ثقافه وفكر حرمقالات

دَرْسٌ في اللُّغَةِ والشَّواهِدِ الشِّعْرِيَّةِ (مُبَسَّطٌ)

أ.د. لطفي منصور

الْقَمَران: الْقَمَرُ والشَّمْسُ بِتَغْلِيبِ الْمُذَكَّرِ.
الشَّمْسُ: يُقالُ لَها ذُكاءُ وَالْإلَهَةُ وَالضِّحُّ وَلْجَوْنَةُ والْغَزالَةُ وَالسِّراجُ. هذهِ الأسماءُ المُسْتَعْمَلَةُ. وَهُناكَ أسْماءٌ أَقَلُّ استِعْمالًا لا حاجَةَ لِذِكْرِها.
وَقَرْنُ الشَّمْسِ حاجِبُها. وَبَزَغَتِ الشَّمْسُ وَذَرَّتِ، إذا ظَهَرَ جُزْؤُها. وَإذا عَلَتْ قِيلَ أَشْرَقَتْ.
قالَ بَشّارٌ: منَ الطَّويلِ
غَدَوْنا لَهُ والشَّمْسُ في خِدْرِ أُمِّها
تُطالِعُنا والطَّلُّ لمْ يَجْرِ ذائِبُهْ
(غدونا: خَرَجْنا مُبْكِرينَ، الطَّلُّ: النَّدَى. قَوْلُهَ: لم يَجْرِ ذائِبُهْ: أي لا تَزالُ قَطَراتُهُ عَلَى الأشياءِ، لِم تَجِفَّ بِأَشِعَّةِ الشَّمْسِ.
يُقالُ: أَتَيْتِهُ والشَّمْسُ حَمْراءُ غَضَّةٌ. أَيْ لَمْ تَصْفَرَّ لِلْغُروبِ، وَأَتَيْتُهُ والشَّمْسُ رَطْبٌ شُعاعُها. وَيُقالُ
صَغَتِ الشَّمْسُ، وَجَنَحَت: مالَتْ لِلْغُروبِ.
وقالَ ابنُ الرّومي: منَ الطَّويلِ
وَقَدْ رَنَّقَتْ شَمْسُ الأصيلِ وَنَفَّضَتْ
عَلَى الْأُفُقِ الْغَرْبِيِّ وَرْسًا مُزَعْزَعَا
(رَنَّقَتْ: مالَتْ؛ الوَرسُ: نباتٌ أَصْفَرُ، مُزَعْزَعا: مُتَفَرِّقًا).
قالوا: ألْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافرِ. شَطْرٌ من الكامل. الكافر: السَّحابُ المُغَطِّي لِلشَّمْسِ أوِ اللَّيْلُ الذي يُخفيها. كَفَرَ الشيْءَ غَطّاهُ، ومنْ هنا سُمِّيَ الكافِرُ بِاللَّهِ ورسولِهِ كافِرًا لأَنَّ عَلى قُلوبِهِمْ غِشاوَةً تَحْجِبُها عَنِ الإيمانِ. والكُفّارُ أيضًا هم الفلّاحون الذينَ يَكْفُرون الحبَّ بالتُّرابِ لِيَنْبُتَ.
ويقولونَ منَ البلاغَةِ أَيْضًا: الْغَزالَةُ مَنْصوبَةٌ لِلْغُروبِ مُؤْذِنَةٌ بِالْمَغِيبِ.
الْقَمَرُ:
يُقالُ: لَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ وَقَمْراءُ وَبَيْضاءُ وَضَحْياءُ وَضَحْيانَةُ مِنَ الضُّحَى وهوَ الْوُضوحِ. ولَيْلَةٌ مُذَهِبَةٌ تُسيلُ تِبْرًا (ذَهَبًا) عَلَى الأرضِ. قالَ الشّاعِرُ: منَ البسيط
وَلَيْلَةٍ مِثْلِ يَوْمٍ شَمْسُها قَمَرٌ
بَدَتْ بُدُوَّ الضُّحَى ظِلًّا وَقَمْراءَ
وَلَيْلَةٌ مُجْمِعَةٌ: هيَ اللَّيْلَةُ التي غامَ سَماؤُها، فَتَرَى ضَوْءًا وَلا تَرَى قَمَرًا، فَتَظُنُّ أَنّكَ مُصْبِحٌ، وَعَلَيْكَ لَيْلٌ. وكثيرٌ مِنَ المُسافِرينَ في الفَيافي والبَوادي، يُفيقونَ بَعْدَ هَزِيعٍ منَ اللَّيْلِ فيَظُنُّونَهُ الفَجْرَ فيتعَرّضونَ لمخاطِرِ الطَّريقِ.
ومِنَ البلاغَةِ: تَقَمَّرْنا فُلانًا، أيْ أتَيْناهُ في القَمْراءِ.
وَالزَّبِرْقانُ: الْبَدْرُ لَيْلَةَ تَمامِهِ. وَنَقُولُ: قَمَرٌ أَزْهَرُ إذا كانَ أَبْيَضَ صافِيًا مُشْرِقًا.
ويُقالُ في البلاغَةِ أيضًا: الْقَمَرُ أخْفَى مِنَ السَّحَر. يعني رُؤيَتَهُ في بدايَةِ الشَّهر. والسَّحَرُ يَسْبِقُ الفجْرَ. وهو أكثَرُ ظُلْمَةً من سائرِ اللّيلِ، وَأنْحَفُ مِنْ مَجْنُونِ بَني عامِرً، وَأَضْنَى مِنْ قَيْسِ بَنِي ذَريح.
وَمِمٌا قيلَ في القمرِ:
كَالنُّونِ خُطَّتْ بماءِ الذَّهَبِ.
كَحُزَّةِ بَطِّيخٍ وكِسْرَةِ رَغيف.
مِثْلُ القُلامَةِ قُصَّتْ مِنَ الظُّفُرِ
وغيرُ ذلكَ كثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق