نشاطات

في مؤتمر الإرشاد التربوي الأول برعاية مركز الدراسات و التطبيقات التربوية

د.عوض قنديل... همسة نت

في مؤتمر الإرشاد التربوي الأول برعاية مركز الدراسات و التطبيقات التربوية
كانت لنا مداخلة و بداية مع تلخيص أ. د. آمال جودة لمعنى السعادة التي هي حالة تأثيرية عقلية إيجابية يشعر بها الفرد بالرضا عن نفسه و أدائه في محيطه و هي نسبية تختلف من فرد لآخر , و نحن من يخلق السعادة حين نعمل و نفكر لأنها شعور و سلوك ذاتي أولا .
فالسعادة في مجال التربية و التعليم ترتبط بالطالب الذي هو المُستهدف في العملية التعليمية التي يكون المعلم فيها العامل المؤثر و شاحن السعادة مع مشاركة الأهل في نقل شحنات السعادة لديهم للطالب و هنا كيف يكون الطالب سعيدا إن لم يكن المعلم سعيدا و تكون الأسرة سعيدة فالعلاقة بين البيت و المدرسة هي جسر الثقة الذي يتنقل عليه الطالب في رحلته الدراسية فإن كان الجسر رخوا أو متهتكا فلن يجني الطالب إلا الخوف و الريبة و القلق في ذهابه و إيابه فأين السعادة لنفسية دائمة الشك و القلق و الخوف من المستقبل في هذا الدمار و الحرب و الموت و التشرُّد و الحصار و العوز بسبب تدنِّي الوضع الاقتصادي و بطالة الآباء .
و لو أخذنا المعلم على جنب لننقب في أعماق نفسه المتشرذمة بين علاقته بالطالب من جهة و علاقته بالإدارة التربوية التي تتصيد أخطاءه في ملف يُلوَّح به في وجهه كلما رفع رأسه أو فتح عينه في رؤسائه إن كانوا على خطأ , و عليه يبقى المعلم يبني القشور و الحماية الأمنية و الوظيفية التي تُبقيه بعيدا عن العقوبة الإدارية و السلامة الذاتية و هذا ما يقتل روح الإبداع في الاجتهاد بما هو خارج التعليمات و القوانين التي يُقاس بها أداؤه المهني ليظل متقوقعا في فصول مدرسية مكتظة و مزدحمة تحت قيود المنهج المدرسي الذي يضمن له السلامة و النجاة و هذا ما يؤدي إلى تدهور مخزونه العلمي ليصبح في آخر المطاف أسيرا ليكون في كثير من الأحيان آلة للقص و اللصق أو كطابعة تذهب بنقاطها يمينا و يسارا لتعود لنفس الدورة و نفس الطريق.
و يبقى القطب الآخر من أقطاب السعادة أو عدمها و هي عدم ثقة البيت بالمعلم و المدرسة التي كنا نلمسها من آبائنا مع المدرسة التي علَّمت و ربَّت و أدبَّت و هذا
كنا نراه و نسمعه عندما يقول الأب للمعلم لك اللحم و لنا العظم أو أنت كسِّر و نحن نُجبِّر و هذا يدل على قمة الثقة المُعطاة للمعلمين بأنهم لا و لن يفعلوها كما يدعي كثير من الناس اليوم على أنها عنف و ظلم كبير و هذا ما نفتقده هذه الأيام فيما نرى من أشكال العداء و النديَّة بين البيت و المدرسة حين يأتون للمدرسة خصوم أشداء بسبب معلومة كاذبة من طالب مقصِّر .
و لأن الإدارات التربوية و التعليمة لا تحمي المعلم و لا إدارة المدرسة فنجد كثيرا من مدراء المدارس ما يحولون مشاكلهم داخل المدرسة إلى مشاكل عائلية و عشائرية لعدم تسجيل أي سابقة أو نقطة سوداء في صفحاتهم حين يهربون من أدوارهم في حل المشكلة بطريقة علمية و تربوية إلى تحويلها خارج المدرسة ليحلها من هم بعيدين كل البعد عن العلم بالشيء و المهنية .
فإن كان الطاقم التعليمي و الإداري لا يشعر بالسعادة فلن تصل إلى الطالب و ستنعدم الثقة بين الأقطاب الثلاثة لنحصل على جيل قلق و مرتاب و سلوكيات مذبذبة بين الخير و الشر و الصواب و الخطأ و سنظل نرمي اللوم على الطرف الأضعف و لن نصل إلى حل خاصة عندما يبدأ الغش في تحليل المشاكل و أسبابها لتخرج نتائج وصف العلاج فاشلة كطبيب يُعطي العلاج لمريض لم يُعطه أماكن الألم بصدق أو كمريض يأخذ العلاج الصحيح ثم يرمي به في سلة المهملات ليتهم الطبيب بالفشل و سوء المهنية .
و بما أن المناهج المدرسية لم تمن في دائرة البحث و النقاش , كان السؤال و هو :
كل الشرائع و القوانين و الأديان و الطوائف و المِلَل تنادي باحترام المعلم و تقديره و تحافظ على كرامته لأنه المُكلف المؤتمن على تنشئة فلذات الأكباد و مستقبل الأمة ,,,,
لماذا يكره الطلاب المدرسة و المعلمين بنسبة كبيرة و هذه ظاهرة لا يُمكن إنكارها !!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق