآثار عن مواقع من زمن الرومان، فوجدوا معاصر زيتون ومقابر.

شرحت للطلاب عن الحياة بين الماضي والحاضر، وعن التطور الملحوظ الذي شهدته القرية في زمن العائلات الثلاث، حيث ساهموا في بناء مدرسة ابتدائية، مسجد، وعيادة، إضافة إلى تطوير البنى التحتية.

أوصلتُ للطلاب صورةً حيّة عن نشأة القرية بطريقتي الخاصة، وجعلتهم يشعرون بجوّ من البهجة.

كما ألقيت أغنية تراثية بلغتنا العربية الأصيلة، التي تمثل ارتباطنا بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا:

صباح الخير للمنشية، للقنباز والحطة والكوفية
صباح الخير لطنجرة المجدرة المسقية بالسوتية
صباح الخير لأمي حمدة، وأمي صالحة، وأمي صبحية
صباح الخير للزيتون البلدي والزيت والزعتر واللمة العربية
إن سافرنا ع أمريكا أو الصين، ما ننسى أصلنا وريحة المجدره والمحمر واللبنة المفدرة، والخضرا مغسولة بالقسرية
صباح الخير للهيل والقهوة العربية
صباح الخير لأهل يافا والمنشية

وألقيتُ أيضًا قصيدة في وجهاء بلدتنا:

يا كبار قريتنا
يا أصحاب النخوات والهِمم
على عمل الخير بالفرصات تغتنم
كرمٌ يفيض على الخليقة كلها
قدمتم أحياءً ليبقى الجود والكرم
ورحلتم وبقي طيب الأثر، فمن مثلكم؟
من كان للإخلاص مبدأه، فالله يرسل عليه بحرًا من النِّعم
في خدمة الناس، فالحِمل تحملتوه
لكن غيركم في الحُكم قد ظلموا
كبارُنا، فالكل يعرفهم، قد شاع ذكرهم في سائر القرى والمدن
بيّضتم وجه قريتنا، فغمرتُموها بطلعةٍ سمحاء تبتسم
فماذا أقول فيكم يا وجهاء قريتنا؟
فالوصف قد يعجز عن ذكره القلم

الثلاثاء 20.5.2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق