ثقافه وفكر حر
مملكة فطاني الإسلامية المنسية قصة لاجئ أسلم على يديه ملك ووزراؤه وشعبه

كانت مملكة فطاني (جنوب تايلاند) مشهورة بمينائها الكبير الذي يعد من أكبر موانئ العالم آنذاك، وهذا جعلها مركزاً هاماً لاستيراد وتصدير البضاعة من أوروبة إلى شرق آسيا.
وأما قصة إسلام هذه المملكة فقد دارت في منطقة كانت تسمى قديماً بفطاني، وتقع في جنوب تايلاند حالياً، وكانت منطقة بوذية، حلّ فيها شخص اسمه الشيخ صفي الدين، احدث تحولا استراتيجيا في تلك البلاد، منذ عام (751 هـ – 1457م) أي منذ حوالي700 عاما وحتى الآن، فمنذ ذلك الحين فإن تموجات الإسلام في تلك البلاد، ليس فقط في فطاني وإنما حواليها أيضا، انبعثت وانطلقت من ذلك الرجل.
لقد كان الشيخ صفي الدين رجلاً واحداً، لكنه ابتغى من الله (فضلا) بالطب و(رضوانا) بتسخير معرفته بالطب للهداية، فرفعه الله إلى ما رفعه إليه وكان سببا في إسلام شعب بأكمله.
تروي القصة الحقيقية أن ملك تلك البلاد الذي أسمى نفسه لاحقا بعدما أسلم محمد شاه كان بوذياً اسمه (إندراسري وانغ سا) هذا الملك البوذي مرض واشتد مرضه وتصدى لعلاجه أمهر الأطباء فعجزوا جميعاً عن علاجه، فأمر أن تدق الطبول وأن يعلنوا في أنحاء البلاد: أن كل من يستطيع أن يعالج الملك فليأت وليعرف نفسه، وهنا وجد الشيخ صفي الدين في ذلك فرصة مثالية للهداية فجاء إلى البلاط الملكي وقال للملك علاجك عندي ولكن بشرطين، وعندما وافق الملك مبدئياً على الشرطين قال الشيخ صفي الدين:
الشرط الأول أن لا تمنع حركة الدعوة الإسلامية والتبليغ الإسلامي في بلادك بعدها، فقال الملك هذا الشرط مقبول.
قال الشيخ: وأما الشرط الثاني – وهو اقتراح وليس شرطاً – فهو إذا شفيت أن تسلم أعني أن تستمع إلى أدلتي جيداً فلو تمت عليك الحجة تسلم،
وافق الملك فعالجه الشيخ فشفي الملك تماما، فرفع الحظر عن الدعوة في بلاده، ثم استمع لأدلة الشيخ صفي الدين فاسلم وأسمى نفسه محمد شاه وأطلق على مملكته فيما بعد اسم دار السلام تعبيراً عن حبه للإسلام.
ولقد كان الشيخ صفي ذكيا وكان يعلم أن بعض خيوط البلاد بيد من هم حول الملك، فجند نفسه لتعليم وهداية أسرة وعشيرة وأحفاد الملك وعلى ضوء ذلك فإن أبناء الملك (مظفر ومنصور) اسلما ثم صارا ملكين فيما بعد.
وبعد رحيل منصور الملك جاء ابنه بهدور الذي كان مسلماً أيضا، وقد جرى اغتيال بعض هؤلاء، ثم بعد أولئك جاءت امرأة مسلمة من الأسرة المالكة لقبها (راج هيجو) فقامت هذه المرأه بنهضه عمرانيه وزراعيه وصناعيه كبرى
في البلاد وكانت السبب الاساس ومن حولها من المستشارين في استتباب الامن والاستقرار في البلد ولذلك دخل بعد هذا التطور النوعي الناس في دين الله افواجا.
المصدر: كتاب الاقليات المسلمه في العالم
.