مقالات

فيما تشير التقارير إلى أن ما يقارب 33% من الأطفال في السعودية يعانون من السمنة : *تحليل البصمة الغذائية: خطوة جديدة لفهم علاقتنا بالطعام وتحسين الصحة*

د. وسيلة محمود الحلبي

في ظل تزايد معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بالتغذية، بات البحث عن حلول وقائية أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الأفراد وتقليل المخاطر الصحية على المدى الطويل. ومن بين الأدوات الحديثة التي تساعد في تحسين العادات الغذائية، يأتي تحليل البصمة الغذائية كأحد الحلول التي تتيح للأفراد فهم كيفية إستجابة أجسامهم لأنواع مختلفة من الطعام، مما يسهم في وضع خطط غذائية أكثر توافقًا مع إحتياجاتهم الصحية والجينية.

ويتبادر للأذهان ما هو تحليل البصمة الغذائية؟
تحليل البصمة الغذائية هو إختبار يعتمد على فحص إستجابة الجهاز المناعي لأنواع معينة من الطعام، وذلك من خلال قياس الأجسام المضادة IgG المرتبطة بحساسية وتأثير الأغذية على الجسم. الهدف من هذا الاختبار هو تحديد الأطعمة التي قد تسبب إستجابات غير مرغوبة مثل إضطرابات الجهاز الهضمي، الصداع، التعب المزمن، أو حتى زيادة الوزن غير المبررة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذا الاختبار ليس بديلًا عن التقييم الطبي المتكامل، ولكنه أداة مكملة تساعد في تحسين العادات الغذائية بناءً على توصيات الأطباء وخبراء التغذية.

وعن دور البصمة الغذائية في الوقاية من السمنة
يرى خبراء الصحة العامة أن الوقاية تلعب دورًا رئيسيًا في الحد من السمنة، حيث أن إتباع نظام غذائي متوازن يتناسب مع إحتياجات كل فرد قد يساعد في تحسين إدارة الوزن وتجنب المشكلات الصحية المرتبطة به. وتشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأطعمة قد تؤثر بشكل فردي على الأشخاص من حيث التمثيل الغذائي، مما يجعل تحليل البصمة الغذائية وسيلة مساعدة لفهم العلاقة بين الغذاء والصحة بشكل أكثر دقة.

و من جهتها أوضحت الدكتورة مروة بكر، المدير الطبي لفرع مختبرات الخلية المتقدم بمدينة الرياض أن الأختبارات التي تجريها مختبراتهم تعتمد على تقنيات حديثة ودقيقة لقراءة التحاليل الغذائية، مما يمكن الأفراد من إتخاذ قرارات غذائية مدروسة تدعم صحتهم العامة. وأضافت أن هذه الإختبارات لا تعتبر علاجًا بحد ذاتها، لكنها توفر بيانات مهمة قد تساعد الأطباء وأخصائيي التغذية في تصميم خطط غذائية مخصصة لكل شخص وفقًا لإحتياجاته.

كما يتبادر للأذهان هل يمكن أن يؤثر الطعام على المزاج؟
أشارت بعض الأبحاث إلى أن العادات الغذائية تلعب دورًا في الصحة النفسية، حيث قد تساهم بعض الأطعمة الغنية بالسكريات المصنعة أو الدهون المشبعة في التأثير على توازن الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، مما قد يؤثر على المزاج والطاقة الذهنية. وعلى الرغم من عدم وجود طعام محدد يمكن تصنيفه كمسبب مباشر للإكتئاب، إلا أن تحسين العادات الغذائية قد ينعكس إيجابيًا على الصحة النفسية.

وأكدت من ناحيتها الدكتورة مروة بكر، المدير الطبي لفرع مختبرات الخلية المتقدم بمدينة الرياض أن حملات التوعية التي تنظمها المختبرات تركز على العلاقة بين الغذاء والصحة الجسدية والنفسية، من خلال تقديم إستشارات حول الأطعمة التي يمكن أن تدعم الصحة العامة بناءً على نتائج التحليل الغذائي لكل فرد.

وحول إحصائيات السمنة وأهمية التشخيص المبكر ؟
بحسب الإحصائيات الحديثة، فإن معدلات السمنة في السعودية آخذة في الإرتفاع، حيث تشير التقارير إلى أن ما يقارب 33% من الأطفال في المملكة يعانون من السمنة أو معرضون للإصابة بها، مما يجعل التشخيص المبكر وتبني أنماط غذائية صحية أمرًا بالغ الأهمية. ووفقًا لبيانات (المصدر الرسمي للإحصائيات)، فإن 41% من الأطفال الذين تم فحصهم أظهروا استجابات غير متوقعة لبعض الأطعمة، مما دفع المختبرات المتقدمة إلى توسيع نطاق خدماتها في تحليل البصمة الغذائية لتقديم حلول قائمة على الأدلة العلمية.

وهل تحليل البصمة الغذائية بديل للحلول الأخرى؟
في حين أن تحليل البصمة الغذائية قد يكون مفيدًا في تحسين العادات الغذائية، فإنه لا يعد بديلاً عن الإرشادات الغذائية التقليدية أو العلاج الطبي المتخصص. فالتحكم في الوزن والحفاظ على صحة جيدة يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك النشاط البدني، جودة التغذية، والعوامل الجينية والهرمونية.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة مروة بكر، أن مختبرات الخلية المتقدمة لا تقدم خدمات علاجية أو وصفات طبية مباشرة، لكنها تساهم في تقديم بيانات دقيقة قد تساعد المختصين في بناء إستراتيجيات غذائية أكثر فعالية للمرضى.

ومع التقدم السريع في مجال التحاليل المخبرية والتكنولوجيا الحيوية، أصبح من الممكن الحصول على بيانات أكثر دقة حول تأثير الأطعمة على الصحة الفردية. وبينما لا يزال تحليل البصمة الغذائية في مرحلة التطوير والتقييم العلمي، فإنه يعد أداة واعدة قد تساعد الأفراد على فهم إحتياجات أجسامهم بشكل أفضل وتحسين نمط حياتهم الغذائي.

هذا وتواصل مختبرات الخلية المتقدمة تقديم خدماتها في الرياض، الدمام، والأحساء، من خلال الحجز لصفحتها الإلكترونية وإختيار الباقة المناسبة بزيارة صفحة https://acl.sa/ ولمساعدة الأفراد في إتخاذ قرارات صحية مدروسة بناءً على البيانات المخبرية الحديثة. وعلى الرغم من أن التحليل لا يوفر حلولًا سحرية، إلا أنه قد يكون خطوة مفيدة في إطار خطة شاملة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.

المصادر والمراجعة الطبية
• الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (AAAAI) – مراجعة حول اختبار IgG وحساسية الطعام.
• منظمة الصحة العالمية (WHO) – تقارير حول السمنة وأثر العادات الغذائية.
• الجمعية الأمريكية للتغذية (ASN) – مراجعة للأدلة حول تأثير الطعام على الصحة النفسية والبدنية.

ومن الأهمية بمكان إتباع هذه الملحوظة: وذلك للحصول على نتائج دقيقة، يُفضل إستشارة أخصائي تغذية أو طبيب مختص قبل اتخاذ أي قرارات غذائية بناءً على نتائج تحليل البصمة الغذائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق