خواطر
خاطِرَةٌ سَريعَةٌ / أ. د. لُطْفي مَنْصُور
إلَى أولَئِكَ الَّذِينَ يُرِيدونَ أَنْ نَفْعَلَ في تَثْبِيتِ أَعْيادِنا كَما يَفْعَلُ الْيَهودُ في أَعْيادِهِم.
أَنْتُمْ تُفْتُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ. وَهَذا لا يَجُوزُ مُخالَفَةَ النُّصُوصَ الْقُرْآنِيَّةَ أَوِ السُّنَّةَ النَّبَوِيَّةَ.
اِنْتَبِهُوا جَيِّدًا!
الْعَرَبُ في الْجاهِلِيَّةِ كانُوا يَفْعَلُونَ كَما يَفْعَلِ الْيَهُودُ، وَكانَ رَمَضانُ لا يَأْتِي إلّا في الصَّيْفِ، وَسُمِّيَ رَمَضانَ مِنَ الرَّمْضاء وَهِيَ الرَّمْلُ السّاخِنُ جِدًّا أَوِ الصَّخْرِ.
ماذا يَفْعَلُ اليَهُودُ في تَثْبيتِ أعْيادِهِ؟
يُضيفُونَ شَهْرًا كَبيسًا هُوَ آذارُ الثّانِي في دَوْرَةٍ تَمْتَدُّ إلَى تٍسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يُضيفُونَ فيها سَبْعَةَ أشْهُرٍ كَبيسَةٍ حَسْبَ التَّرْتٍبِ التّالي:
في السَّنَةِ الثالِثَةِ وَالسّادِسَةُ وَالثامِنَةِ والْحادِيَةَ عَشْرَةَ والرّابِعَةَ عَشْرَةَ والسّابِعَةَ عَشْرَةَ والتّاسِعَةَ عَشْرَةَ.
هَكَذا كانَ الْعَرَبُ يَفْعَلُونَ في الْجاهِلِيَّةِ يُضيفونَ شَهْرًا اسْمُهُ النَّسِيءُ حَسْبَ التَّرْتِيبِ الْعِبْرِي.
في السَّنَةِ الْعاشِرَةِ لِلْهِجْرَةِ وَفي الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، وَقَفَ النَّبِيُّ عَلَى جَبَلِ عَرَفَةَ وقالَ: أَيُّها النّاسُ! “الْيَوْمَ اسْتَدارَ الْفَلَكُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ”. ثُمَ تَلا الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ:
“إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا في كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”.
ماذا نَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَة؟
نَفْهَمُ أَنَّ السَّنَةَ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا لا ثَلاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَالْكَبيسُ حَرامٌ لا يَجُوز، والْيَهُودُ خالَفُوا الشَّرْعَ الْإلَهِيَّ وَهُوَ في التَّوْراةِ كَذَلِكَ.
ثُمَّ جاءَ تَحْرِيمُ النّسِيْءِ وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي كانَتْ تُضيفُهُ الْعَرَبُ كاليهودِ في الْآيَةِ الْكَريمَةِ: “إنَّما النَّسِيءُ زِيادَةٌ في الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا لِيُواطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ”.
فَالتَّحْرِيمُ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ أَخْبَرُ بِمَصْلَحَةِ عِبادِهِ.
أَيْنَ هِيَ مَصْلَحَةُ الْعِباد؟
هُناكَ مَصْلَحَتانِ ظاهِرَتانِ هُما:
– التَّخْفيفُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ:
تَصَوَّرُوا لَوْ أنَّ رَمَضانَ ثابِتٌ كما كانَ في تَمُّوزَ. كَمْ تَكُونُ مَشَقَّةُ الصَّوْمِ في الْبِلادِ الْحارَّةِ وَفي مُعْظَمُ الْبِلادِ الإسْلامِيَّةِ؟
فجاءَ دَوَرانُ رَمَضانَ في فُصُولِ السَّنَةِ فهذا تَخْفيفٌ.
– الْعِلَّةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ الْأَيّامَ كُلَّها مُبارَكَةٌ، لا تَنْحَصِرُ الْبَرَكَةُ في أَيّامٍ مُحَدَّدَةٍ مِنَ السَّنَةِ، فَدَورانُ التّاريخ يُعْطِي كُلَّ يَوْمٍ في السَّنَةِ لِيَكون يَوْمَ جُمُعَةٍ أوْ يَوْمَ عيدٍ أَوْ يَوْمًا رَمَضانِيًّا،هَذِهِ هِيَ الْعَدالَةُ الْإلَهِيَّةُ.
مَعْذِرَةٌ:
ذُكِرَ مِنْ بَعْضِ الْإخْوَةِ وَمِنَ الْأُخْتْ سَوْسَن سعيد حَديثٌ صَحِيحٌ عَنْ رُؤْيَةِ الْهِلالِ . لِماذا نَصِفُ الْحَدِيثَ الصَّحيحَ بِالْخُرافَةِ وَنَنْفي عَنْهُ الْعِلْمِيَّةَ والرَّسُولُ لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.