حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثاني. ٠٣/ ١٠
( من العشرة للعشرينات ).
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
٢٥ / ٠٥ / ١٤٣٧ هـ.
أبناءنا – والتربية التوافقية مع مختلف الفئات -٣
شرط المرافقة الموافقة.
وشرط الموافقة المرافقة.
هذا مثل من أمثال أهل أول كان مشهور ومعروف هنا في الحجاز ومعلوم ما تعني الأمثال في المجتمعات القديمة.
إنها تعني القوانين والأنظمة التي يجب أن يتقيد بها كل فرد في المجتمع وإلا لحقه من العار والملامة والحقوق والواجبات مما يجعله يلتزم بالأمثال الدارجة والمتوارثة عبر الآباء والأجداد.
وتمهيداً للبحث في تلك الضوابط والقوانين التي تنظم عملية الموافقة.
دعونا نستعرض هذا السؤال الذي يطرح نفسه وهو.
س.
هل الموافقة تعني الطاعة العمياء لمن نرافقهم أو نتعامل معهم حتى نضمن العيش معهم في سعادة وهناء أم أن هناك ضوابط وقيود وحدود لهذه الموافقة ؟
ج.
نعم الموافقة تعني الطاعة ولكن ليست العمياء إنما المبصرة المتستبصرة فأعتبروا ياأولى الأبصار.
وقبل أن نعرف أو نبحث في الطاعة المبصرة أو المستبصرة.
علينا أن نتعرف على الفرق مابين النفس المبصرة والمتباصرة.
فالمُبصر هو المدرك لحقائق الأمور.
وهو المشرف على الشيء المحافظ عليه.
أما المتباصر.
فهو على عكس المعنى السابق بمعنى أنه غير مدرك لحقائق الأمور وليس لديه القدرة على الإشراف على الشيء أوالمحافظة عليه.
ولكنه يتقمص هذا الدور وهذه المهمة والمسؤولية.
وبسبب بعض الناس المتباصرين وليس المتبصرين كثيراً ما تقع من المشاكل والعلل والأزمات بل والصراعات التي تعقب المحن والعقبات التي قد تصل إلى أجيال قادمة وعصور لاحقة بسبب مثل هذه العينات من الناس في المجتمع الذين هم ضحية لإنعدام التربية الفهلوية منذ الطفولة.
إذاً التربية الفهلوية مع بقية أنواع التربية الأخرى متوازنة حسب ماتم بحثه في الجزء الأول من هذه السلسلة يتولد عنها نفس مبصرةٌ مستبصرةٌ.
والمبصرون هم المستمسكون بحبل الله تعالى المتين والذين يقدمون طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل شيء في حياتهم وأعمالهم وتصرفاتهم.
ثم طاعة أولي الأمر لأنها من طاعة الله تعالى.
( ياأيها الذين آمنوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرسول وأولي الأمر منكم ).
( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ).
هذا هو منهج المستبصرين الرجوع إلى الله ورسوله عندما تشكل عليهم الأمور وتتداخل الصور ويحتار الفكر.
علموا أبناءكم وعودوهم على فنون الموافقة ومنهجها وفوائدها وإيجابياتها في العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين وتقبلهم له وتقبله لهم وإنعكاسات ذلك على حياته وسعادة الأسرة والمجتمع.
ويأمرنا الله تعالى بقوله.
( وتعاونوا على البر والتقوى ).
وينهانا تعالى بقوله.
( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ).
ورد في الأثر قصة السرية التي بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات.
وقد طلب أميرها من بعض أفرادها أن يجمعوا الحطب ( وهو ما يوقد به النار من أغصان الأشجار ) وبعد أن جمعوا الحطب.
أمرهم أن يضرموا به النار وبعد أن إشتعلت النار أمرهم أن يدخلوا فيها ليحترقوا داخلها.
إلا أنهم رفضوا الإنصياع لأمره وقالوا إنما دخلنا الإسلام هرباً من النار فكيف تأمرنا أن ندخلها.
رغم علمهم أنه من أطاع الأمير فقد أطاع الرسول ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله تعالى
ومن عصى الأمير فقد عصى الرسول ومن عصى الرسول فقد عصى الله تعالى ) الحديث.
وعندما عادوا الى المدينة وعرضوا الأمر على رسول الله فقد أقرهم على عصيانهم له وقال لهم لو أطعتموه ودخلتم في النار فلن تخرجوا منها.
كناية عن أنهم يعذبون بها) أو كما قال عليه صلاة ربي وسلامه.
لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مهما كان ذلك المخلوق ومهما بلغت منزلته.
إذا أمرك بأمر لا يرضي الله تعالى وكان فيه إثم أو قطيعة رحم فليس له حق الموافقة أو الطاعة ولو كان ممن تجب طاعتهم.
الآن نريد تحديد ضوابط الموافقة والطاعة من خلال هذا المنهج المقترح.
——————————-
أولاً.
وجوب طاعة أولي الأمر من أب أو أم أو المربين واولياء عهد البيوت او المدير أو الرئيس وغيرهم في غير معصية الله.
ثانياًًً.
ألا يكون في الأمر المطلوب الموافقة عليه شيء مما يغضب الله تعالى أو نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً.
ألا يكون في الأمر المطلوب الموافقة عليه شيء مما يلحق الأذى أو الضرر بالآخرين من الناس.
( إثنين لا تقربهما الشرك بالله والإضرار بالناس ).
رابعاً.
قم بالإجابة على أسئلة الفقرات التالية.
وضع درجة مناسبة لمدى فعالية كل فقرة من الفقرات الخمس التالية من ( ٠١ – ١٠).
١- مامدى الفائدة الشخصية التي يحققها لك الموضوع المطلوب الموافقة عليه ( ٠١-١٠).
٢- مامدى الفائدة التي تعود بالخير على الأهل والمجتمع من الموافقة على الموضوع . ( ٠١- ١٠).
٣- مامدى ردات الفعل الإيجابية المتوقعة من جراء الموافقة على الموضوع. ( ٠١ – ١٠ ).
٤- مامدى الراحة النفسية وإطمئنان قلبك وقبوله للموضوع المطلوب الموافقة عليه – إستفتي قلبك – ( ٠١-١٠ ).
٥- مامدى قناعتك بوجود حلول بديلة أفضل منها.
بمعنى هل هي الحل الأفضل من بين الحلول الأخرى البديلة الممكنة. ( ٠١-١٠ ).
بعد أن تعطي الدرجة المناسبة لكل فقرة من الفقرات الخمس ولو على سبيل التقريب على حسب معلوماتك عن الموضوع ولا يمنع من الإستشارة لمن لديه المعلومات الممكنة عن كل فقرة.
بعد ذلك قم بجمع الدرجات التي هي ناتج جميع الفقرات وقم بمقارنتها بالجدول التالي.
أ. إذا كانت مجموع الدرجات أقل من ٢٥ درجة فهذا يعني أنه قد لا تكون الموافقة مجدية ويلزم إعادة البحث عن حلول أخرى أفضل ( الضوء الأسود ).
ب. إذا كانت مجموع الدرجات أقل من ٣٥ درجة فهذا قد يتطلب تحسين وضع الحل أو المشروع المقترح بمزيد من إعادة النقاش والصياغة ليكون أكثر جدوى وأفضل في الأثر ( الضوء الأحمر ).
ج. إذا كانت مجموع الدرجات أقل من ٤٥ درجة فهذا يعني أن الموافقة عليه ممكنة مع الحذر من نتائج قد لا تكون مرضيةً أو مستحسنة ويفضل التريث في الأمر لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً وتظهر علامات جديدة إيجابية أو مشجعةً ( الضوء الأصفر ).
د. إذا كانت مجموع الدرجات أقل من ٥٠ درجة هذا يعني أن الموافقة ممكنة ( الضوء الأخضر).
على أي حال هذا مجرد إقتراح يمكن العمل به أو بأي فكرة أخرى مشابهة له وذلك لأن الهدف هو تحريك الأفكار نحو الموافقة في المواقف المختلفة في الحياة وتفويض الصلاحيات ودفع عجلة الحياة نحو التفاهم وإيجاد الحلول لتحقيق تربية توافقية ناجحة لنا ولأجيالنا القادمة.
وبإتباع وسيلة كهذه سوف يتعود الطفل على منهجة الموافقة المتبصرة وبعدها تسهل عليه الممارسة لها في الحياة وتصبح جزء من حياته بعد أن يتدرب عليها وسوف يكون قادراً. بإذن الله تعالى في المستقبل على القيام بها بطريقة روتينية بل وبمهارة فائقة دون الحاجة لأي تطبيق.
كما نذكر بالإستخارة بعد كل ذلك التي هي المفتاح للخير والبركة من الله تعالى.
عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. ?
صديق بن صالح فارسي.
