الرئيسيةالمنصة الدولية زووممنظمة همسة سماء
محطّات مع المرحوم الأستاذ الدكتور محمود غنايم
18.10.2021 كلمة د. محمود أبو فنه بندوة حول اعمال وسيرة المرحوم محمود غنايم
1. المحطّة الأخيرة:
كانت هذه المحطّة يوم وفاته بتاريخ 13.8.2021
كان وقعُ خبر وفاته عليّ كالصاعقة، هزّني من الأعماق، وأسمح لنفسي اقتباس المقطع التالي ممّا قلتُه في بيت الأجر/العزاء:
((إذا كانتِ الشجرةُ تُعرَف بظلّها الوارف وثمرها اليانع،
وإذا كانتِ الوردةُ تُعرف بجمال ألوانها وعطرها الفوّاح،
وإذا كان النبع يُعرف بتدفّق مياهه العذبة،
وإذا كانتِ النحلةُ تُعرف بشهدها الشافي،
فإنّ الصديق الوفيّ المرحوم “أبو الطيّب” يُعرف بأخلاقه السامية وعطاياه المباركة:
كان أبو الطيّب دمِثًا حسنَ المعشر، متواضعًا عن شموخ، محبًّا للعلم والمعرفة، ضليعًا في خفايا الأدب والنقد، جمّ العطاء في حياته، موضوعيًّا في أحكامه ونقده، وفيّا مخلصًا في صداقته…))
2. محطّة العمل المشترك في وزارة التربية والتعليم (عندما أصبحتُ مفتّشًا مركّزًا للغة العربيّة):
– تعرّفتُ عليه أثناء عمله في التدريس في المدرسة فوق الابتدائيّة، ووجدتُ لديه الانتماء والتميّز والنجاح، فسعيت ليكون مرشدًا للمعلّمين فأدّى عمله بمهنيّة.
– بعد اطّلاعي على دراساته وأبحاثه الجادّة الرصينة والرائدة في النقد الأدبيّ رأيتُ أن يشاركنا في إعداد أسئلة التوجيهيّ/البجروت في اللغة العربيّة وأدبها.
– كما تمّ اختياره للمشاركة في إعداد مناهج اللغة العربيّة. (منهج الأدب للثانويّة، والمنهج للابتدائيّة)
– كما دعُي ليحاضر في دورات الاستكمال لمعلّمي اللغة العربيّة فكان نِعم المحاضر الناجح بفضل سعة اطّلاعه وذائقته الأدبيّة الرفيعة.
– توّج التعاون بيننا بتعيينه رئيسًا للجنة موضوع اللغة العربيّة وآدابها في السكرتاريّة التربويّة لوزارة التربية والتعليم.
3. محطّة مجمع اللغة العربيّة:
عام 2008 مع تأسيس مجمع اللغة العربية وانتخابه رئيسًا للمجمع كان التعاون والتنسيق بيننا متينًا ومجديًا:
4. محطّة كتابتي الدراسات والأبحاث في أدب الأطفال:
كان المرحوم يُهديني مؤلّفاتِه عند إصدارها، وأذكر الكتب التالية:
“في مبنى النصّ – دراسة في رواية إميل حبيبي الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” – عام 1987م.
وكتابه: “تيار الوعي في الرواية العربيّة الحديثة – دراسة أسلوبيّة” – عام 1992م.
وكتابه: “المدار الصعب (رحلة القصّة الفلسطينيّة في البلاد) -عام 1995م.
وكتابه: “مرايا في النقد – دراسات في الأدب الفلسطينيّ” – عام 2000م
وكتابه: “الجديد في نصف قرن – مسرد ببليوغرافيّ” عام 2004م.
وكتابه: “غواية العنوان – النصّ والسياق في القصّة الفلسطينيّة” – عام 2015م.
هذه الكتب أظهرت بوضوح نهجه في التعامل مع الأعمال الأدبيّة، النهج الذي كُتب عنه إنّه كان: “نهجًا مستقلّا ومتميّزًا، وذلك في ابتعاده عن محاكمة الأدب بالالتزام سياسيًّا واجتماعيًا، إنّه نقدٌ حداثيّ يواكب الحركة الأدبيّة المتناميّة لهذا العصر، ويولي جوانبه الفنيّة والشكليّة اهتمامًا خاصّا”، بكلمات أخرى ب. غنايم ينطلق في نقده ودراساته من “رؤية أسلوبيّة مبنويّة” ولا يركّز على المضامين السياسيّة والاجتماعيّةكما يفعل الكثيرون من النقّاد والباحثين.
وبكلّ تواضع، قمتُ بانتهاج هذه الرؤية بشكل واضح فيما كتبتُه – وأكتبه – من أبحاث ودراسات حول أدب الأطفال.
ففي كتابي: “القصّة الواقعيّة للأطفال في أدب سليم خوري” – إصدار الكليّة الأكاديميّة للتربيّة ومركز أدب الأطفال في حيفا عام 2001م قمتُ بدراسة قصص سليم خوري الواقعيّة ببعديها: البعد الأدبيّ الفنّيّ والبعد التربويّ القيميّ لأنّ هناك تلاحمًا بينهما بحيث أنّ الشكل لا ينفصل ولا ينفصم مطلقًا عن المضمون.