مكتبة الأدب العربي و العالمي
أحمد عواد ابراهيم : من رسائلها ..

اليوم كنت اعيد قراءة رسائلك .. وفي كل مرة اكتشف أنك كنت تعلمني القراءة .. في كل مرة تنبت معان جديدة .. جديدة كليا .. هل تراني أبالغ ..؟ اعرف انك ستضحك وتقول .. مبالغة عاشقة .. انت لا يمكن ان تتغير .. كل شيء فيك ثابت الا عقلك يظل ممتلئا بوسامة روحك .. ويطفح بالأسئلة .. آه من الأسئلة .. هل تذكر عندما سألتني .. ماسر العلاقة بين المرأة والمرآة ..؟ يومها لم اعرف الجواب .. اليوم وبعد رحيلك عرفت السر .. أنت .. بكل بساطة ..
بالمناسبة .. الرقة اليوم تجلس مثل طفلة في حضن الربيع .. والبارحة رجعنا من سيران عائلي .. ذهبنا الى جعبر .. وابلغت البحيرة تحياتك .. تلك البحيرة التى كنت تقول عنها ..( هذه انثى مغطاة بالالتباسات .. تجثم على تجاعيد ذاكرة .. لكنني احبها .. ) انقضى يوم الجمعة وانا استمع للاغاني التى كنا نرددها سويا .. يوم كانت اللحظات ارتحال بين سماء وسماء .. هل يقدر احد ان يقيس تلك المسافة .. وكيف تقاس المسافة بين لحظة ولحظة .. غيمة وغيمة .. ومن ياتراه في الحب يكون سيد نفسه ..؟ اعرف .. ستضحك وكأني اراك الآن واسمعك تردد عبارتك التى احبها ( أم الفلسفة ..) تعلمتها واحببتها منك .. اقصد الفلسفة .. لا .. بل احببت كل شيء منك وفيك حتى نزقك .. مزاجك .. جنونك وهذيانك .. احببت اني نجمتك وكذلك توريطتك الجميلة .. هذا كلامك ..( انت توريطة علي التخلص منها ..)
السبت في الرقة .. سادي وسادة .. ليس في هذا اليوم من فتنة تعبر بي الى الضفة الاخرى .. سوى رسائلك .. أقرأ فيها ( أنا ) .. اراني وغزلان الدنيا تركض في عيوني .. النجوم والفراشات تنبت على ثيابي .. وقصائد تمجد تفاصيل لن اقولها .. فأنت مشاكس وستعرف ماذا اعني .. هل هذا هو الحب ..؟ ستقول عبارتك .. عندما يصير للقمر ثغر ويغني .. هذا هو الحب.. هل كنت تقصدني وانا اغنى لك .. ( الله .. الله .. لو تسمع هلي .. شلون بغرامك مبتلي ..) ..؟ بلى كنت تقصدني .. احسست بذلك عندما كان شارع المنصور يمنح كل هبرية تعبره طمأنينة الحمام .. ونحن نجتازه مثل الذاهبين الى جنة موعودة .. كل شيء حولي قابل للتأويل الا حضورك بين كلماتك .. حتى اوجاع امي المصابة بديسك الرقبة .. قابل للتأويل .. بحكم تاريخها المتعوب عليه والمتعب ..
احزر من يغني الآن وانا اكتب لك ..يا الله ما أغبى هذا السؤال .. كم مرة اعترفت لك انني كلما قرأتك او كتبت لك .. استمع ( لقناوة .. يمته تسافر ياكمر ووصيك ..) ابيع عمري على ان اراك الآن وانت تبتسم .. ثم ترفع شعرك عن جبينك .. ترجعه الى الوراء .. ياربي كم اعشق تلك الحركة .. حيث تبدو فيها كانك طالع من زمن التسكع والفوضى والهيبز .. هل تعلمت ان تستخدم المشط .. ام لازلت تتركه على مزاجه وتقول .. شعري هو استبدال المضارع بالماضي .. ؟؟
انت لا تتغير .. سوى ان قلبك مفتوح على الكروم ..