الرئيسية

مركز الحوراني ينظم ندوة سياسية في ذكرى يوم الأرض

12439170_1016340345098175_8484067174179702573_n

نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ندوة سياسية في الذكرى ال40 ليوم الأرض الخالد بعنوان “الأرض في الفكر الصهيوني التوراتي والسياسي” في قاعة المركز بغزة، بحضور نخبة من القيادات السياسية والكتاب والباحثين والوجهاء والمفكرين والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين.

وافتتح الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، مرحبا بالحضور وبقراءة الفاتحة على أرواح شهداء يوم الأرض وشهداء فلسطين والأمة العربية. كما رحب بالمتحدثين الدكتور رياض الاسطل أستاذ التاريخ في جامعة الأزهر، والدكتور خالد شعبان باحث ومدير عام في مركز التخطيط الفلسطيني.

وقال ناهض زقوت في مداخلته، في يوم الأرض وقبل أربعين عاما ارتكبت إسرائيل أبشع الجرائم والممارسات العدوانية تجاه أبناء شعبنا، سقط على إثرها الشهداء والجرحى، ووحد الدم الفلسطيني بين شطرين الوطن المحتلين، وبهذا أثبتت إسرائيل لأبناء شعبنا في ال48 أنها دولة عنصرية وعسكرية وليست دولة مساواة، وبذلك تحطمت نظرية الفردوس الذي يعيش فيه عرب ال48 في إسرائيل.12919786_1016339648431578_7441048675440237032_n

وأشار الباحث زقوت، عندما احتلت إسرائيل فلسطين عام 1948 تم ترحيل أكثر من مليون فلسطيني من أراضيهم وأصبحوا لاجئين في المنافي والشتات، وتبقى من شعبنا حوالي 150 ألف فلسطينيداخل الأراضي المحتلة عام 48، وهؤلاء اليوم أكثر من مليون وستمائة ألف نسمة يعيشون على أراضيهم كلاجئين. وأضاف، أن إسرائيل منذ الخمسينات صادرت حوالي 40% من أراضي عرب 48 واعتبرتها أملاك غائبين رغم أن صاحب الأرض موجود عليها.

وعن يوم الأرض في 30 مارس عام 1976 قال الكاتب ناهض زقوت، لقد حاولت إسرائيل الاستيلاء على أكثر من 20 ألف دونم من الأراضي العربية في منطقة الجليل بحجة تطوير الجليل ولكن الهدف تفريع الأراضي من العرب وإحلال أكثرية يهودية في المكان، وقد هبت الجماهير العربية في هذا اليوم تعبر عن رفضها للسياسة الإسرائيلية وتؤكد تمسكها بالأر12932851_1016339888431554_4856536183572752971_nض والدفاع عنها. وأضاف أن إسرائيل ما زالت منذ عام 1948 متواصلة في سياسية الهدم والتدمير والاستيلاء على الأراضي العربية ومصادرتها وزرعها بالمستوطنات، وهي بذلك تعبر عن سياسة ذات بعدين ديني وسياسي. وهذا هو مجال حديثنا اليوم في هذه الندوة.

وتحدث د. رياض الاسطل عن مركزية الأرض في الفكر التوراتي الصهيوني قائلا: الفكر التوراتي ليس هو المحرك الأساسي للحركة الصهيونية، فهي حركة علمانية لا يحركها الفكر الديني، ولكنها تحتاج إليه لكي تستغله باعتباره مدخلا للمبررات الأخلاقية التي تعطيها فرصة للتظاهر أمام العالم أنها صاحبة حق تاريخي وديني لا يقبل للحوار وأنها تتمسك بهذا الحق لأنه مبدأ لا تنازل عنه.

أما في ما يتعلق بالنص التوراتي وعلاقته بالأرض قال الدكتور الاسطل، النص التوراتي هو نص متناقض في هذه المسألة، لدينا نحو خمسة عشرة وعدا من الوعود الواردة في التوراة وهي جميعها غير متفقة على حدود الأرض الممنوحة لبني إسرائيل. وأشار بأنه ليس هناك أية علاقة بين بني إسرائيل القدماء ويهود اليوم، وحين تتحدث الحركة الصهيونية عن عبارة أرض بلا شعب هي بذلك تخالف التوراة التي تقول بأن الأرض كان فيها الكنعانيون.

وأكد د. الاسطل أن المشروع الصهيوني ما زال قائما على فكرة أن أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات، لهذا فالصراع هو صراع وجود وليس صراع حدود، لهذا ترفض إسرائيل إلى اليوم وضع دستور يحدد معالم حدودها.

في حين تحدث الدكتور خالد شعبان مؤكدا أن الأرض هي محور الصراع في الفكر السياسي الصهيوني، وأن محاولات الحركة الصهيونية وإسرائيل ما زالت دائبة ومستمرة من أجل السيطرة على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن التقارير التي صدرت قبل أيام تشير إلى أن إسرائيل تسيطر حاليا على حوالي 85% من الأراضي الفلسطينية.

وسرد د. شعبان تاريخ الحركة الصهيونية والمتغيرات الأوروبية التي ساهمت في تعزيز الأفكار الصهيونية ونجاح هذه الحركة في مساعيها، وقال إن أهم هذه المتغيرات الأوروبية هي: الحرمان الديني بحق اليهود أدى إلى وجود أحياء يهودية عرفت بالجيتو في داخل المجتمعات الأوروبية، وحركة الاستعمار في القرن السابع عشر وسعيها لإيجاد كلب حراسة في منطقة الشرق الأوسط من أجل تأمين المصالح الأوروبية ومصالح حركة الاستعمار، وتوظيف الدين وفكرة عودة المسيح إلى الأرض لا تكون إلا بعودة اليهود إلى فلسطين.

وأكد د. خالد شعبان أنه لا يوجد في التوراة ما يسمى أرض إسرائيل، إنما هو مصطلح اخترعته الحركة الصهيونية من أجل إقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين، لهذا كان هناك صراع بين اليهود العلمانيين واليهود المتدينين في مؤتمر بال حول فكرة العودة إلى فلسطين. وأضاف أن الحركة الصهيونية استغلت الموقف الأوروبي الساعي للتخلص من اليهود وتوظيفه في مساعيها وإقناع العالم بفكرة هجرة اليهود إلى أرض الميعاد فلسطين وبذلك تتخلص من الأعداد الكبيرة من اليهود. وأشار إلى أن وعد بلفور جاء في هذا السياق للتخلص من اليهود المهاجرين بأعداد كبيرة إلى بريطانيا.

وذكر د. شعبان بأن إسرائيل بعد قيامها سنت أكثر من ستين قانونا يتعلق بالأرض من أجل امتلاك الأراضي الفلسطينية، وما زالت مستمرة في نهب الأراضي ومصادرتها، فالأرض هي محور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي الختام فتح باب النقاش والمداخلات، حيث قدم عدد من الحضور وهم: الكاتب محمود عفانة، ود. فوزي عوض، ود. عمر شلايل، ود. مازن العجلة، والكاتب محمد أبو شاويش، مداخلات أبرزت الدور السياسي والتوراتي في نهب الأراضي الفلسطينية.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق